استمر التصعيد العسكري الاسرائيلي في غزة ليل الاحد الاثنين مع شن غارات جديدة على القطاع اوقعت 35 جريحا يضافون الى 18 قتيلا سقطوا منذ الجمعة، وذلك قبيل اجتماع للجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط. وتوجه الاسرائيليون والفلسطينيون مساء الاحد الى مجلس الامن الدولي، في وقت من المقرر عقد اجتماع صباح الاثنين في نيويورك للجنة الرباعية للسلام (الولاياتالمتحدة، روسيا، الاتحاد الاوروبي والاممالمتحدة) سعيا لايجاد خرق في عملية السلام المتعثرة. وفي الليل، شن الطيران الاسرائيلي غارات جديدة على غزة ليل الاحد الاثنين ادت الى سقوط 35 جريحا. وقال المتحدث باسم للجنة الاسعاف والطوارئ في حكومة حماس ادهم ابو سلمية ان الجيش الاسرائيلي شن ست غارات اسرائيلية على الاقل استهدفت اثنان منها مخيم جباليا حيث جرح 33 شخصا غالبيتهم من الاطفال. واستهدفت غارتان اخريان شرق مدينة غزة ما اوقع جريحين، فيما شن الطيران الاسرائيلي غارتين اخريين احداهما على بيت لاهيا شمال القطاع والاخرى على خان يونس وسط غزة، بحسب ابو سلمية. واكدت متحدثة اسرائيلية من جانبها الغارات، موضحة انها استهدفت "مستودعا للاسلحة واربعة مواقع لاطلاق الصواريخ في شمال قطاع غرة وموقعا اخر في الجنوب". وفي وقت سابق، قتل ثلاثة فلسطينيين احدهم طفل في الثانية عشرة من عمره في ثلاث غارات قالت اسرائيل انها استهدفت مواقع لاطلاق صواريخ على اراضيها. وفي المجموع قتل 18 فلسطينيا بينهم 15 ينتمون الى مجموعات مسلحة وجرح ثلاثون آخرون بينهم ستة اصاباتهم خطرة منذ بعد ظهر الجمعة. وبلغ عدد الجرحى صباح الاثنين حوالى 60. من جهتها، قالت اسرائيل ان اكثر من مئة صاروخ اطلقت على اراضيها خلال 24 ساعة ادت الى جرح اربعة اشخاص بينما اعلن الجناح العسكري للجهاد الاسلامي مسؤوليته عن اطلاق ستة صواريخ غراد وثلاث قذائف هاون الاحد. وفي نيويورك، دعت اسرائيل مجلس الامن الدولي الى التحرك لوقف اطلاق الصواريخ من غزة. وقال نائب السفير الاسرائيلي في الاممالمتحدة هاييم وكسمان في الرسالة "لاجل الامن والاستقرار في منطقتنا، على مجلس الامن وكل الاعضاء المسؤولين في المجتمع الدولي المبادرة فورا وبشكل لا لبس فيه الى الادانة والقيام بكل ما في استطاعتهم لوقف اطلاق الصواريخ التي تنهمر على المدنيين الاسرائيليين". من جانبه قال السفير الفلسطيني في الاممالمتحدة رياض منصور ان مجلس الامن الدولي يجب ان يتحرك بشكل طارئ لمعالجة الازمة، متهما اسرائيل بالقيام ب"تصعيد العنف الدامي والرعب". واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد خلال زيارة لجنوب اسرائيل الذي طاولته في نهاية الاسبوع عشرات الصواريخ الفلسطينية "امرت بضرب جميع من يخططون لشن هجمات علينا. سبق ان وجه الجيش الاسرائيلي ضربات قاسية للمنظمات الارهابية". ونقلت الاذاعة العامة عن نتانياهو تأكيده اثر لقائه ثلاثين رئيس بلدية في جنوب اسرائيل ان "العمليات في غزة ستتواصل ما دام ذلك ضروريا". وكرر نتانياهو انه سيتم نشر بطارية جديدة مضادة للصواريخ ضمن نظام "القبة الحديدية" في جنوب اسرائيل. واوضح متحدث عسكري اسرائيلي ان هذا النظام تمكن منذ الجمعة من اعتراض 37 صاروخا اطلقت من غزة على الاراضي الاسرائيلية. وكان ناشطون فلسطينيون اكدوا انهم سينتقمون لقتلاهم بينما هددت اسرائيل بالرد اذا اطلقت صواريخ جديدة من القطاع على اراضيها. من جانبه، قال الجيش الاسرائيلي ان اكثر من مئة صاروخ وقذيفة هاون اطلقت على اسرائيل من غزة خلال 24 ساعة، ادت الى جرح اربعة اشخاص بينهم ثلاثة عمال تايلانديين، حسبما ذكرت مصادر طبية واخرى في الجيش الاسرائيلي. وفي اجراء احتياطي، طلبت السلطات الاسرائيلية من السكان البقاء قرب الملاجىء واغلقت كل المؤسسات التعليمية صباح الاحد. وقال مقيمون في المنطقة التي استهدفتها الصواريخ الفلسطينية للاذاعة والتلفزيون الاسرائيليين انهم ابلغوا بضرورة البقاء في منازلهم بينما منعت السلطات التجمعات ما ادى الى الغاء عدد كبير من مباريات كرة القدم السبت. واعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن اطلاق ستة صواريخ من نوع غراد الاحد كما استهدفت موقعا عسكريا اسرائيليا شرق دير البلح بثلاث قذائف هاون. وقال الجيش الاسرائيلي انه هاجم عدة اهداف داخل غزة بما في ذلك "مجموعة ارهابية" تخطط لاطلاق صواريخ. واضاف ان الغارات جاءت "ردا على اطلاق صاروخ على التجمعات الاسرائيلية في جنوب اسرائيل". وادت واحدة من الغارات الى مقتل الامين العام للجان المقاومة الشعبية الشيخ زهير القيسي ومحمود الحنني القيادي في اللجان اضافة الى عشرة من عناصر الجهاد الاسلامي. وبدأت الغارات الاسرائيلية على القطاع الجمعة بعد ساعات من اعلان متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان صاروخين اطلقا من قطاع غزة انفجرا الجمعة في جنوب اسرائيل من دون ان يسفرا عن سقوط جرحى او اضرار. وردت الفصائل الفلسطينية باطلاق عشرات الصواريخ على جنوب اسرائيل ردا على هذه الغارات. ووصفت ايران الاحد الغارات الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة بانها "جرائم حرب" ضد "الشعب الفلسطيني الاعزل"، داعية الى ادانة دولية لتلك الغارات. واستنكر الاردن الغارات الجوية الاسرائيلية على غزة، وقال وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة راكان المجالي ان "الحكومة الاردنية ترفض الاعتداءات الهمجية على الفلسطينيين العزل، وتحمل اسرائيل كل النتائج السلبية المترتبة على هذا التصعيد في قطاع غزة". وتلتزم حماس تهدئة تكتيكية مع اسرائيل ولكن فصائل اخرى في قطاع غزة تطلق صواريخ ضد اسرائيل. وغالبا ما ترد الدولة العبرية على اطلاق الصواريخ بشن غارات جوية على قطاع غزة.