قررت مجموعة بوينغ في وقتٍ سابقٍ من اليوم تعليق تسليم طائراتها من طراز بوينغ 787- دريملاينر حتى إشعار آخر، وذلك بعدما توقفت طائرات هذا الطراز عن الحركة في كافة ارجاء العالم بسبب مشاكل تقنية تواجهها. و قال متحدث باسم الشركة إن إنتاج الطائرات من هذا الطراز سيتواصل، ولكن دون تسليمه إلى أي دولة، إلى حين موافقة الهيئة الفيدرالية الأمريكية للطيران على إعادة تفعيل الإذن بتحليق هذه الطائرات. جاء قرار بوينغ ليتوِّج سلسلةٍ من قرارات اتخذتها هيئات و شركات الطيران المختلفة بالعديد من دول العالم بإيقاف عمل هذه الطائرات. و في رسالة داخلية الى موظفيها قالت بوينغ أنها لا تزال تثق في سلامة طائرات بوينغ 787- دريملاينر. و أضافت المجموعة أنها ستجري تحقيقاً لبحث الأسباب الكامنة وراء حوادث متعددة مرت بها طائرات من هذا الطراز خلال أقل من عام. و أكّدت المجموعة في رسالتها تلك انها تضع كل مواردها تحت تصرف هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية و زبائن بوينغ من شركات السفر و الطيران للمساعدة في هذا التحقيق بُغية إيجاد حلول بأسرع وقتٍ ممكن. و كان الأربعاء الماضي قد شهد قراراً لهيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية بوقف عمل الطائرات من طراز بوينغ 787- دريملاينر التي تم تسليمها الى شركات طيران أمريكية. و قال خبراء ان الهيئة الفيدرالية لم تتخذ قرارا من هذا النوع منذ عقود. و تزامن هذا القرار مع قرارات أخرى مماثلة في بقية ارجاء العالم. ففي نفس اليوم أوقفت شركة الخطوط الجوية اليابانية اسطول طائراتها من هذا الطراز، وعددها 17 طائرة، بشكلٍ فوريٍ وحتى إشعار آخر. و اتخذت الشركة هذا القرار اثر اضطرار طائرة من نفس الطراز كانت تقوم برحلة داخلية إلى الهبوط بشكل اضطراري بعد اقلاعها بقليل، بعد اكتشاف دخان على متنها ، بسبب وجود خلل في بطارية بنظام الطاقة الاحتياطي. وسلَّمت بوينغ، المجموعة الأمريكية للطيران الأشهر عالمياً، حتى الان 50 نموذجا من طراز بوينغ 787- دريملاينر. وتنتج بوينغ حاليا 5 نماذج من هذا الطراز شهريا وتتوقع الانتقال الى 10 شهريا بحلول نهاية العام. ويتراوح ثمن الطائرة الواحدة من هذا الطراز ما بين 6 و 8 ملايين دولار. و خلال العام الماضي، قامت بوينغ بتسليم 46 نموذجا من هذا الطراز بعد تسليمها 3 فقط في عام 2011. وتعد طائرة بوينغ 787- دريملاينر واحدة من أحدث الطائرات حتى الآن و أكثرها تطوراً ، ولكن عدداً من المشاكل التقنية اضرت بسمعتها و بصورة مجموعة بوينغ التي تقوم بتصنيعها. في اوائل العام الماضي، أُجبِرت إحدى طائرات خطوط يونايتد إيرلاينز من هذا الطراز على الهبوط الاضطراري نتيجة لخلل كهربائي أصابها. وفي اواخر نفس العام ، أوقفت الخطوط الجوية القطرية تشغيل إحدى طائراتها من نفس الطراز نتيجة لخلل كهربائي مماثل. و قالت الإدارة الفيدرالية للطيران الأمريكي في شهر ديسمبر/كانون الأول إنها توصلت إلى اكتشاف عيبٍ في وصلات تجميع الوقود بالطائرة. و أضافت الوكالة إن هذا الخلل يؤدي إلى تسرُّب الوقود إلى الأجزاء الساخنة من محرك الطائرة. و حذَّرت الوكالة من خطورة التسرب على حياة الركاب، حيث يمكن أن يتسبب في وقوع حريق، أو إصابة المحرك بعطل، أو نفاذ الوقود من الطائرة. بعد ذلك توالت الحوادث بصورة متواترة. ففي السابع من يناير اندلع حريق على متن طائرة من نفس الطراز بسبب ماس كهربائي، بعد دقائق من هبوطها في مطار لوجان بولاية بوسطن قادمة من طوكيو. ونشب الحريق نتيجة لارتفاع درجة حرارة بطارية بنظام الطاقة الاحتياطي. بعدها بيوم اضطرت الخطوط اليابانية لإلغاء إحدى رحلاتها الداخلية بسبب اصابة طائرة بوينغ 787- دريملاينر التي كانت ستقوم بالرحلة بخلل في مكابحها. و في نفس اليوم تسبب تسرب في الوقود من طائرة من نفس الطراز في إلغاء إقلاعها من مطار لوجان بولاية بوسطن. و يتبادر سؤال في مجال صناعة الطائرات الآن بعد القرار الأخير لبوينغ مفاده: هل سيكون بوسع المجموعة الأمريكية للطيران الأشهر عالمياً ايجاد علاجٍ سريع لصداع بوينغ 787- دريملاينر ؟!