باريس (رويترز) - استدعت فرنسا سفيرها لدى سوريا يوم الثلاثاء احتجاجا على قمع الحكومة لمعارضي الرئيس بشار الأسد وقالت ان "أيامه معدودة" متعهدة بمواصلة جهودها لانهاء إراقة الدماء. وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية للصحفيين "نظرا لاشتداد قمع نظام دمشق لشعبه قررت السلطات الفرنسية استدعاء سفيرها في سوريا للتشاور." وساعدت باريس في صياغة مشروع قرار للأمم المتحدة بدعم من الجامعة العربية منعت روسيا والصين صدوره مستخدمتين حق الاعتراض (الفيتو). وتسعى فرنسا لتشكيل مجموعة دولية تضم المعارضين للعنف الذي تقول انه أودى بحياة أكثر من 6000 شخص منذ اندلعت الاحتجاجات قبل نحو 11 شهرا. وكانت فرنسا استدعت سفيرها في نوفمبر تشرين الثاني بعدما هاجمت حشود مؤيدة للحكومة قنصليتها الفخرية في اللاذقية ومكاتب دبلوماسية في حلب. وقال وزير الخارجية الان جوبيه في مناقشة بشأن السياسة الخارجية في مجلس الشيوخ "لن نتوقف... لنا هدفان تكثيف الضغط على البلدان التي تستخدم الفيتو وزيادة الضغط على النظام السوري الذي فقد مصداقيته. ايامه معدودة والفيتو في نيويورك ليس شيكا على بياض لمواصلة (القمع)." وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم السبت ان باريس تتشاور مع بلدان عديدة لانشاء مجموعة اتصال بشأن سوريا لدعم المعارضة وايجاد حل للازمة يقوم على أساس خطة الجامعة العربية. والتقى جوبيه مع برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض والمقيم في باريس في ساعة متأخرة من مساء الاثنين وتحدث مع الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس وزراء قطر في إطار مساعيه لطرح مقترح ملموس لإنشاء المجموعة بحلول مطلع الاسبوع. وقال "ليس صحيحا ان هناك نظاما يقمع من جانب وارهابيين على الجانب الآخر. هذا نظام يقوم بواحدة من أكثر ما شاهدناه وحشية من حملات القمع." وقال فاليرو ان المجلس الوطني السوري الذي تعتبره باريس شريكا شرعيا يحقق تقدما في توحيد مختلف العرقيات وجماعات المعارضة في سوريا. ومن المنتظر أن يتحدث ساركوزي مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الاربعاء بعدما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عقب اجتماع مع الاسد يوم الثلاثاء ان الرئيس السوري عرض خططا اصلاحية للمساعدة في حقن الدماء. وقال دبلوماسيون ان الاسد قدم وعودا كثيرة خلال الشهور العشرة الماضية لم تسفر عن شيء. وستسعى فرنسا أيضا لنيل دعم لبنان عندما يزور رئيس الوزراء نجيب ميقاتي باريس في وقت لاحق هذا الاسبوع. وقال فاليرو "سنذكر (ميقاتي) بادانتنا لتوغلات الجيش السوري في الاراضي اللبنانية وبالاهمية التي نوليها لحماية اللاجئين السوريين في لبنان." وانتقد لبنان خطة الجامعة العربية لنقل السلطة في سوريا.