عين البابا بنديكتوس السادس عشر الذي غالبا ما توصف حبريته باتجاهاتها "الاوروبية"، السبت ستة كرادلة جددا اتوا من جميع انحاء العالم، ليؤكدوا ان الكنيسة "كونية" و"تعبر عن نفسها في الثقافات المختلفة للقارات المتنوعة". وقال البابا في عظة القاها في كاترائية القديس بطرس في حضور الكرادلة الذين ارتدوا جميعا الثوب الاحمر اضافة الى عائلاتهم والسلك الدبلوماسي، ان "الكنيسة هي كنيسة جميع الشعوب". واوضح البابا ان اصل كلمة كاثوليك تعني الكوني، مشيرا الى ان "الكنيسة كونية لان المسيح يضم البشرية بأسرها في مهمته الخلاصية". ثم سلم البابا الكرادلة الجدد الستة الذين اتوا من الولاياتالمتحدة والهند ولبنان ونيجيريا وكولومبيا والفيليبين، شارة الكردينالية (قلنسوة حمراء بلون الدم ترمز الى الوفاء حتى الشهادة) والخاتم واللقب المهيب "امير الكنيسة". وكان الاعلان في شباط/فبراير عن تعيين 22 اميرا جديدا للكنيسة اكثريتهم الساحقة من اوروبا (16)، اثار انتقادات في خضم فضيحة تسريبات فاتيليكس التي ينظر اليها في بعض الاحيان على انها"خلاف بين الايطاليين". وقال البابا ان مجمع الكرادلة يعقد "في اطار وحدة الكنيسة وكونيتها" و"يقدم تنوعا للوجوه لانه يعبر عن وجه الكنيسة الكوني". وهذا المجمع الخامس للكرادلة خلال حبرية جوزف راتسينغر يتيح، بعد وفاة عدد كبير من الكرادلة، رفع عدد ناخبي بابا جديد الى 120، وهو الحد الاقصى بحسب التقليد. والتوزيع الجديد في حال انعقاد مجمع هو الاتي: 62 اوروبيا و14 من اميركا الشمالية و21 من اميركا الجنوبية و11 من افريقيا و11 من آسيا. وتقل اعمار اثنين من الكرادلة الجدد عن 60 عاما، وهما المونسنيور لويس انطونيو تاغلي (55 عاما) اسقف مانيلا منذ سنة والذي يؤكد تعيينه حيوية الكنيسة في آسيا. ويمكن ادراج اسم الكاردينال تاغلي المتشدد على الصعيد العقائدي لكنه من دعاة زيادة تقرب الكنيسة من الناس البسطاء، والذي لفت اليه الانظار في المجمع الاخير حول التبشير الجديد، في اطار الطامحين الى تبوؤ السدة البابوية. وقد بدا المونسنيور تاغلي، آخر من تسلم الشارة الكردينالية، بالغ التأثر وهو يمسح دموعه بعدما تلقى تهنئة طويلة من البابا فيما كان اقرباؤه يصفقون. ورافق وفد كبير البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الكاردينال الماروني الثالث بعد مار بولس بطرس المعوشي ومار نصرالله بطرس صفير. ويعتبر تعيين الراعي الذي غالبا ما يحذر من تنامي الاتجاهات الاسلامية، بمثابة دعم للبنان المتعدد الطوائف والذي تهدده الازمة السورية اليوم. وذكرت وكالة فيدس الكاثوليكية الارسالية ان مندوبا عن حزب الله هو غالب ابو زينب مسؤول العلاقات مع المسيحيين حضر الاحتفال في كاتدرائية القديس بطرس. من جهته، بات اسقف تريفاندروم سيرو ملنكار في الهند، المونسنيور كليميس ثوتونكال (53 عاما) اصغر الكرادلة سنا في مجمع الكرادلة والاسقف الثاني من جنوب الهند الذي يحصل على القلنسوة هذه السنة بعد المونسنيور جورج الينشيري. ويريد البابا بذلك ان يشجع كنيسة سحيقة في القدم وديناميكية غير معروفة كثيرا في الغرب. ويهدف اختيار اسقف ابوجا (نيجيريا) المونسنيور اولورونفيمي اونايكان (68 عاما) المطروح اسمه ايضا للسدة البابوية، الى مكافأة شجاعته في مواجهة الكراهية الدينية فيما تقوض استقرار بلاده هجمات تشنها على المسيحيين جماعة بوكو حرام الاسلامية. ورجل السلام الاخر هو اسقف بوغوتا، روبين سلازار غوميز (70 عاما) الذي لم يدخر جهدا في سبيل المصالحة الوطنية مع القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك). والكاردينال الاميركي جيمس مايكل هارفي (63 عاما) مدير البيت الحبري، الذي سيم اسقفا على كاتدرائية القديس بولس خارج الاسوار، احدى اكبر الكاتدرائيات في روما، معروف اكثر من سواه من بين الاساقفة الذين حصلوا السبت على شارة الكردينالية. وقد تولى هارفي الطويل القامة منصب مدير المنزل الحبري منذ 1998، وغالبا ما يشاهد مبتسما الى جانب الباباوات. وفي هذه الادارة الفاتيكانية عمل الرئيس السابق لخدم البابا، باولو غابرييلي الذي حكم عليه اخيرا بالسجن 18 شهرا لادانته ب"السرقة الخطرة" لوثائق الكرسي الرسولي. وكان غابرييلي رئيس خدم المونسنيور هارفي فترة من الزمن.