قتل ثلاثة اشخاص في اطلاق نار من القوات النظامية على مخيم للنازحين في درعا فجر الاربعاء، وقتل آخر اثناء مداهمة نفذتها قوات الامن في المحافظة نفسها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان ان ثلاثة مواطنين بينهم طفلة قتلوا اثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة من قبل القوات النظامية السورية على مخيم للنازحين في مدينة درعا جنوب سوريا. واشار المرصد الى سماع اصوات انفجارات واطلاق نار كثيف في المدينة. وفي المحافظة نفسها، قتل شاب اثر برصاص قوات الامن خلال حملة مداهمات واعتقالات في قرية المليحة، حيث اعتقل ستة شبان. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، تعرضت مدينة خان شيخون لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة من القوات النظامية. وقتل في هذه المدينة امس عشرون شخصا على الاقل اثر اطلاق النار من القوات النظامية على مشيعي قتيل سقط الاثنين بنيران القوات النظامية. وفي سراقب في المحافظة نفسها، سجل انشقاق ثلاثة جنود عن القوات النظامية والتحاقهم بالمجموعات المنشقة في المدينة، وفقا للمرصد. واتهم ناشطون حقوقيون النظام السوري بارتكاب "مجزرة" ذهب ضحيتها عشرون شخصا الثلاثاء في محافظة ادلب اثناء وجود المراقبين الدوليين، فيما اكدت الاممالمتحدة تعرض موكب من المراقبين لهجوم بوساطة قنبلة لم يسفر عن اصابات. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان "ارتكب النظام السوري الثلاثاء مجزرة في ظل وجود المراقبين الدوليين في مدينة خان شيخون في محافظة ادلب ذهب ضحيتها حتى اللحظة 20 شهيدا وعشرات الجرحى، وذلك اثر اطلاق النار خلال تشييع شهيد سقط في قرية تمانعة الغاب بريف حماة" (وسط) الاثنين. ودان المرصد السوري "بأشد العبارات ارتكاب النظام السوري لهذه المجزرة"، و"طالب بفتح تحقيق عاجل يشارك فيه قضاة عرب ودوليون مشهود لهم بالنزاهة من اجل تقديم الجناة ومن اعطاهم الاوامر الى المحاكمة". كما طالب المرصد "لجان المراقبين الدوليين بالتحقيق في ما جرى في خان شيخون لدى تواجدهم في المدينة". بدوره، اتهم المجلس الوطني السوري الثلاثاء النظام السوري بارتكاب "مذبحة جديدة" في بلدة خان شيخون، وقال المجلس المعارض في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه "ارتكب النظام السوري اليوم مذبحة جديدة على مرأى ومسمع من المراقبين الدوليين (...) ففي بلدة خان شيخون التابعة لمحافظة إدلب أصيب برصاص رشاشات آلة القتل الأسدية ما يقرب من مئة مشيع في جنازة شهيد من أبناء البلدة". واضاف المجلس "لم يردع وجود المراقبين في البلدة زبانية النظام عن الاستمرار في إطلاق الرصاص على كل ما يتحرك في خان شيخون بما في ذلك سيارات للمراقبين أنفسهم، ولم يردعهم عن ارتكاب جرائم بشعة من مثل اعتقال الجرحى والمصابين وعدم تقديم الاسعافات اللازمة لهم". وفي نيويورك، اعلن متحدث باسم الاممالمتحدة ان قنبلة يدوية الصنع انفجرت الثلاثاء لدى مرور موكب من اربع سيارات تابع لبعثة المراقبين الدوليين في سوريا من دون ان يسفر الحادث عن اصابات في صفوف المراقبين. وقال مارتن نيسيركي ان الانفجار الذي وقع قرب حماة في وسط البلاد بعيد الساعة 14,00 اصاب ثلاث سيارات للمراقبين باضرار لكن ايا منهم لم يصب بجروح. واكد المتحدث ان الاممالمتحدة تسعى حاليا "الى تحديد ظروف" هذا الهجوم الذي لا يسع المنظمة الدولية الا "ادانته". وكان ناشطون اتهموا قوات النظام بقصف سيارة للمراقبين الذين كانوا في المدينة. وفي شريط فيديو نشروه على شبكة الانترنت، ظهرت اربع سيارات تابعة للامم المتحدة في مدينة خان شيخون، وقد تحلق حولها اشخاص يدعون ركابها الى النزول من "اجل رؤية دماء الشهداء على الارض"، كما يقول صوت يعلق على الشريط. وفجأة، يسمع صوت انفجار وينبعث دخان ابيض من احدى السيارات التي تبدو بعدها وقد اصيبت واجهتها الامامية باضرار بالغة. وقال متحدث باسم الجيش السوري الحر، الرائد سامي الكردي، في اتصال مع وكالة فرانس برس "اثناء تشييع شهيد، دخلت سيارات المراقبين، وعندما رأى الاهالي المراقبين زاد عدد المشيعين ظنا منهم ان النظام لن يجرؤ على التعرض لهم". واضاف "لكن النظام تجرأ وقصف المشيعين، كما استهدف سيارة المراقبين بقذيفة +بي ام بي+ من حاجز في المنطقة". وعلى المستوى الانساني، حض موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان الثلاثاء الحكومة السورية على السماح للامم المتحدة من دون تأخير بتقديم المساعدات الانسانية الى اكثر من مليون سوري هم في حاجة اليها. وتتفاوض الاممالمتحدة منذ اذار/مارس مع دمشق لتسهيل وصول هذه المساعدات، واقرت مسؤولة العمليات الانسانية في المنظمة الدولية فاليري اموس الثلاثاء في مؤتمر صحافي بان الامور تتقدم "ببطء شديد". وقالت ان "الحكومة وافقت على تقييمنا حول عدد (الاشخاص الذين هم بحاجة للمساعدة) وما يجب القيام به وسوف يتم التفاوض على الطريقة التي يجب ان تتم فيها الامور". وقال مارتن نيسيركي ان انان "لا يزال قلقا للغاية على مصير مليون سوري يحتاجون الى المساعدة الانسانية". وقال فريق من منظمة اطباء بلا حدود عائد من مهمة سرية في سوريا ان النظام يعتقل الاطباء ورجاله يهاجمون وينهبون الصيدليات. وفي واشنطن، قال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني الثلاثاء "نحن قلقون بشدة حيال تصاعد العنف على الارض في سوريا، العنف الطائفي المتنامي في البلاد، وايضا بالتأكيد حيال عدم سماح النظام باجراء انتقال سياسي".