تستمر العمليات العسكرية في مناطق عدة في سوريا بينها مدينة حلب (شمال) حيث اعلنت القوات النظامية السيطرة على احد الاحياء، في الوقت الذي تبدأ الثلاثاء الجمعية العامة اعمال دورتها السنوية في نيويورك مع توقع ان تكون الازمة السورية محور كلمات الخطباء. وكان موفد الجامعة العربية والامم المتحدة الى سوريا الاخضر الابراهيمي رسم امام مجلس الامن الاثنين صورة قاتمة للوضع في سوريا، معتبرا ان الاصلاحات في هذا البلد لم تعد كافية "وما يجب القيام به هو التغيير". وقال "لا يمكن العودة الى سوريا الماضي"، مستبعدا في الوقت نفسه احراز "تقدم اليوم او غدا" لتسوية النزاع، وواصفا الوضع في سوريا بانه "بالغ الخطورة ويتدهور يوما بعد يوم". واشار الابراهيمي الى ان "لا وجود لخطة كاملة" لتسوية النزاع حتى الان. وستكون الازمة السورية من ابرز المواضيع المطروحة على الجمعية العامة للامم المتحدة السابعة والستين التي تنطلق اعمالها الثلاثاء. وبسبب الخلافات بين القوى الكبرى، لن يعقد اجتماع يخصص رسميا للنزاع في سوريا، لكن قادة الدول الكبرى سيتطرقون في خطاباتهم الى هذه الازمة. وسيكون الرئيس الاميركي باراك اوباما والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من خطباء اليوم الاول. واعلن الرئيس المصري محمد مرسي الاثنين من نيويورك ان بلاده تعارض تدخل اي قوة اجنبية في سوريا. وقال في مقابلة مع تلفزيون "بي بي اس" الاميركي "ليس لدى الرئيس الاسد خيار الا الرحيل (...) لا مكان للاصلاحات السياسية، فالتغيير هو ما يسعى اليه الشعب وينبغي احترام ارادته". وحذرت منظمة دولية تعنى بالدفاع عن حقوق الاطفال الثلاثاء من ان العديد من الاطفال السوريين، الشهود على القتل والتعذيب وفظاعات اخرى، "مصدومون" بالنزاع الذي يضرب بلدهم منذ اكثر من 18 شهرا. ونشرت منظمة "سيف ذي تشيلدرن" (انقذوا الاطفال) ومقرها بريطانيا شهادات جمعتها من مخيمات اللاجئين على الحدود السورية تظهر ان "اطفالا تعرضوا لهجمات وحشية رأوا ذويهم واشقاءهم وشقيقاتهم واطفالا اخرين يموتون، او انهم شاهدوا او تعرضوا لاعمال تعذيب". وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان حوالى الفي طفل تعرضوا لاعمال عنف منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد في منتصف آذار/مارس 2011، والتي تحولت الى نزاع دام. وقتل الاثنين 12 طفلا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بينما قتلت فجر الثلاثاء طفلة في السادسة بنيران من القوات النظامية استهدفت سيارة كانت تقلها على الطريق الدولي في حلب المؤدي الى دمشق. وسقط 33 قتيلا في مناطق مختلفة من سوريا الثلاثاء في اعمال عنف. واعلنت القوات السورية الثلاثاء استعادتها السيطرة على حي العرقوب الكبير في شرق مدينة حلب. وقال مصدر عسكري على الارض لمراسل وكالة فرانس برس ان "العمليات انتهت في منطقة العرقوب، وان عناصر القوات المسلحة يقومون بتفتيش الابنية". وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" من جهتها نقلا عن مصدر عسكري تأكيده "الانتهاء من تطهير منطقة العرقوب في حلب من الارهابيين واعلانها منطقة امنة، والاستمرار بتطهير منطقة سليمان الحلبي (المجاورة) من الارهابيين". وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن من جهته لوكالة فرانس برس ان المعارك مستمرة في المنطقة، و"لا يمكن الحديث عن سيطرة، طالما المعارك مستمرة". وافاد مراسل فرانس برس الذي قصد المنطقة عن سماع اصوات رشقات متقطعة من العرقوب، وشاهد حواجز للجيش على ثلاثة مداخل للحي. ويمنع الجنود ايا كان من دخول الحي مؤكدين وجود ألغام. وتمكن المراسل من رؤية آثار الدمار في الشارع الرئيسي للعرقوب، مع واجهات ابنية منهارة وثقوب في ابواب المحال التجارية. وقال رجل في السابعة والثلاثين رافضا الكشف عن هويته انه يملك محلا في هذا الشارع، مضيفا "حاولت الدخول هذا الصباح، لم يسمح لي بذلك". واضاف "هذا المحل هو كل ما املك في حياتي. اذا تدمر، ساغادر البلاد". وتشهد حلب معارك مصيرية منذ العشرين من تموز/يوليو للسيطرة على المدينة التي تشهد عمليات كر وفر وحرب شوارع قاسية. من جهة ثانية، وقعت سلسلة انفجارات في دمشق قبل ظهر الثلاثاء استهدفت "هيئة مدارس ابناء الشهداء قرب دوار البيطرة في مدينة دمشق"، بحسب المرصد السوري. واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان المكان المستهدف هو مقر ادارة المدارس التي تستقبل ابناء شهداء الجيش السوري، ويقع على الطريق التي تؤدي الى مطار دمشق. وذكرت "سانا" ان "عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعة ارهابية مسلحة في المبنى" تسبب باصابة سبعة اشخاص بجروح. في محافظة القنيطرة (جنوب غرب)، قتل مقاتلان معارضان وما لا يقل عن خمسة عناصر من القوات النظامية اثر هجوم نفذه المقاتلون على حواجز للقوات النظامية في قريتي الحميدية والحرية في الجولان السوري، بحسب المرصد. وكان متحدث باسم الجيش الاسرائيلي اشار صباحا الى سقوط قذائف هاون سورية اطلقت كما يبدو خلال المعارك في الجانب السوري، في هضبة الجولان المحتلة من اسرائيل، من دون وقوع اصابات. في محافظة حمص (وسط)، افاد المرصد عن تعرض مدينة الرستن لقصف عنيف من القوات النظامية، وعن سقوط أربعة قتلى جراء القصف على مدينة القصير. كما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ان مدينة تلبيسة في ريف حمص تتعرض ايضا "للقصف بأسلحة الهاون والمدفعية الثقيلة" ما ادى الى تهدم عدد من المنازل. وتعتبر تلبيسة والقصير والرستن معاقل للجيش السوري الحر.