يتنافس الرئيس الاميركي باراك اوباما وخصمه ميت رومني على اصوات الناخبين في الولايات الحاسمة السبت حيث تصدر الاقتصاد حملة المرشح الجمهوري الذي وعد بانعاش المحرك الاقتصادي للبلاد. ويحمل رومني رسالته الى ناخبي فلوريدا فيما ينوي اوباما الدفاع في ولاية نيو هامبشر شمال شرق البلاد عن حصيلة عهده. وقبل عشرة ايام على توجه الاميركيين الى صناديق الاقتراع حاول رومني الجمعة التقليل من شعار "التغيير" الذي اعتمده اوباما، مصورا خصمه على انه قائد مسكين عاجز عن انهاء تباطؤ النمو الذي طبع اقتصاد البلاد. وقال رومني لحشد في ايمز في ولاية ايوا ان "حملة الرئيس مقصرة جدا امام اهمية هذه المرحلة. كما ان رئاسة السنوات الاربع الاخيرة قصرت جدا حيال وعود حملته الاخيرة". واذ انتقد رومني حملة اوباما 2008 صور المليادرير البالغ من العمر 65 عاما نفسه كمرشح الامل والتغيير، فيما اعتبر خصمه الديموقراطي ممثلا "للوضع القائم". وقال رومني ان "الرئيس اوباما وعد بتقريبنا من بعضنا البعض، لكنه مع كل منعطف سعى الى التفرقة والتشويه. وعد بتقليص العجز الى النصف لكنه ضاعفه مرتين". والخميس كان اوباما في المنطقة نفسها حيث سعى الى اجتذاب اصوات العمال والى صد تقدم رومني الذي بدا في الاستطلاعات على مستوى البلاد لكنه ما زال متأخرا في الولايات الحاسمة. ومع تقارب حظوظ المرشحين في الانتخابات يستعد المعسكران لرحلات خاطفة عبر البلاد في الايام العشرة الاخيرة من الحملة. لكن الطبيعة تعارض مخططاتهم. فالاعصار ساندي يهدد بالوصول الى وسط الساحل الاطلسي الاميركي الاثنين مصحوبا بامطار غزيرة وفيضانات ويرجح ان يؤدي الى انقطاع الكهرباء عن الملايين قبل اسبوع على الاستحقاق الرئاسي. ويشير الخبراء الى احتمال اصطدام الاعصار بعاصفة موسمية شمالية شرقية واندماجه معها ما قد يشكل عاصفة هائلة تطال اكثر من 12 ولاية. وسبق ان ادت المخاوف من الطقس السيئ برومني الى الغاء لقاء انتخابي في فرجينيا بيتش فيما الغى نائب الرئيس جو بايدن السبت لقاء في المنطقة نفسها لاتاحة المجال امام المسؤولين للاستعداد للعاصفة. واكد البيت الابيض انه يتابع العاصفة من كثب حيث تلقى اوباما الجمعة تقريرا من كبار مسؤولي الطوارئ. كما ان العاصفة قد تؤثر على الاستعدادات للانتخابات في عدة ولايات وعلى التصويت المبكر وقد تطرح مشاكل بالنسبة الى مراكز الاقتراع. وفي هذا الوقت نشرت الحكومة بيانات تظهر تحسن الاقتصاد في الفصل الثالث ليبلغ وتيرة سنوية بنسبة 2,0%. لكن بالرغم من ان الرقم افضل مما كان متوقعا اعتبر رومني هذه المعلومات "مثبطة للعزيمة"، مؤكدا ان النمو بلغ اقل من نصف توقعات البيت الابيض عندما اقر قانون التحفيز الاقتصادي عام 2009. وقال ان "النمو الاقتصادي البطيء يعني بطء نمو الوظائف وتراجع الرواتب الصافية. هذا اما انتجته اربع سنوات من رئاسة اوباما". واضاف ان "الاميركيين مستعدون للتغيير - للنمو، للوظائف، لرواتب صافية افضل، وهذا ما سنقدم لهم". واكد رومني امام 2500 شخص في ايوا انه قادر على تحسين الاقتصاد بنسبة نمو تفوق 4%. وقال "نحن على منعطف حاسم اليوم. فديننا الوطني ومستحقاتنا المالية تهدد بسحق مستقبلنا فيما يرزح اقتصادنا تحت ثقل الحكومة ويعجز عن توليد النمو والوظائف الضرورية". وسرعان ما هاجم فريق اوباما رومني على تطعيم خطابه "بهجمات غير شريفة ووعود فارغة بالتغيير لكن من دون سياسة جديدة". وصرحت المتحدثة باسم حملة اوباما ليس سميث "هذا لأن كل ما لدى ميت رومني هو خطة اقتصادية بنقطة واحدة يتحدث عنها منذ عامين، حيث تطبق قواعد مختلفة تماما على الاثرياء بالنسبة الى الاخرين جميعا". وتابعت "بدأ رومني باطلاق الوعود +بالتغيير الكبير+ لكن التغيير الوحيد الذي يقدمه هو اعادتنا الى السياسات الفاشلة اياها التي ادت الى انهيار اقتصادنا في البدء". وقبل المرحلة الاخيرة من السباق الرئاسي الطويل امضى رومني اليوم الثالث على التوالي في الوسط الغربي متحدثا الى حشود كبرى ساخرا من "حملة اوباما المتدهورة الى حد لا يصدق". وبعد كلمته في ايوا عاد الى اوهايو حيث امضى يوم الخميس بالكامل في لقاءات انتخابية. فالفوز في هذه الولاية ضروري لرومني، حيث لم يتمكن اي جمهوري تاريخيا في الوصول الى البيت الابيض من دون ولاية البندق. واشار آخر استطلاع لسي ان ان/او ار سي نشر الجمعة الى تقدم اوباما بنسبة 50% مقابل 46% في اوساط الناخبين المحتملين في اوهايو حيث احتلت الحملتان موجات الاثير باعلانات هجومية كلفت ملايين الدولارات. وعاد اوباما الى واشنطن بعد جولته التي استغرقت 40 ساعة في ثماني ولايات طلب فيها من الاميركيين تحدي تنبؤات الاقتصاد الضعيف والبطالة المرتفعة بانتخابه لولاية ثانية. وواصل حملته طوال النهار من البيت الابيض حيث اجرى 10 مقابلات اعلامية الجمعة بما فيها نصف ساعة مع تلفزيون ام تي في الموجه للشباب.