اعلن الائتلاف السوري المعارض السبت تعليق زيارات مقررة الى واشنطنوموسكو وكذلك مشاركته في مؤتمر دولي في روما لدعم المعارضة وذلك "احتجاجا على الصمت الدولي" على "الجرائم المرتكبة" بحق الشعب السوري، غداة قصف بصواريخ بعيدة المدى طال حلب. وقال "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" في بيان انه "يعتبر ان الصمت الدولي تجاه الجرائم المرتكبة كل يوم بحق شعبنا هو مشارك في ذبحه المستمر منذ عامين". واضاف البيان انه "احتجاجا على هذا الموقف الدولي المخزي فقد قررت قيادة الائتلاف تعليق مشاركتها في مؤتمر روما لاصدقاء سوريا، وعدم تلبية الدعوة لزيارة روسياوالولاياتالمتحدة". وحمل الائتلاف في بيانه "القيادة الروسية مسؤولية خاصة أخلاقية وسياسية لكونها ما تزال تدعم النظام بالسلاح"، مطالبا "شعوب العالم كافة باعتبار الأسبوع الممتد من 15 إلى 22 آذار/مارس وهو الذكرى الثانية لانطلاق الثورة السورية أسبوع حداد واحتجاج في كل أنحاء العالم". واكد الائتلاف ان "مئات المدنيين العزل يستشهدون بسبب القصف بصواريخ سكود، ويجري تدمير مدينة التاريخ والحضارة حلب بشكل ممنهج، اضافة الى ملايين المهجرين، ومئات ألوف المعتقلين والجرحى والأيتام". وفي تصريح لقناة فرانس 24 الناطقة بالعربية قال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني ان "زيارتنا الى واشنطن معلقة فقط. ننتظر من واشنطن مواقف تطابق ما تقوله عن دعمها للديموقراطية". واضاف ان "الولاياتالمتحدة قوة قيادية في العالم كما هي فرنسا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي. هؤلاء لم يستطيعوا ان يوقفوا جزارا عن مجازره بحق شعبنا"، في اشارة الى الرئيس السوري بشار الاسد. وتابع "لقد دقينا ناقوس الخطر. لا يمكن للمجتمع الدولي ان يواصل الصمت"، منددا ب"وعود لا تتحقق وكلام لا يحمي سوريا ولا يطعم جائعا (...) الاجتماعات لم تؤد الى ما نريد ولا تساعد شعبنا. ليست هناك اي فائدة من ذلك".. وتضم مجموعة "اصدقاء الشعب السوري" اكثر من مئة دولة عربية واجنبية والعديد من المنظمات الدولية والاقليمية وممثلين عن المعارضة السورية. واتت الخطوة الاحتجاجية هذه اثر مقتل 29 شخصا على الاقل بحسب ناشطين في سقوط صواريخ ارض-ارض على حي في مدينة حلب (شمال). وكان البني الموجود في القاهرة قال لفرانس برس الجمعة "اتفقنا على ضرورة تشكيل حكومة لتدبير الامور في المناطق المحررة"، لافتا الى ان الائتلاف سيجتمع في الثاني من اذار/مارس لتحديد هوية رئيس هذه الحكومة واعضائها. واوضح اعضاء في الائتلاف ان هذا الاجتماع سيعقد في مدينة اسطنبول التركية. ويعقد الائتلاف السوري المعارض منذ الخميس اجتماعات في القاهرة يبحث خلالها الطرح الذي تقدم به رئيسه احمد معاذ الخطيب لجهة اجراء حوار مباشر مع ممثلين للنظام السوري "لم تتلطخ ايديهم بالدماء". وكان من المقرر ان يتوجه رئيس الائتلاف السوري احمد معاذ الخطيب في غضون الاسابيع المقبلة الى موسكو. كما تلقى دعوة الى واشنطن من مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز خلال الاجتماع الاخير لمجموعة اصدقاء الشعب السوري في 12 كانون الاول/ديسمبر في المغرب. ميدانيا استمرت دورة العنف في سوريا على وتيرتها، اذ حصدت الجمعة 149 قتيلا بينهم 84 مدنيا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويقول انه يعتمد في جمع بياناته على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية داخل سوريا. وبحسب المرصد فان 29 شخصا بينهم 19 طفلا قتلوا و150 شخصا اخرين اصيبوا بجروح اثر سقوط ثلاثة صواريخ ارض-ارض في شرق حلب، كبرى مدن الشمال السوري. وبحسب ناشطين فان هذه الصواريخ من طراز سكود وقد اطلقت من ريف دمشق. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "الجيش يحاول من اسابيع التقدم باتجاه حلب من الشرق تحضيرا لشن هجوم. يجري حاليا ارسال جنود من قوات النخبة الى هناك". واضاف ان "استخدام الجيش لصواريخ ارض-ارض ضد حلب يندرج في اطار محاولة التقدم هذه".