دعا مؤتمر اصدقاء سوريا الذي انعقد الجمعة في العاصمة التونسية الى وقف كافة اعمال العنف "فورا" وفرض المزيد من العقوبات على النظام السوري، الا انه لم يتوصل الى موقف موحد حيال ارسال قوة حفظ سلام دولية عربية مشتركة الى سوريا. وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي شارك فيه حوالى 60 بلدا عربيا وغربيا بمقاطعة من روسيا والصين "اكدت مجموعة الاصدقاء على الحاجة الماسة لوقف كافة اعمال العنف فورا". والتزم المشاركون في المؤتمر ب"اتخاذ الخطوات المناسبة لفرض القيود والعقوبات على النظام السوري واعوانه". واضاف البيان ان المؤتمر يريد ان تكون العقوبات "رسالة واضحة" تجاه النظام السوري "بانه لا يمكن له مستقبلا الاستمرار في الاعتداء على مواطنيه دونما عقاب". وتشمل الاجراءات العقابية التي يريدها المؤتمر "حظر السفر على اعضاء النظام وتجمبد ارصدتهم بالخارج ووقف شراء النفط والاستثمارات في سوريا والمعاملات المالية معها وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية". كما تشمل العقوبات "منع وصول الاسلحة وما يتصل بها من عتاد الى النظام السوري وبحث سبل الحد من قدرة النظام على الحصول على الوقود والتموينات الاخرى المستخدمة لاغراض عسكرية". كما اعلن المؤتمر دعم المعارضة السورية. واشار البيان الى ان "مجموعة الاصدقاء تعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين الساعين الى احداث تغيير ديموقراطي سلمي واتفقت على تعزيز التزامها الفعلي للمعارضة السورية". وقتل 53 شخصا في سوريا الجمعة من بينهم 18 في ريف حماة و14 في حمص، وسبعة عسكريين نظاميين في ريف حمص، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت شارك الالاف في تظاهرات معارضة في مناطق مختلفة من البلاد. وفي اول تعليق له على مقررات مؤتمر تونس، اعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن استعداده لاستخدام "كل الادوات المتوافرة لمنع المجازر" في سوريا، معتبرا في الوقت نفسه ان الوحدة الدولية التي تجلت في المؤتمر "تشجعه". من جانبها، اكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون انه ينبغي ان يسعى المجتمع الدولي الى تغيير موقف الصين وروسيا المعارض لاي اجراء يرمي الى وقف القمع الذي يمارسه النظام السوري. وقالت كلينتون للصحافيين بعد مؤتمر اصدقاء سوريا في تونس "علينا العمل على تغيير موقف الروس والصينيين". واضافت "ينبغي ان يدركوا انهم يقفون ليس في وجه تطلعات الشعب السوري فحسب، وانما الربيع العربي برمته". وحتى قبل البيان الختامي، زادت واشنطن وباريس من تحذيراتها الى النظام السوري. وحذرت كلينتون في تونس النظام السوري الجمعة بأنه سيدفع "الثمن غاليا" اذا ما استمر في تجاهل صوت المجموعة الدولية، وقدمت 10 ملايين دولار لدعم المساعدة الانسانية في سوريا. كما دعا وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الى زيادة العقوبات على سوريا "للي ذراع" النظام السوري، متحدثا خصوصا عن تجميد لاموال المصرف المركزي السوري. وكان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي دعا في مستهل المؤتمر الى تشكيل "قوة عربية لحفظ السلم والامن في سوريا" ترافق الجهود الدبلوماسية، متحدثا عن امكانية لجوء الرئيس السوري بشار الاسد والمقربين منه الى روسيا. وايدت قطر فكرة ارسال قوة "عربية ودولية" لحفظ السلام في سوريا كما دعا الرئيس التونسي الجمعة في كلمته امام المشاركين في مؤتمر اصدقاء سوريا. وقال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني "نتطلع ان يكون اجتماع اصدقاء سوريا بداية لوقف العنف ولا يكون ذلك الا بتشكيل قوة عربية دولية لحفظ الامن وفتح ممرات انسانية امنة لايصال المساعدات الى سوريا وتنفيذ قرارات الجامعة العربية التي تم اعتمادها بتاريخ 22 كانون الثاني/ يناير" الماضي. الا ان جوبيه اكد ان تشكيل قوة عربية لحفظ السلام في سوريا على ما طالبت تونس وقطر، يتطلب "موافقة" مجلس الامن الدولي. واكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل امام المشاركين في المؤتمر ان الحل الوحيد للازمة هو نقل السلطة "اما طوعا او كرها"، مشبها نظام الرئيس بشار الاسد بسلطة احتلال. واعتبر الفيصل من جهة اخرى ان فكرة تسليح المعارضة السورية "ممتازة"، وذلك خلال لقاء مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون على هامش المؤتمر. وفي سياق متصل، دعا اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي "البلدان المسؤولة" الى مساعدة المعارضة السورية عبر تزويدها بالاسلحة للدفاع عن نفسها ضد قمع نظام الرئيس بشار الاسد. وفي دمشق وصف التلفزيون السوري المؤتمر بانه "مؤتمر اعداء سوريا"، أو "مؤتمر اصدقاء اميركا واسرائيل". وفي سوريا، اجلى مسعفون من اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري الجمعة "مصابين سوريين" جراء القصف على حي بابا عمرو في حمص، من دون ان يجلوا الصحافيين الغربيين الجريحين اضافة الى جثماني صحافيين غربيين، بحسب ما اعلن الصليب الاحمر. ومن المقرر عقد مؤتمر جديد لمجموعة "اصدقاء سوريا" خلال الاسابيع الثلاثة المقبلة في اسطنبول بحسب المجلس الوطني السوري.