سقط سبعة قتلى واصيب اكثر من 456 شخصا في مواجهات دارت الجمعة في الذكرى الثانية للثورة في مناطق مصرية عديدة بين قوات الامن ومتظاهرين مناهضين للرئيس محمد مرسي الذي دعا المصريين الى "نبذ العنف". وقال الرئيس المصري في رسالة ليل الجمعة-السبت على حسابه على موقعي تويتر وفيسبوك "ادعو جميع المواطنين الى التمسك بالمبادىء النبيلة للثورة المصرية في التعبير عن الرأي بحرية وسلمية ونبذ العنف قولا وفعلا". وقالت وزارة الصحة المصرية ان ستة قتلى سقطوا في مواجهات دارت بين متظاهرين وقوات الامن في مدينة السويس بشرق مصر بالاضافة الى قتيل واحد في مدينة الاسماعيلية شمال شرق البلاد. وكان متظاهرون حاولوا اقتحام مقر المحافظة في السويس لكن الشرطة تصدت لهم باطلاق الغاز المسيل للدموع. ولا تزال الصدامات بين المتظاهرين وقوات الشرطة مستمرة في المدينة الساحلية المطلة على قناة السويس. ونتيجة استمرار المواجهات بين الامن والمتظاهرين، "بدأت عشرات من العربات المدرعة والاليات التابعة للجيش الثالث بالانتشار في السويس حول مبنى المحافظة ومديرية الامن ومجمع المحاكم للمساهمة في حفظ الامن"، بحسب ما قال مصدر امني لفرانس برس. ونقل التلفزيون الرسمي عن وزارة الصحة ان 456 شخصا اصيبوا بجروح في تظاهرات الجمعة في تسع محافظات مختلفة. وقال مصدر امني ان "95 من قوات الأمن المكلفة تأمين المنشآت العامة والخاصة في العديد من محافظات الجمهورية اصيبوا خلال مواجهات مع بعض مثيري الشغب الذين قاموا بأعمال عنف غير مسبوقة بعدد من المحافظات". وكانت جبهة الانقاذ الوطني المعارضة والحركات الشبابية دعت الى التظاهر تحت شعارات عدة من بينها "لا لأخونة الدولة" في اشارة الى اتهاماتها لجماعة الاخوان بالسيطرة على الدولة المصرية والسعي لاقامة نظام استبدادي جديد و"سرقة الثورة" للاستيلاء على السلطة. وانتقلت موجة العنف من فوق الارض الى باطنها، بعدما توقفت حركة قطارات مترو الانفاق في خطين من اصل ثلاثة خطوط بسب اقتحام شباب الالتراس لمحطة المترو بميدان التحرير والوقوف على خط السكة الحديد، بحسب ما نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن رئيس هيئة المترو. وتبع ذلك اقتحام متظاهرين غاضبين لمحطة مترو محمد نجيب القريبة من التحرير، بحسب المصدر نفسه. وبالقرب من قصر الاتحادية الرئاسي، اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين بعدما حاول البعض اقتحام القصر. وقال التلفزيون الرسمي ان ضابطي شرطة واربعة مجندين اصيبوا في المواجهات. وفي وقت متاخر من مساء الجمعة، غادر مئات المتظاهرين ميدان التحرير بسبب اطلاق الامن للغاز المسيل للدموع في شكل مكثف قرب الميدان. وقال مراسل لفرانس برس في الميدان ان "سحابة كبيرة من الغاز غطت الميدان لفترة طويلة ولا يمكن التنفس بشكل طبيعي في المنطقة". من جهتها اكدت القوات المسلحة المصرية "انتشار عناصر رمزية تابعة للمنطقة المركزية العسكرية بمداخل القاهرة الكبرى" موضحة انه "اجراء احترازي روتيني خلال الظروف الدقيقة". واوضح بيان نشره المتحدث الرسمي باسم الجيش على صفحته على موقع فيسبوك ان "انتشار عناصر رمزية تابعة للمنطقة المركزية العسكرية بمداخل القاهرة الكبرى يأتي في إطار خطط القوات المسلحة لتكثيف أعمال التأمين بالمحاور والطرق الرئيسية المؤدية إلى داخل العاصمة". واضاف البيان ان "تلك العناصر غير مخولة بالتعامل مع المدنيين أو منعهم من التحرك وهو إجراء إحترازي روتيني لتأمين البلاد خلال الظروف الدقيقة سبق إتخاذه خلال تظاهرات شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي" التي نظمتها المعارضة احتجاجا على اعلان دستوري اصدره يومها الرئيس محمد مرسي ومنح نفسه بموجبه سلطات استثنائية ثم الغاه بعد اقرار الدستور الجديد للبلاد. واضافة الى السويسوالقاهرة سجلت مواجهات في محافظات عدة. ففي الاسماعيلية (على قناة السويس)، احرق متظاهرون مقر حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الاخوان) كما قام المحتجون بمهاجمة مقرات المحافظات في مدن عدة. وفي الاسماعيلية ايضا اقتحم المتظاهرون مقر المحافظة مساء الجمعة ونهبوا ما فيه من اثاث واجهزة، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس. وفي دمياط (دلتا النيل)، حاصر المتظاهرون مقر المحافظة وقطعوا الطريق امامه وجرت مواجهات بينهم وبين الشرطة. وفي محافظة كفر الشيخ بدلتا النيل كذلك، تمكن المتظاهرون من دخول حرم مبنى المحافظة واندلعت مواجهات بينهم وبين قوات الشرطة التي حاولت منعهم من دخول المبنى. وحتى مساء الجمعة كانت هذه المواجهات مستمرة امام هذه المقرات الثلاثة. وبالعودة الى القاهرة، تواصلت الجمعة المواجهات التي بدأت الخميس بالقرب من ميدان التحرير بين المتظاهرين وقوات الامن المتمركزة خلف حاجز خرساني يغلق شارع القصر العيني الذي يضم مؤسسات عدة بينها مقر مجلس الوزراء ومقرا مجلس الوزراء ومجلس الشورى. كما سجلت مواجهات في شارع الشيخ ريحان المجاور استخدم فيها المتظاهرون الحجارة وردت قوات الامن بالغاز المسيل للدموع. وقام مئات المتظاهرين بمهاجمة مقر الموقع الالكتروني لجماعة الاخوان المسلمين "اخوان اون لاين" الواقع في منطقة التوفيقية بوسط القاهرة بالحجارة ووقعت صدامات بينهم وبين اهالي المنطقة. وكان ظهور مجموعات من الشباب الملثمين باغطية سوداء لافتا في تظاهرات الجمعة في محافظات عدة. ويطلق الملثمون على انفسهم اسماء مختلفة ابرزها "البلاك بلوك" ويتبنون العنف ضد نظام الاخوان الحاكم، بحسب صفحات لهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وفي الاسكندرية كبرى مدن شمال البلاد اطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين رشقوا مبنى المجلس المحلي للمدينة بالحجارة. وقال شهود ان مسيرة كانت تمر امام مقر المجلس المحلي وهو في الوقت نفسه المقر الموقت للمحافظة، القى خلالها بعض المتظاهرين حجارة على المبنى فردت الشرطة باطلاق كثيف للغاز. وتعرضت مراسلة لقناة "سكاي نيوز عربية" لاعتداء من قبل مجهولين أثناء تغطيتها احداث الذكرى الثانية للثورة في الإسكندرية. واصيبت المراسلة بكدمات وانهيار عصبي بحسب بيان للقناة الجمعة. واورد التلفزيون الرسمي ان مواجهات اخرى اندلعت بين الامن والمتظاهرين في محيط منطقة مجمع المحاكم المطل عل البحر في الاسكندرية. وكانت مسيرات دعت اليها الحركات الشبابية وجبهة الانقاذ الوطني المعارضة انطلقت بعد صلاة الجمعة من مساجد عدة في القاهرة في اتجاه ميدان التحرير الذي احتشد فيه وفي الشوارع المحيطة به الاف المتظاهرين هاتفين "يسقط يسقط حكم المرشد"، في اشارة الى مرشد جماعة الاخوان المسلمين محمد بديع، و"ارحل ارحل" وهو الشعار نفسه الذي كان يتردد في ميدان التحرير قبل عامين للمطالبة بانهاء حكم حسني مبارك. كما ارتفعت شعارات اخرى معادية للاخوان مثل "حكم الاخوان باطل" و"محمد مرسي باطل" و"عبد الناصر قالها زمان الاخوان ما لهومش امان". وشارك القياديان في جبهة الانقاذ الوطني محمد البرادعي وحمدين صباحي في احدى المسيرات. وقالت وزارة الداخلية في بيان بعد ظهر الجمعة ان "قوات الشرطة المكلفة بتأمين المنشآت الهامة (...) واجهت الاعتداءات بضبط النفس وفقا للتعليمات الصادرة اليها وتعاملت من حين لآخر باستخدام الغاز المسيل للدموع". واكد البيان ان هناك "العديد من الإصابات بين جنود وأفراد الشرطة". وتأتي ذكرى الثورة عشية حكم قضائي يثير قلقا كبيرا هو الحكم في قضية مأساة بورسعيد التي قتل فيها مطلع شباط/فبراير الماضي 74 شخصا في استاد مدينة بورسعيد (على قناة السويس) معظمهم من مشجعي فريق الاهلي لكرة القدم. وهدد مشجعو الاهلي المعروفون ب"التراس اهلاوي" بالانتقام لضحايا بورسعيد ما لم يصدر القضاء حكما ب"القصاص" من المسؤولين عن هذا المأساة، وهي احدى اسوأ كوارث كرة القدم في العالم. وقال الالتراس في بيان نشر على صفحته على موقع فيسبوك "يوم السبت 26 يناير (كانون الثاني) هو يوم فاصل في حياة اشخاص كثيرين، وقد يكون اخر يوم في حياة اشخاص اخرين، اشخاص يعلمون انهم يسعون وراء حق حتى لو كلفهم ذلك ارواحهم". واضاف البيان "+يا نجيب حقهم يا نموت زيهم+ لم يكن هذا مجرد هتاف، بل هو حقيقة راسخة بداحلنا، الاختياران مكسب لنا، اما ان يعود الحق ونعيش نخلد ذكراهم او الموت ونحن نسعى الى الحق، اما كل من دبر وخان وقتل فليس امامه الا اختيار واحد وهو الموت". ودعا التراس الاهلي الى تجمع امام مقر النادي في القاهرة في الثامنة صباح السبت من دون ان يحدد وجهة التحرك.