فيينا (رويترز) - قال خبراء ان ايران مازالت تعتمد على تكنولوجيا قديمة تعود الى عشرات السنين للتوسع في برنامجها النووي فيما قد يكون علامة على انها تواجه مصاعب في تطوير أجهزة حديثة يمكنها الاسراع في انتاج مواد قد تستحدم في صنع قنبلة نووية. وأشار تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة الاسبوع الماضي الى ان ايران تتوسع بدرجة كبيرة في تخصيب اليورانيوم وهو ما أدى الى ارتفاع اسعار النفط بسبب مخاوف من تصاعد حدة التوتر بين طهران والغرب الى حرب. وهددت اسرائيل بتوجيه ضربات استباقية لمنع ايران من امتلاك قنبلة نووية وقال وزير الدفاع ايهود باراك ان استمرار التقدم التكنولوجي لطهران يعني انها قد تدخل قريبا "منطقة الحصانة" فيما يوحي بأن الوقت ينفد امام تدخل عسكري فعال. لكن على عكس تقارير اعلامية غربية صدرت قبل تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الجمعة فان ايران ليست مستعدة فيما يبدو حتى الان لنشر معدات تخصيب متقدمة للانتاج على مستوى كبير رغم مرور سنوات عديدة من التجارب. وبدلا من ذلك أظهرت وثيقة وكالة الطاقة الذرية ان ايران تستعد لتركيب الاف اخرى من اجهزة الطرد المركزي التي تستند الى تصميم عتيق في وحدة التخصيب الرئيسية في موقع نطنز وفي منشأة أصغر في موقع فوردو الحصين تحت الارض. وقال اولي هاينونين وهو كبير مفتشين نوويين سابق بالوكالة التي يقع مقرها في فيينا "يبدو انهم مازالوا يعانون مع أجهزة الطرد المركزي المتقدمة." وقال "اننا لا نعلم ان كانت اسباب التأخير هي الافتقار للمواد الخام أم مشاكل تتعلق بالتصميم." وقال الخبير النووي مارك فيتزباتريك ان ايران تعكف على انتاج "جيل ثان من أجهزة (الطرد المركزي) منذ أكثر من عشر سنوات وحى الان مازالت لا تستطيع وضعها في خط التشغيل على نطاق واسع." وتقول ايران انها تقوم بتخصيب اليورانيوم لاستخدامه كوقود لشبكة مزمعة من محطات الطاقة النووية حتى يمكنها تصدير مزيد من انتاجها من النفط والغاز. وتتهم الولاياتالمتحدة وحلفاؤها ايران بأنها تقوم بجهود سرية لامتلاك اسلحة نووية. وغالبا ما تعلن طهران بطريقة دعائية كبيرة عن التقدم الذي تحققه في برنامجها النووي بما في ذلك تطوير أجهزة طرد مركزي جديدة تفوق سرعتها سرعة الصوت لزيادة تركيز المادة الانشطارية في اليورانيوم. وفي منتصف فبراير شباط أعلن الرئيس محمود أحمدي نجاد ان ايران لديها أجهزة طرد مركزي من "الجيل الرابع" التي يمكنها تخصيب اليورانيوم أسرع ثلاث مرات من الاجهزة السابقة. وقال فيتزباتريك الخبير بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "ايران كشفت عن نموذج من الجيل الثالث منذ عامين ولم تذكر المزيد عنه." وأضاف "والان تقول ان لديها نموذج من جيل رابع ربما كان شكلا مختلفا من اجهزة الجيل الثاني التي شابتها مشاكل." والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تفتش بانتظام على المواقع النووية المعلنة في ايران لا يمكنها دخول منشات يتم فيها تجميع أجهزة طرد مركزي ومعرفة الوكالة بالتقدم المحتمل في اجهزة الطرد المركزي قاصرة بصفة اساسية على ما يمكنها ان تلاحظه في موقع نطنز. وعندما سئل ان كانت ايران تحتفظ بمزيد من اجهزة الطرد المركزي الحديثة في موقع لا يعلم به مفتشو الاممالمتحدة قال مسؤول مطلع على القضية "هذا بالطبع سؤال شديد الاهمية." وقال انه اذا نجحت ايران في نهاية المطاف في تقديم النماذج الاحدث للانتاج فانها يمكنها ان تقلل بدرجة كبيرة الوقت الذي تحتاجه لتخزين يورانيوم مخصب يمكن ان يستخم في توليد الكهرباء أو اذا تمت تنقيته لدرجة أعلى يمكن استخدامه في تفجيرات نووية. لكن لم يتضح ان كانت طهران التي تخضع لعقوبات دولية متزايدة لديها الوسائل والمكونات لصنع الاجهزة الاكثر تقدما بأعداد كبيرة. وقال بيتر كريل الخبير في رابطة الحد من التسلح وهي مؤسسة ابحاث مقرها واشنطن ان ايران تختبر منذ عدة سنوات نماذج من اجهزة الطرد المركزي من الجيل الثاني لكن قدرتها على انتاج هذه الاجهزة بكمية كبيرة مازالت غير واضحة. ويدعو مجلس الامن الدولي منذ فترة ايران الى تعليق تخصيب اليورانيوم لكن تقاعس طهران عن الامتثال لمطالب المجلس ادى الى أربع جولات من العقوبات والى اجراءات امريكية واوروبية أشد تستهدف أكبر سلعة تصدرها وهي النفط. ويقول خبراء غربيون ان مخزون ايران من اليورانيوم منخفض التخصيب قد يكون كافيا لصنع أربع قنابل نووية في حالة تخصيبه الى درجة أعلى اذا قررت القيادة الايرانية القيام بذلك.