استهدف هجوم قناة "الإخبارية السورية" الرسمية في ريف دمشق الاربعاء واوقع سبعة قتلى، في حين نجح المبعوث الدولي الى سوريا كوفي انان في تحديد السبت المقبل موعدا لعقد اجتماع "مجموعة العمل حول سوريا" في جنيف. ومع التصعيد في اعمال العنف التي خلفت مئات القتلى خلال الاسبوعين الماضيين، بات الوضع اكثر شبها بالحرب الاهلية في سوريا، مع ارتفاع اعمال العنف الطائفية بحسب لجنة التحقيق الدولية التي انتدبتها الاممالمتحدة. وفي هجوم غير مسبوق على تلفزيون رسمي منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري في آذار/مارس 2011، استهدفت قناة الاخبارية الرسمية السورية ما ادى الى "استشهاد ثلاثة اعلاميين هم الزملاء سامي أبو أمين وزيد كحل ومحمد شمة واربعة من حراس المبنى"، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية، "سانا". وقال ناشطون لوكالة فرانس برس ان عناصر منشقين عن الحرس الجمهوري هم من نفذوا الهجوم، لكن لم يكن في الامكان التأكد من المعلومات. ويوجد مقر الفضائية السورية في ريف دمشق الذي شهد أخيرا تصاعدا في الاشتباكات بين القوات النظامية من جهة ومنشقين عنها ومعارضين مسلحين من جهة أخرى. ولفتت وزارة الاعلام في بيان الى ان هذه المجموعات "زرعت عبوات ناسفة في استديو الأخبار ومباني الادارة المختلفة وغرف التجهيزات الفنية ودمرتها بالكامل ثم اشعلت النار فيما تبقى وقامت بتقييد عدد من العاملين في القناة ثم اغتالتهم بإطلاق النار عليهم مباشرة واختطفت عددا آخر منهم" من دون ان تحدد عددهم. وقال وزير الاعلام السوري في الحكومة الجديدة عمران الزعبي لدى وصوله الى مقر الاخبارية الذي بدا مدمرا ان "مجموعات من الارهابيين لم يتم تحديد عددهم اقتحموا قناة الاخبارية السورية وقاموا بتفخيخ هذه الابنية والاستوديوهات وفجروا كل ما يمكن تفجيره وحملوا في سياراتهم ما يمكن تحميله". واستنكرت منظمة مراسلون بلا حدود ومنظمة العفو الدولية (آمنستي) الاربعاء الهجوم الذي تعرضت له المحطة الرسمية. واعتبرت منظمة العفو انه "حتى المؤسسة الاعلامية المنخرطة في الدعاية السياسية تبقى هدفا مدنيا". واضافت ان "كل الاطراف يجب ان يدينوا هذا الهجوم". وتعليقا على الهجوم، قال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني "ندين كل اعمال العنف بما فيها تلك التي تستهدف عناصر من نظام" بشار الاسد. ميدانيا، نفذ مسلحون هجوما بالقرب من المطار العسكري في حلب، شمال، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. واكد الناشطون ان الجيش يواصل قصف المدن والمناطق التي تشكل معاقل للمعارضة المسلحة. واتهم المجلس الوطني السوري، ابرز هيئات المعارضة، قوات النظام بارتكاب "ابادة" في دير الزور، شرق البلاد، مؤكدا وجود اطفال بين الضحايا، وداعيا الى تحرك عاجل لمساعدة المدنيين الذين يحاصرهم القصف. وقال المجلس الوطني السوري ان القصف "خلف مئات القتلى والجرحى" وتسبب بنزوح الالاف. كما حصدت اعمال العنف والمواجهات المستمرة في محافظات سورية عدة مئة قتيل على الاقل الاربعاء بينهم 65 مدنيا وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وسقط 13 من القتلى المدنيين في دير الزور، و16 في ادلب، و10 في درعا. وسقط الضحايا الباقون في ريف دمشق وحمص وحلب وحماة. ولفت المرصد الى مقتل سبعة مدنيين "اثر الهجوم الذي استهدف مبنى فضائية الاخبارية السورية في خان الشيح بريف دمشق". كذلك قتل "31 من القوات النظامية السورية اثر استهداف شاحنة قرب مدينة الميادين بريف دير الزور واربعة جنود من القوات النظامية اثر تفجير اليات للقوات النظامية السورية في قرية معرة دبسة وجراء اشتباكات في محافظات ادلب ودير الزور وحلب وحمص وريف دمشق ودرعا". وبلغت وتيرة العنف في سوريا مستويات قياسية مع سقوط ما معدله اكثر من 100 قتيل يوميا خلال حزيران/يونيو الجاري ما رفع اجمالي عدد القتلى منذ بدء الاحتجاجات الى اكثر من 15800 شخص، كما افاد المرصد السوري الاربعاء. وفي جنيف، اعتبرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا التي شكلها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في تقرير الاربعاء ان اعمال العنف الطائفية تتزايد في هذا البلد، مؤكدة حصول انتهاكات فاضحة لحقوق الانسان فيه. واكدت اللجنة ان النظام يستعمل المروحيات القتالية والمدفعية لقصف احياء باكملها. وفي ظل التصعيد في اعمال العنف، نجح المبعوث المشترك الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان في تخطي الخلافات بين المشاركين ليجمع لاول مرة السبت في جنيف "مجموعة العمل حول سوريا" بهدف تحديد مبادىء ومراحل الخروج من الازمة وتطبيق عملية انتقالية. ويعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية وتشارك فيه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهي الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا. ووجهت دعوات ايضا الى تركيا والممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي والامين العام للامم المتحدة ووزراء خارجية قطر والكويت والعراق من الجامعة العربية. وغاب عن لائحة انان المملكة العربية السعودية وايران. وطلبت موسكو مشاركة جمهورية ايران الاسلامية حليفة سوريا لدورها في المنطقة في حين انتقدت واشنطن دور طهران "غير البناء" في هذه الازمة. من جهتها تدعم السعودية المعارضة السورية. وصرح متحدث باسم الاممالمتحدة الاربعاء ان انان سيطلع ايران على نتائج اجتماع جنيف بغية ضمان استمرار مشاركتها في جهود حل الازمة في سوريا. وقال مارتن نسيركي ان انان والامين العام للامم المتحدة بان كي مون يتفقان على "ضرورة مشاركة ايران في حل" الازمة السورية. وقال انان ان "على مجموعة العمل الاتفاق ايضا على توجهات ومبادىء لانتقال سياسي يقوم به السوريون تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، والاتفاق على جعل هذه الاهداف حقيقة على الارض". ويتركز الخلاف بين روسياوالولاياتالمتحدة حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد. ففي حين ان الولاياتالمتحدة تصر الولايات المتخدة على ضرورة الاتفاق على مرحلة سياسية انتقالية، تعتبر روسيا ان التخلي عن الاسد سيعطي اشارة تدل على تغيير سياسي اساسي في موقفها. وستطرح مسالة تطبيق كامل بنود خطة انان ذات النقاط الست ومن بينها الوقف الفوري لاعمال العنف خلال مباحثات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كيلنتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف الجمعة في سانت بطرسبرغ. واعلنت تركيا التي كثفت تحذيراتها ضد سوريا خلال الايام الماضية، انها لا تعتزم مهاجمة جارتها لكنها قالت انها سترد بقوة على اي "عمل معاد".