القدس (رويترز) - قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد ان معظم التهديدات لأمن إسرائيل "تتضاءل" أمام احتمال حصول إيران على سلاح نووي وهو ما اتهمتها تقارير اعلامية إسرائيلية بتكثيف الجهود لتحقيقه. وجاءت تصريحات نتنياهو في الاجتماع الاسبوعي للحكومة والتقارير في الصفحة الاولى لصحيفة هاارتس التي كثيرا ما تنتقد نتنياهو وفي صحيقة إسرائيل هايوم المحافظة الموالية للحكومة في وقت اشتد فيه الجدال في إسرائيل بشأن مهاجمة إيران بسبب مشاريعها النووية. ويتحدى هذا الجدال فيما يبدو مناشدات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يخوض انتخابات الرئاسة في نوفمبر تشرين الثاني إتاحة مزيد من الوقت للدبلوماسية الدولية. وتقول طهران إن طموحاتها النووية سلمية وهددت بالقيام بعمليات انتقامية واسعة النطاق اذا هوجمت. وقال نتنياهو في تصريحات نقلتها وسائل اعلام إسرائيلية في بث مباشر "جميع التهديدات الحالية للجبهة الداخلية الإسرائيلية تتضاءل امام تهديد اخر مختلف في نطاقه وفي جوهره." وأضاف نتنياهو "ولذلك اقول مرة اخرى انه يجب عدم السماح لإيران بالحصول على أسلحة نووية." وقال نتنياهو ايضا إن إسرائيل "تنفق المليارات في الدفاع عن الجبهة الداخلية" وتجري تدريبات لحالات طواريء في إشارة إلى مناورة عسكرية ستجرى هذا الاسبوع في المدن في شتى أنحاء إسرائيل لاختبار نظام للتحذير المبكر من اي هجمات صاروخية باستخدام الرسائل النصية. وقال محافظ البنك المركزي الإسرائيلي ستانلي فيشر لمحطة تلفزيونية إسرائيلية في مطلع الاسبوع ان البنك أجرى تدريبات ايضا على سيناريوهات "ازمة كبيرة" مثل وقوع حرب مع إيران. ووافق مجلس الوزراء يوم الاحد على لوائح تهدف إلى تسهيل اتخاذ القرارات مثل تحديد مواعيد نهائية للسماح للوزراء بتغيير رأيهم قبل الاقتراع على القرارات رغم ان امين مجلس الوزراء زفي هاوزر أصر على ان هذه التغييرات ليست معنية "بأي نوع محدد من القرارات". وقالت هاارتس نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تذكر اسمه إن تقريرا جديدا للمخابرات أعدته إدارة أوباما شمل "تحديثا في اللحظة الأخيرة" عن تقدم إيراني كبير في تطوير رأس نووي "يتجاوز كثيرا النطاق المعروف" لمفتشي الأممالمتحدة. وذكرت صحيفة إسرائيل هايوم إن تقرير "تقديرات المخابرات الوطنية" الأمريكي أشار إلى أن ايران "كثفت جهودها" لدفع برنامجها النووي إلى الأمام بما في ذلك أنشطة لتطوير رؤوس نووية للصواريخ وأضافت أن التقييمات الأمريكية والإسرائيلية تعتمد في معظمها على هذه المعلومات المخابراتية. ولم تقدم اي من الصحيفتين اقتباسات مباشرة أو أدلة مفصلة. وبالنسبة إلى هاأرتس كان هذا هو ثاني تقرير تنشره منذ يوم الخميس تقول إنها تستند فيه الى تقرير جديد من تقارير "تقديرات المخابرات الوطنية" الأمريكية. ولم تعلق واشنطن على ما اذا كان لمثل هذه التقرير وجود. لكن مسؤوليها قالوا إن تقييم المخابرات الأمريكية لا يزال هو أن إيران لم تتخذ قرارا بعد بشأن صنع قنبلة نووية وأن بينها وبين امتلاك هذه القدرة النووية أعوام. وتعتبر اسرائيل التي ينظر اليها على نطاق واسع على أنها الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في المنطقة امتلاك إيران لسلاح نووي خطرا كبيرا عليها وتهدد منذ فترة طويلة بشن هجوم وقائي عليها. ويهدف الحديث عن الحرب في جانب منه إلى دفع القوى العالمية القلقة من اندلاع صراع إلى تشديد العقوبات على إيران. وتكهن بعض المعلقين بأن نتنياهو يستخدم التهويش. ويرى اخرون انها محاولة لكسب تأييد من يعارضون اللجوء إلى القوة لما ينطوي عليه من مخاطر تكتيكية واستراتيجية في مجلس الوزراء والجيش وقطاعات الرأي العام. وانتقد بعض الزعماء الإسرائيليين الجدال بسبب تسليط الكثير من الضوء عليه وذلك خشية ان يؤدي الكشف عنه علانية إلى الاضرار بالمصالح الامنية الإسرائيلية. وقال وزير المالية يوفال شتاينتس ان من "التهور" مناقشة القضية علانية في وسائل الاعلام. وقوبل وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا خلال زيارة لإسرائيل هذا الشهر باعتراض علني غير معتاد من نتنياهو بشأن الاستراتيجية الدولية بخصوص إيران. وسعت أمريكا وإسرائيل عموما إلى التهوين من خلافاتهما حول هذه المسألة. (إعداد حسن عمار للنشرة العربية -تحرير عمر خليل)