دبي (رويترز) - قالت القوات المسلحة الإيرانية يوم الثلاثاء إن إيران سيطرت على طائرة تجسس أمريكية بلا طيار كانت تحلق في مجالها الجوي فوق الخليج خلال الايام القليلة الماضية لكن الجيش الامريكي سارع الى نفي فقده اي طائرة من هذا النوع في منطقة الشرق الاوسط. وسلط الحادث الضوء على التوترات في منطقة الخليج حيث تسعى جمهورية إيران الإسلامية والولاياتالمتحدة لإظهار قدراتهما العسكرية في المنطقة وسط مواجهة بسبب برنامج إيران النووي. وهددت إيران مرارا بإغلاق مضيق هرمز إذا تعرضت لأي هجوم عسكري. ويمر عبر المضيق نحو 40 بالمئة من شحنات النفط الخام المنقولة بحرا على مستوى العالم. وقال قادة عسكريون أمريكيون إنهم لن يسمحوا بمثل هذا الإغلاق. وقال بيان منشور على موقع الحرس الثوري الإيراني إن الطائرة من طراز سكان إيجل وإنها كانت تحلق فوق مياه الخليج خلال الايام القليلة الماضية وسيطرت عليها الوحدة البحرية التابعة للحرس الثوري حين دخلت المجال الجوي الإيراني. وقال متحدث باسم القوات البحرية الأمريكية بالقيادة المركزية في البحرين انه لم تفقد أي طائرة أمريكية بلا طيار في المنطقة. وقال الكوماندر جيسون سالاتا "البحرية الأمريكية على علم كامل بأماكن مركباتها الجوية بلا طيار التي تعمل في منطقة الشرق الأوسط. عملياتنا في الخليج تقتصر على المياه والمجال الجوي المتعارف عليهما دوليا." وأضاف "ليس لدينا أي تقارير تفيد بفقدان اي من طائرات سكان إيجل في الآونة الأخيرة." ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن وزير خارجية إيران على أكبر صالحي قوله إن إيران حذرت الولاياتالمتحدة من انتهاكاتها وإن الطائرة دليل على التوغلات الأمريكية ستستخدمه طهران في شكواها "أمام الهيئات الدولية". ولم يحدد بيان الحرس الثوري أين ومتى وقع الحادثة وما إذا كانت الطائرة أسقطت أم أنها سقطت من تلقاء نفسها لسبب أو آخر. لكنه نشر لقطات فيديو قال إنها للطائرة سكان إيجل أثناء فحصها من قبل مسؤولين عسكريين تحت لافتة كتب عليها بالانجليزية "سنسحق الولاياتالمتحدة". والواقعة هي الاحدث في سلسلة شكاوى من جانب ايران بشأن ما تقول انه انتهاكات امريكية لاراضيها في اطار حرب غير معلنة ضد برنامج طهران النووي تتضمن اغتيالات وتجسسا وأعمال تخريب الكتروني. وتصنع شركة بوينج طائرات سكان إيجل وهي طائرات تجسس. ووفقا لموقع الشركة فإن الطائرة طولها أربعة أقدام (1.25 متر) والمسافة بين باع الجناحين عشرة أقدام (ثلاثة أمتار). وقالت بوينج على موقعها أيضا ان الشركة توفر وتشغل طائرات بلا طيار لعدد من دول الشرق الاوسط منها طائرات لضمان أمن المنصات النفطية في الخليج. وتبادلت أيضا كل من ايران والسعودية وهما من اعضاء منظمة أوبك المصدرة للنفط الاتهامات بانتهاك أراضيها قرب حقول النفط والغاز في الخليج خلال العام المنصرم. وكانت الولاياتالمتحدة قالت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي إن طائرات حربية إيرانية أطلقت النيران على طائرة مراقبة أمريكية بلا طيار كانت تحلق في المجال الجوي الدولي. وقالت إيران إن الطائرة دخلت مجالها الجوي مضيفة أنها سترد "بحسم" على أي انتهاك خارجي لمجالها الجوي. وبعد أيام من الواقعة كتب سفير إيران لدى الأممالمتحدة محمد خزاعي إلى بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة يشكو من تكرار الانتهاكات الأمريكية المزعومة للأجواء الإيرانية واصفا إياها "بالتصرفات غير القانونية والاستفزازية". وقال خزاعي إن طائرات أمريكية دخلت جنوبإيران سبع مرات في أكتوبر تشرين الأول حول بوشهر حيث توجد محطة الطاقة النووية الوحيدة في إيران. وقبل عام من ذلك اليوم أعلنت القوات الإيرانية استيلاءها على طائرة استطلاع أمريكية بلا طيار في شرق إيران كانت القوات الأمريكية في أفغانستان المجاورة قالت إنها مفقودة. وأعلن قادة عسكريون إيرانيون بعد ذلك إنهم استخلصوا معلومات تقنية قيمة من الطائرة وإنهم يفككونها لدراستها كي تستفيد من ذلك الصناعات العسكرية الإيرانية. وتعتقد الولاياتالمتحدة وحلفاؤها أن إيران تحاول تصنيع قنبلة نووية في حين تقول إيران إن برنامجها ذو أهداف سلمية محضة. وهددت إسرائيل بقصف المواقع النووية الإيرانية إذا فشلت الدبلوماسية والعقوبات المفروضة على إيران في وقف أنشطتها النووية. وفي أكتوبر أسقطت إسرائيل طائرة بلا طيار إيرانية الصنع أطلقها حزب الله اللبناني على إسرائيل. وطبقا للبيانات المتاحة التي تنشرها شركة بوينج لا تحتاج الطائرة سكان إيجل إلى مدرج إذ يمكن إطلاقها بواسطة آلة موضوعة على عربة متحركة أو من سفينة صغيرة. ويمكن للطائرة أن تقوم بمهام مبرمجة سلفا أو موجهة بواسطة النظام الأمريكي لتحديد المواقع عالميا كما أنها تحمل نظاما للتحكم في الطيران. ويتم استعادتها باستخدام نظام يعرف باسم "سكاي هوك". (إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)