اطلق الموفد الدولي والعربي الخاص بسوريا الاخضر الابراهيمي في القاهرة الاثنين مهمته "الصعبة جدا" وسط دعوات للتحقيق في "جرائم حرب" قد تكون ارتبكت في هذا البلد حيث قتل 160 شخصا الاحد بينهم 27 بتفجير في حلب. وفي اول زيارة له للمنطقة منذ توليه منصبه مطلع ايلول/سبتمبر خلفا للامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان، قال الابراهيمي "ادرك تمام الادراك بان المهمة صعبة جدا، الا انني رايت ان من حقي ان احاول قدر المستطاع ان اقدم مساعدة للشعب السوري". واضاف للصحافيين بعد محادثات مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي "انني في خدمة الشعب السوري وحده". وتابع الابراهيمي انه سيذهب الى دمشق خلال "الايام القليلة المقبلة للقاء المسؤولين هناك وعدد من مؤسسات المجتمع المدني والمثقفين" ، معبرا عن امله فى لقاء الرئيس السوري بشار الاسد خلال الزيارة اذ قال "آمل ولكن لا اعرف". ومن المتوقع ان يلتقي الدبلوماسي الجزائري الرئيس المصري محمد مرسي ووزير الخارجية محمد كامل عمرو في وقت لاحق من اليوم. وكان الابراهيمي ندد الاسبوع الماضي بالحصيلة "الهائلة" للضحايا في سوريا حيث قتل 27 الف شخص بحسب ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان منذ بداية الحركة الاحتجاجية منتصف اذار/مارس 2011 والتي سرعان ما تحولت الى نزاع مسلح. وتواصلت اعمال العنف الاثنين حيث قتل 13 شخصا هم 11 مدنيا ومقاتلان مناهضان للنظام غداة يوم دام قتل فيه 160 شخصا بينهم 27 في تفجير في حي الملعب البلدي في حلب (شمال)، وفقا للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين والشهود العيان. واوضح المرصد ان خمسة مدنيين على الاقل بينهم امرأة وناشط قتلوا الاثنين في غارات جوية استهدفت في حلب خصوصا احياء المرجة (جنوب) والصاخور وهنانو وطريق الباب (شرق) الشيخ خضر (قريب من الوسط). واكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "عددا من المباني انهارت والكتائب المقاتلة الثائرة تستخدم بطاريات مضادة للطيران" لمحاولة صد الغارات. وفي ريف دمشق، قتل خمسة مدنيين وجرح عشرات آخرون في قصف لمنطقة السيدة زينب. وقتلت القوات النظامية معارضا مسلحا في محافظة درعا (جنوب) بينما قتل طفل في قصف لبلدة النعيمة فيالمحافظة نفسها. وفي حماة (وسط) قتل معارض مسلح في معارك، بحسب المرصد الذي تحدث عن قصف يطال قرى وبلدات في حماة (وسط) ودير الزور (شرق) وادلب (شمال غرب). ودفعت اعمال العنف الدامية في سوريا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للدعو الاثنين امام مجلس حقوق الانسان في الاممالمتحدة الى محاكمة المتورطين بارتكاب "جرائم حرب" في هذا البلد. وقال بان في افتتاح الدورة الحادية والعشرين لمجلس حقوق الانسان في جنيف والتي تستمر ثلاثة اسابيع "علينا ان نتأكد من ان اي شخص، من كلا الطرفين، ارتكب جرائم حرب او جرائم ضد الانسانية او انتهاكات اخرى للحقوق العالمية للانسان او للقانون الدولي الانساني، سيساق الى المحاكمة". بدورها، ادانت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة نافي بيلاي "جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية" في سوريا وطلبت اجراء "تحقيق فوري" في مجزرة داريا حيث عثر على اكثر من 500 جثة قرب العاصمة السورية. وقالت بيلاي "اشعر بصدمة عميقة من التقارير حول مجزرة داريا واطلب تحقيقا فوريا ومعمقا في هذا الحادث واطلب من الحكومة تأمين وصول لجنة التحقيق المستقلة (التابعة للامم المتحدة) بشكل كامل وبدون عراقيل". وكان معارضون اعلنوا في 26 آب/اغسطس اكتشاف اكثر من 300 جثة في داريا. وعثر على جثث اخرى في الايام التالية ما رفع عدد القتلى الى 500 في البلدة التي يشكل السنة اغلب سكانها. كما ادانت بيلاي انعكاسات النزاع على المدنيين و"استخدام اسلحة ثقيلة من قبل الحكومة وقصف مناطق مأهولة". واضافت "اخشى ان يكون ذلك يعد جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية"، معبرة في موازاة ذلك عن "القلق من الانتهاكات التي ترتكبها القوات المعادية للحكومة بما في ذلك الاغتيالات والاعدامات خارج اطار القضاء والتعذيب واستخدام العبوات الناسفة اليدوية لصنع". ودبلوماسيا، يعقد في القاهرة الاثنين اجتماع رباعي على مستوى كبار مسؤولي مصر وايران وتركيا والسعودية لبحث الازمة السورية. واكدت ايران مشاركتها في اول اجتماع "مجموعة الاتصال" الرباعية حول سوريا التي اقترحت مصر انشاءها. وقالت قناة العالم الايرانية الناطقة بالعربية نقلا عن مسؤولين ايرانيين ان "نائب وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان توجه الى القاهرة للمشاركة في الاجتماع".