يبدو المسؤول الثاني في الحزب الاشتراكي الفرنسي هارلم دزير الاوفر حظا ليخلف في رئاسة الحزب مارتين اوبري التي ستكرس الثلاثاء خلفها قبل ان تتنحى عن منصبها في الخريف. وستكشف زعيمة الحزب الاشتراكي ورئيس الوزرا جان-مارك ايرولت، بعد ايام من المشاورات، الشخصية التي سيختارانها من بين المرشحين المعلنين، هارلم دزير (53 عاما) وجان-كريستوف كمبادليس (61 عاما) النائب عن باريس. وتوقع عدد كبير من المسؤولين الذين استطلعت وكالة فرانس برس اراءهم فوز هارلم دزير. لكن واحدا منهم قال ان "الحزب الاشتراكي كيان متحرك، كل شيء يمكن ان يتغير حتى اللحظة الاخيرة". لكن مفاوضات اللحظة الاخيرة لا تشمل فقط منصب السكرتير الاول، بل تشمل ايضا التوازنات بين مختلف التيارات في الهيئات القيادية. ويفترض الا يكون تصويت 175 الف منتسب الى الحزب الاشتراكي بعد ذلك في 11 و18 تشرين الاول/اكتوبر في مؤتمر تولوز، سوى اجراء شكلي. فبعد خمسة اشهر على انتخاب فرنسوا هولاند، يفترض ان يؤيدوا المرشح الذي تدعمه الاكثرية الساحقة لكبار مسؤولي الحزب. وقد تعرضت عملية اختيار خلف لمارتين اوبري في هذا الصدد لانتقادات واعتبرها البعض غير ديموقراطية. وافاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه الاثنين ان 72% من المتعاطفين مع الحزب يفضلون هارلم دزير في مقابل 22% لجان-كريستوف كمبادليس. وكلا الرجلين شخصية من الصف الثاني، ولا يتمتعان بكثير من السمات القيادية، لكن القاسم المشترك بينهما من بين امور اخرى انهما لم يتوليا حقيبة وزارية. لكن الناشطين الاشتراكيين كانوا يفضلون في الواقع لو بقيت رئيسة بلدية ليل (شمال) التي تتولى منصبها منذ 2008 زعيمتهم، بعدما نجحت في اعادة توحيد حزب مفتت وتجديده من خلال فرض عملية الانتخابات التمهيدية التي كانت المرحلة الاولى في الحملة المظفرة لفرنسوا هولاند. وكان هارلم دزير رئيسا لهيئة اس.او.اس عنصرية في الثمانينات ثم امتهن السياسة في اطار الحزب الاشتراكي وخصوصا في البرلمان الاوروبي حيث انتخب منذ 1999 وتخصص في المسائل المتعلقة بالعولمة. واذا كان كثيرون في الحزب الاشتراكي يقرون بأنه تولى بلا صعوبات القيادة بالوكالة خلال الانتخابات الاولية في خريف 2011، يأسف آخرون لان شخصيته لا تلهب الحماسة. وفرض جان-كريستوف كمبادليس (61 عاما) الذي خرج من صفوف الحركة الطالبية بعد 1968، نفسه على انه مناور حاذق ومتخصص في العلاقات مع الاحزاب اليسارية الاخرى. وكان كمبادليس المقرب من ليونيل جوسبان الرجل الثاني في الحزب الاشتراكي في 1997 عندما اصبح هذا الاخير رئيسا للوزراء وتخلى عن منصبه لفرنسوا هولاند. وفي 2008، عين امينا عاما وطنيا للحزب الاشتراكي في الدولية الاشتراكية وذاع صيته على انه ابرز مساعدي دومينيك ستروس-كان والاوفر حظا في استطلاعات الرأي للانتخابات الرئاسية. ولم يتوان اليمين عن التذكير بأن الرجلين واجها خلافات مع القضاء. فقد حكم على كمبادليس في 2006 بالسجن ستة اشهر مع وقف التنفيذ في قضية فرص عمل وهمية قي جمعية طالبية، فيما دين دزير في 1998 بالسجن ثمانية عشر شهرا مع وقف التنفيذ لتسلمه رواتب وهمية من احدى الجمعيات. وسيدافع السكرتير الاول الجديد عن العمل الحكومي في اطار من الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة. وسيتعين عليه ايضا اقناع كبار نواب الحزب الاشتراكي بالامتثال لوعد فرنسوا هولاند حول انهاء الجمع بين النيابة وعضوية الهيئات البلدية.