ثبت الكونغرس الاميركي الاربعاء مرشح الرئيس الاميركي باراك اوباما جاك لو في منصب وزير الخزانة الحقيبة الاساسية في مرحلة تشهد طريقا مسدودة في مناقشات الميزانية والدين. وصوت مجلس الشيوخ لصالح تثبيت لو ب71 صوتا مقابل 26. وايد القرار عشرون جمهوريا لتعيين مدير الميزانية السابق في البيت الابيض والاداري السابق في وول ستريت، في الموافقة على ثاني تعيين لمشرح اختاره اوباما منذ ايام. فقبل يوم صوت مجلس الشيوخ على تثبيت تشاك هيغل على رأس وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بعد نقاشات مريرة استغرقت سبعة اسابيع. لكن فيما اصطدم تثبيت تعيين هيغل بعراقيل الجمهوريين، جرى تثبيت لو بسهولة. وقد عبر الرئيس الاميركي بشرعة عن الشكر لمجلس الشيوخ. وقال اوباما في بيان "في هذه المرحلة الحرجة لاقتصادنا وبلادنا لا احد اكثر أهلا لهذا المنصب من جاك". وتابع "عندما كان جاك كبير موظفي، مكث الى جانبي فيما تصدينا لاصعب التحديات التي واجهت امتنا"، مشيدا بلو على انه "معلم في الشؤون الضريبية ويمكنه العمل مع المسؤولين من المعسكرين". وتابع "ساواصل الاعتماد على مشورته وتقييمه السليم في اثناء عملنا لانشاء وظائف جيدة للطبقة الوسطى". ويؤدي لو القسم صباح الخميس ليخلف تيموثي غايتنر الذي ارشد ادارة اوباما في خضم الازمة المالية. حاليا يشهد البيت الابيض ازمة جديدة مع المشرعين الجمهوريين بخصوص كيفية تجنب اقتطاعات تلقائية بقيمة 85 مليار دولار من النفقات الفدرالية يفترض ان تسري الجمعة. ويدرك المشرعون ان هذا الموعد سيمر من دون التوصل الى اتفاق لتجنب الاقتطاعات وان المفاوضات بشأنها ستتواصل في اطار الجدل المتوقع في الشهر المقبل حول التمويل الحكومي في 2013. وسيكون لو على الارجح ضالعا في مفاوضات اذار/مارس، علما انه كان من اهم المفاوضين على الميزانية في 2011. لكن تعيينه لم يجر بسلاسة تامة. فعدد من الجمهوريين ومن بينهم السيناتور جيف سيشنز ركز على صيت لو كمدافع شرس عن مواقف الحزب الديموقراطي في مفاوضات الميزانية مع معارضي البيت الابيض. وتطرق سيشنز الى تصريح لو في اوائل 2011 ومفاده ان الميزانية المقترحة لن تزيد شيئا الى الدين القومي. لكن سيشنز اكد في مجلس الشيوخ ان الميزانية كانت لتزيد حوالى 600 مليار دولار سنويا الى الدين في اثناء العقد المقبل وانتقد تصريح لو بانه "اساءة التصوير الاضخم في تاريخ" الولاياتالمتحدة. وصوت السيناتور المستقل المؤيد للديموقراطيين بيرني ساندرز ضد لو فيما اقر عدد من الديموقراطيين بانزعاجهم في تبوؤ شخص مطلع على كواليس وول ستريت في هذا المنصب. وقالت السيناتورة اليزابيث وارن التي ذاع صيتها بعد دفاعها عن الاميركيين من استغلال وول ستريت "لا اؤمن بان تكليف اداريين في وول ستريت بمناصب محورية تنظيمية حل واحد لجميع مشاكلنا". وعمل لو البالغ 57 عاما في ادارة الرئيس الاسبق بيل كلينتون في مكتب الادارة والميزانية بعد ان انطلقت حياته المهنية كمساعد في الكونغرس ومحام في القطاع الخاص. عام 2011 انتقل الى جامعة نيويورك وانضم عام 2006 الى مصر سيتيغروب حيث شغل طوال عامين منصب المدير التشغيلي في وحدة الاستثمارات البديلة. واثار التعويض الضخم الذي حصل عليه عند مغادرة المصرف للانضمام الى ادارة اوباما وهو مكافأة ينص عليها عقده القلق من شدة اقترابه من المصارف والشكوك في احتمال تساهله مع الممارسات التي اسفرت عن الازمة المالية. وبصفته وزيرا للمالية سيدرج توقيع لو على جميع الاوراق المالية الجديدة. وما زال على اوباما ملء عدد من الحقائب الوزارية الشاغرة ومنها النقل والطاقة والعمل والداخلية. كما انه يواجه مقاومة لتعيينه جون برينان مرشحا على راس وكالة الاستخبارات المركزية.