بدأت الحياة تعود الى طبيعتها ببطء في مدينة باماكو عاصمة مالي يوم الاحد بعد عودة معظم الجنود المتمردين الى ثكناتهم ولكن متمردين اندفعوا صوب ثلاث بلدات تقع في شمال البلاد مستغلين الانقلاب العسكري الذي وقع في البلاد. واستأنفت محطات البنزين والاسواق نشاطها في باماكو بعد ان امر المجلس العسكري الذي اطاح بالرئيس أمادو توماني توري يوم الاربعاء الماضي كل الجنود بالعودة الى ثكناتهم. كما تراجعت عمليات اطلاق النار والنهب ايضا. وعادت شرطة المرور الى التقاطعات المزدحمة كما عاد العمال الى مواقع البناء لاول مرة منذ ايام. وفي سوق المدينة قامت شاحنات بتفريغ حمولات ضخمة من البطاطا والبصل والطماطم . وجابت ايضا مواكب الزفاف شوارع العاصمة التي كانت مليئة خلال الايام الماضية بالجنود الذين يقومون بخطف السيارات واطلاق النار في الهواء. ونجم هذا الانقلاب عن الاحباط في صفوف الجنود من ذوي الرتب البسيطة بسبب نقص العتاد للتصدي للمتمردين الذين يقودهم الطوارق الذين يقاتلون من اجل استقلال المنطقة الشمالية الصحراوية الواسعة. في الوقت الذي قويت فيه شوكة المتمردين بسبب السلاح والرجال العائدين من الحرب الليبية شكا الجنود الماليون من ارسالهم الى الجبهة ينقصهم كل شيء ابتداء من السلاح وحتى الطعام مما ادى الى مواجهة الجيش الحكومي العديد من الهزائم المنكرة. وعلى الرغم من حقيقة ان الانتخابات كانت ستجرى في ابريل نيسان ولم يكن توري مرشحا فيها قال المجلس العسكري الحاكم انه تعين عليه السيطرة على السلطة لاعادة النظام قبل الانتخابات. وزار وفد مشترك من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي مالي يوم الجمعة وابلغ قادة الانقلاب العسكري ان سلوكهم غير مقبول . وقطع المانحون المساعدات وعلق الاتحاد الافريقي عضوية مالي . ومن المتوقع ان تحذو المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) حذوه خلال اجتماع قمة يعقد في ساحل العاج يوم الثلاثاء. وخرج بضعة مئات من المتظاهرين المؤيدين للانقلاب الى شوارع باماكو مساء السبت. وشكل ائتلاف من الاحزاب السياسية وجماعات المجتمع المدني "الجبهة المتحدة لحماية الديمقراطية والجمهورية." ولكنها لم تطرح حتى الان اي خطط ملموسة. وقال دبلوماسيون وسكان في شمال مالي ان متمردي الحركة الوطنية لتحرير أزواد وجماعة انصار الدين التي تريد فرض تطبيق احكام الشريعة الاسلامية في مالي طوقوا بلدة كيدال. وتحدث احد سكان كيدال عن وقوع اطلاق نار صباح الاحد للمرة الثاني على التوالي. وقال دبلوماسي ان القوات الموالية في البلدة عقدت محادثات مع كل من الجماعتين ولكن لم يعرف نتيجة هذه المحادثات. وقال مسؤول يعمل في الشمال وطلب عدم نشر اسمه ان "كيدال محاصرة. "انهم يفوقون الجيش من حيث العدد .انها مسألة وقع فقط قبل الاستيلاء على البلدة." وبعد الانقلاب مباشرة تخلى الجنود عن قادة النفيس الرئيسية الواقعة جنوب غربي كيدال. وقالت مصادر عسكرية ان المجلس العسكري أنشأ موقع قيادة اقليمية في جاو قام بتعزيز المواقع حول تلك البلدة الشمالية. وحتى قبل الانقلاب عندما كان الجيش يناضل لاحتواء تقدم المتمردين جنوبا ظهرت ميليشيات في جاو وتيمبكتو والمناطق الواقعة حولها. وقال مصدر عسكري ان احدى هذه الميليشيات اشتبكت يوم الاحد مع متمردين مشتبه بهم في تيناهاما الواقعة على بعد 140 كيلومترا شرقي جاو. ( تغطية ديفيد لويس وتيمكو ديالو - اعداد أحمد صبحي للنشرة العربية)