قالت مجموعة الأزمات الدولية إن من غير المحتمل ان يؤدي اتفاق سلام مع متمردي جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية الماركسية الى انهاء العنف الجاري في كولومبيا لأن مقاتلين منشقين وعصابات أخرى تمولها المخدرات ستواصل محاربة القوات الحكومية. ويخوض الرئيس خوان مانويل سانتوس في نصف فترته الرئاسية التي تمتد أربع سنوات أكبر مخاطرة سياسية في تاريخه بتفاوضه مع متمردين يساريين لمحاولة إنهاء حرب مستمرة منذ 50 عاما وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف. وأعلن عن المحادثات بعد عامين من مفاوضات سرية مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) وهي أول محاولة منذ نحو عشر سنوات لإنهاء الحرب وستبدأ في النرويج الشهر المقبل ثم تنتقل إلى كوبا. وقالت مجموعة الأزمات الدولية التي تتخذ من بروكسل مقرا "يبالغ المعارضون في المخاوف على محادثات السلام. لكن من يروجون للتسوية السياسية يحتاجون أيضا إلى الحد من التوقعات. أي اتفاق لن يقضي على العنف." وأضافت "من المرجح ألا يتمكن من إقناع بعض عناصر فارك بإلقاء السلاح خاصة من ينخرطون بشدة في تجارة المخدرات. ستظل هناك تهديدات أمنية كبيرة من الجماعات المسلحة غير المشروعة التي ترجع أصولها إلى القوات شبه العسكرية التي تم تسريحها رسميا وعصابات إجرامية أخرى منظمة." وبعد إجراء إصلاحات كبرى مثل إعادة الأراضي إلى فلاحين نازحين والتي كان ينظر لها على أنها تمهد الطريق للمحادثات يحاول سانتوس القيام بما عجزت عنه أي حكومة أخرى منذ عام 1964 وهي التوصل إلى اتفاق مع فارك. وانهارت آخر محاولة لصنع السلام قبل اكثر من عشر سنوات وكان ينظر لها على أنها ساعدت فارك على إعادة بناء قواتها المقاتلة. لكن بعد عشر سنوات بلغ المتمردون أضعف حالة على مدى تاريخهم بعد ضربات موجعة وجهت لقياداتهم وتمويلهم. (إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)