(رويترز) - قالت السلطات الأمريكية إن الإعصار "ايزاك" تسبب في هطول أمطار على مناطق تعاني من الجفاف في الغرب الأوسط الأمريكي يوم السبت بعد أن أودى بحياة 30 شخصا على الأقل أثناء اجتياحه البحر الكاريبي وولايتي لويزيانا ومسيسبي. ومن المتوقع ألا يزيد منسوب الأمطار التي ستهطل على وادي نهر أوهايو ليل السبت عن ثلاث بوصات (7.6 سنتيمتر) حيث فقد قدرا كبيرا من قوته عند مروره على ولاية ميزوري. وقالت هيئة الأرصاد الجوية القومية إن أعلى سرعة للرياح يحركها الإعصار تراجعت إلى 32 كيلومترا في الساعة وإن السيول تتناقص. ولا تزال التحذيرات من الفيضانات سارية بالنسبة لمنطقة كنساس سيتي بولاية ميزوري وجنوب وسط إيلينوي غير أن دان بيترسون خبير الأرصاد بمركز التنبؤ بالأرصاد الجوية المائية التابع لهيئة الأرصاد الجوية في كوليدج بارك بولاية ماريلاند قال إنه لا يتوقع أن تمثل الفيضانات القوية والمفاجئة مشكلة كبيرة. وقال بيترسون "ستهطل الأمطار في مناطق جافة وذات إمكانية أكبر لاستيعاب الأمطار." وأفادت السلطات أن هناك خمس حالات وفاة على الأقل في لويزيانا وحالتان في مسيسبي المجاورة عزيت إلى "ايزاك" بينما ظل سكان الولايتين يعانون من انقطاعات في الكهرباء وفيضانات واسعة يوم السبت. ومن المقرر أن يزور الرئيس الأمريكي باراك أوباما المنطقة يوم الاثنين المقبل بعد أن أعلن تعرض مسيسبي ولويزيانا لكارثة يوم الأربعاء الماضي. و"ايزاك" هو أول إعصار يضرب الولاياتالمتحدة العام الجاري وضرب نيو أورليانز بعد سبعة أعوام بالضبط تقريبا من تدمير الإعصار كاترينا للمدينة ليودي بحياة ما يقدر بنحو 1800 شخص. وقال مسؤولون بالحكومة المحلية إن الكهرباء ظلت مقطوعة عن أكثر من 500 ألف من المنازل والمحال التجارية في أنحاء لويزيانا صباح يوم السبت مما تسبب في حرمانهم من أجهزة تكييف الهواء في ظل درجات حرارة مرتفعة للغاية. ومن الآثار الأخرى للإعصار قال منظمون أمريكيون إن 93 بالمئة من الانتاج اليومي للنفط و65 في المئة من الانتاج القومي للغاز في الجزء الذي تديره الولاياتالمتحدة من خليج المكسيك لا يزال مغلقا يوم السبت بسبب إيزاك. وقال مسؤولون إن العمال أعادوا جزءا صغيرا فقط من انتاج النفط بحلول السبت بينما تمضي أيضا جهود إعادة إنتاج الغاز ببطء. وقال منظمون إنهم ما زالوا ينقلون العمال الى المنصات البحرية ومن المتوقع تعزيز الانتاج بسرعة في الأيام المقبلة. واستغرق "ايزاك" يومين تقريبا في نيو أورليانز في أول اختبار للنظام الجديد الخاص بمواجهة الفيضانات في المدينة الذي أنشئ بعد الإعصار كاترينا بتكلفة 14.5 مليار دولار وهو اختبار تم بنجاح. وشهدت مناطق خارج نطاق الحماية من الفيضانات أوضاعا أكثر سوءا. ومن المتوقع أن يكون الإعصار "ايزاك" نعمة ونقمة بالنسبة لحزام المحاصيل الذي ضربه الجفاف في الغرب الأوسط الأمريكي حيث قال خبراء إن الأمطار المصاحبة له جاءت بعد فوات الأوان بحيث يتعذر أن يستفيد منها محصول الذرة ومعظم محصول فول الصويا. ومع ذلك قد تساعد الأمطار المصاحبة للإعصار "ايزاك" على تسريع وتيرة انتعاش المراعي الخضراء ودعم محصول القمح الأمريكي الشتوي ليبدأ بداية جيدة. ومن المقرر أن تصدر وزارة الزراعة الأمريكية يوم الثلاثاء تقديرات بشأن الأضرار التي ألحقها "ايزاك" بمحاصيل القطن والأرز في دلتا المسيسيبي ومنطقة وادي المسيسبي. وأودى "ايزاك" بحياة 23 شخصا أثناء مروره عبر جزيرة هسبانيولا الواقعة في البحر الكاريبي والتي تتقاسمها جمهورية الدومنيكان وهايتي قبل أن يتجه إلى خليج المكسيك الأمريكي. وفي أعقاب "ايزاك" هبت العاصفة المدارية "ليزلي" على المحيط الأطلنطي يوم السبت على مسافة نحو 660 كيلومترا شمال شرقي جزر ليوارد في الكاريبي. وصاحبت العاصفة "ليزلي" رياح وصلت سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة أثناء توجهها ناحية الشمال الغربي بسرعة 30 كيلومترا في الساعة غير أن خبراء الأرصاد الجوية الأمريكيين قالوا إنها لا تشكل تهديدا مباشرا على البر ولا يتوقع أن تتحول إلى إعصار قبل أن تبتعد عن الكاريبي باتجاه الشمال الشرقي يوم الثلاثاء.