قال نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل الثلاثاء في موسكو ان سوريا مستعدة لمناقشة استقالة محتملة للرئيس السوري بشار الاسد في اطار مفاوضات غير مشروطة مع المعارضة. وقال جميل في مؤتمر صحفي عقده في ختام لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على طاولة الحوار لا شيء يمنع ان تبحث اي قضية يمكن ان يفكر او يطلب بحثها احد المتحاورين، حتى هذا الموضوع يمكن بحثه . لكنه تدارك ان وضع التنحي كشرط قبل بدء الحوار يعني ضمنا اقفال طاولة الحوار قبل بدئها . وقالت مصادر سياسية في دمشق ان جميل زار موسكو لمناقشة مشروع ستقدمه روسيا بموافقة سوريا يقضي باجراء انتخابات رئاسية مبكرة باشراف دولي يشارك فيها من يرغب من المرشحين بمن فيهم بشار الاسد. كما انتقد جميل التصريحات التي ادلي بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاثنين وحذر فيها النظام السوري مما وصفه بالعواقب الوخيمة اذا ما نقل أو استخدم ترسانته من الأسلحة الكيميائية. واعتبر جميل إن تصريحات أوباما تأتي في إطار السباق الانتخابي الذي تشهده الولاياتالمتحدة. وقال جميل إن الغرب يبحث عن ذريعة للتدخل العسكري وشبّه التركيز على الأسلحة الكيماوية السورية بالسياسة التي انتهجها الغرب تجاه العراق الذي غزته قوات تقودها الولاياتالمتحدة بحجة انه يخفي اسلحة دمار شامل. وأوضح جميل قائلا أن التدخل العسكري المباشر في سوريا مستحيل لان من يفكر فيه ايا كان، انما يدخل في مواجهة اوسع نطاقا من حدود سوريا . وأشار إلى ان تهديد أوباما موجه للاستهلاك الاعلامي. ميدانيا، قال ناشطون سوريون معارضون ان عدد ضحايا العنف الذي وقع الثلاثاء في انحاء البلاد بلغ تسعة وستين شخصا من بينهم 56 مدنيا، و13 من عناصر القوات الحكومية عقب ايام من المعارك العنيفة. وقال سكان ونشطاء معارضون ان جنودا سوريين مدعومين بالدبابات دخلوا الى ضاحية المعضمية يوم الثلاثاء وقتلوا 20 شابا على الاقل وحرقوا متاجر ومنازل قبل انسحابهم تدريجيا. واضافوا ان جثث الرجال واغلبهم اطلقت عليهم النيران من مسافة قريبة عثر عليها في الطوابق السفلى والمتاجر والمنازل التي نهبها افراد الجيش. ويتعذر مع القيود التي تفرضها السلطات السورية على وسائل الاعلام غير الحكومية التأكد على نحو مستقل من تقارير النشطاء والسكان.