اصيب 11 ناشطا من الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال وشرطيان بجروح في عدة مواجهات سجلت منذ ليل الاربعاء الخميس في عدن وعند مداخلها وسط توتر شديد قبل ساعات من تظاهرتين مضادتين في ذكرى انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا توافقيا لليمن، بحسب ناشطين ومصدر امني. وقال ناشطون ان تسعة ناشطين اصيبوا قبل ظهر اليوم الخميس بينما كان الالاف يحاولون التقدم من منطقتين مختلفتين في عدن الى ساحة العروض في حي خور مكسر بعدن للتظاهر، فيما اصيب اربعة خلال الليل عند مداخل المدينة. ويستعد الحراك الجنوبي المطالب بغالبيته بالانفصال عن الشمال، والقوى المؤيدة للوحدة وللتجمع اليمني للاصلاح (اسلامي مشارك في الحكومة)، الى التظاهر في نفس المكان والزمان بعد ظهر اليوم الخميس في ساحة العروض، وسط مخاوف من مواجهات بين الجمهورين. ويحتفل مؤيدو الوحدة في الذكرى الاولى لانتخاب هادي المتحدر من الجنوب رئيسا توافقيا لليمن ضمن اتفاق انتقال السلطة، بينما يحتفل الحراك بالذكرى الاولى ل"مقاطعة" هذه الانتخابات. واعتقلت السلطات خلال الايام الماضية عددا من الناشطين الجنوبيين المطالبين بالانفصال لاسيما القيادي قاسم عسكر، فيما اتهم ناشطو الحراك التجمع اليمني للاصلاح باستقدام ناشطين من الشمال. ويتجمع الالاف من انصار الحراك، خصوصا القادمين من محافظات لحج والضالع وشبوة وابين وحضرموت والمهرة، في احياء قريبة من ساحة العروض، خصوصا في مخيم الشهيد درويش، بانتظار التقدم الى ساحة العروض. كما يستعد انصار الوحدة للتقدم بدورهم بعد الظهر. الا ان السلطات فرضت تدابير امنية مشددة في المدينة، وانتشرت وحدات الشرطة والجيش بكثافة فيما شلت الحياة بشكل كبير في كبرى مدن الجنوب في ظل مخاوف من مواجهات في الشارع، بحسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وقال مصدر امني في صنعاء لوكالة فرانس برس ان جنديين اصيبا بجروح اذ قام مسلحون مجهولون باستهدافهم من على اسطح المباني المحيطة بساحة العروض. واكد المصدر لوكالة فرانس برس "لدينا توجيهات من جهات عليا بعدم اراقة الدماء". واستمر تدفق مناصري الحراك الى عدن خلال الايام الماضية. وقال احد ناشطي الحراك لوكالة فرانس برس ان الشرطة "اعترضت الالاف من انصارنا كانوا قادمين من محافظتي لحج والضالع عند المدخل الشمالي لعدن ليل الاربعاء الخميس واطلقت النار مما ادى الى اصابة اثنين بالرصاص بالاضافة الى سقوط مصابين بحالة اختناق جراء الغاز المسيل للدموع". واكد ناشط آخر ان مواجهات حصلت مع الشرطة ايضا عند المدخل الشرقي للمدينة حيث "حاولت الشرطة منع دخول موكب من انصارنا قادمين من محافظة ابين وشبوة وحضرموت والمهرة يقودهم رئيس المجلس الاعلى للحراك الجنوبي حسن باعوم مما ادى الى اصابة اثنين". وقال فادي باعوم وهو النجل الاكبر لحسن باعوم "نجا والدي مساء الاربعاء مما نعتبره محاولة اغتيال نفذها عناصر الامن". وذكر باعوم لوكالة فرانس برس ان رجال الامن "اطلقوا الرصاص نحو موكب والدي الذي كان يتقدم قرابة اربعمئة سيارة لدخول عدن مما ادى الى سقوط جرحى". وبحسب باعوم، "فشلت الشرطة في الحد من تدفقهم الى عدن للمشاركة في تظاهرة يوم الكرامة 21 فبراير".. ويلقي التوتر في عدن بظله على افق الحوار الوطني المنتظر في اليمن. وكان فصيلان من الحراك الجنوبي قررا المشاركة في الحوار الذي يفترض ان ينطلق في 18 اذار/مارس في اطار تنفيذ اتفاق انتقال السلطة والسعي لحل مشكلات البلاد الكبرى مثل القضية الجنوبية والتمرد الشيعي في الشمال، فضلا عن تعديل الدستور. الا ان قسما كبير من الحراك ما زال يرفض الانضمام الى الحوار، لاسيما الفصيل الذي يتزعمه نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى علي سالم البيض. وهدد مجلس الامن بفرض عقوبات على اي طرف يعرقل المرحلة الانتقالية في اليمن.