قتلت القوات الخاصة التركية فجر السبت متمردا كرديا قام بخطف عبارة على متنها 24 شخصا في شمال غرب البلاد، وتمكنت من انقاذ الرهائن بعد 12 ساعة من الاحتجاز. واكدت وسائل الاعلام ورهائن ان قوات خاصة من الجيش والشرطة هاجمت العبارة فجرا وقتلت الخاطف. وقال احد الرهائن جيحون تيزيل لقناة الاخبار ان تي في "شاهدنا القوات الخاصة (تصعد على السفينة) ةكل شىء انتهى خلال عشر دقائق. لم نرهم (يطلقون النار) لكننا سمعنا ثلاثة عيارات نارية تلتها ثلاثة اخرى". واضاف "صلينا وحمدنا الله لاننا ما زلنا على قيد الحياة". وقال رهينة آخر هو رجل مسن لقناة ان تي في ان "قوات الامن اتصلت بنا هاتفيا وفتح احدنا الباب (السفينة) ودخلوا. بقينا صامتين وكانوا حوالى 15 رجلا". واكد وزير الداخلية التركي ادريس نعيم شاهين للشبكة نفسها انه "تم شل حركة الارهابي في عملية انتهت في الساعة 5,45 (3,45 تغ) بدون ان يجرح اي من الركاب او افراد الطاقم". وقال ان الخاطف كردي يدعى منصور غوزيل مولود في 1984 في غولب في محافظة دياربكر (جنوب شرق) وينتمي الى حزب العمال الكردستاني. واوضح وزير الداخلية ان الخاطف "كان مسؤولا عن فرع الشباب في المنظمة في كوجيلي" المحافظة التي ابحرت منها العبارة. واكد شاهين ان الرجل كان يحمل فعلا ثلاث عبوات ناسفة من نوع "ايه 4" تزن كل منها 450 غراما، وضعها بين زجاجات فارغة. وكان محافظ اسطنبول حسين عوني مولتو صرح ان الناشط احتجز العبارة اكثر من 12 ساعة. واوضح لمحطة ان تي في التلفزيونية الخاصة ان الخاطف "لقي مصرعه بعيد بدء العملية الامنية". من جهته، قال اركان توباكا محافظ كوجيلي التي ابحرت منها العبارة انه "لم يعثر على اي قنبلة مع محتجز الرهائن في العبارة بل وجدنا مع جثته كابلات وقارورة تشبه قنبلة". وقال عوني مولتو انه تبين ان الخاطف "عضو في المنظمة الارهابية" ما يعني في المصطلحات الرسمية التركية حزب العمال الكردستاني، الحركة الكردية المسلحة. وقال وزير الداخلية "لم يكن ممكنا توقيفه حيا"، ووصف الحادث بانه "خطير" لكن "تمت معالجته بنجاح"، موضحا ان ثلاثة مشبوهين اوقفوا في اطار التحقيق. وكان وزير النقل بن علي يلديريم تحدث عن وجود "اربعة او خمسة" متمردين اكرادا على متن العبارة السريعة. وكانت العبارة خطفت في الساعة 16,00 تغ الجمعة في بحر مرمرة حيث جزيرة ايمرالي التي يمضي فيها زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان عقوبة السجن مدى الحياة. وكان يلديريم ذكر خلال عملية الخطف ان العبارة كانت تنقل 18 راكبا هم عدا الخاطف خمس نساء واربعة من افراد الطاقم ومتدربان. وتنقلت السفينة طوال ساعات في بحر مرمرة قبل ان تتوقف في جزئه الاوروبي غرب اسطنبول حيث بقيت طوال ساعات. وفي بداية عملية الخطف، اعلن الخاطف انه يحمل قنبلة وابلغ قبطان السفينة انه يرغب في ان تنقل وسائل الاعلام وقائع تحركه، كما ذكر اسماعيل كروسمان اوغلي رئيس بلدية مدينة ازميت التي ابحرت منها السفينة للقيام برحلتها العادية الى مدينة غولجوك في بحر مرمرة. وقبل نهاية العملية، احاطت بالسفينة بضعة زوارق سريعة لحرس السواحل، كما يتبين من لقطات بثتها شبكات التلفزة. وفي ميناءي ازمير وغولجوك احتشد ذوو مسافرين على السفينة خلال الليل، ينتظرون معلومات عن اقاربهم، كما ذكرت وكالة انباء الاناضول. وقال احدهم "علمنا بما حصل عبر وسائل الاعلام. لم نتمكن من اجراء اتصالات هاتفية، على رغم اننا حاولنا مرات عدة". وطرح عدد كبير من وسائل الاعلام التركية فرضية ان الخاطف كان ينوي خطف السفينة الى جزيرة ايمرالي التي يعتقل فيها اوجلان. وتجري تظاهرات كردية في تركيا باستمرار لدعم عبدالله اوجلان الذي ما زال زعيم حزب العمال الكردستاني على رغم سجنه. واكدت وكالة انباء فرات القريبة من الاكراد "تشديد التدابير الامنية حول ايمرالي" حيث "يسجن اوجلان الذي لا يسمح له بلقاء محاميه منذ اشهر". وفي الاشهر الاخيرة تصاعد التوتر في تركيا حول مسألة الاكراد الذين يتراوح عددهم بين 12 و15 مليون نسمة من اصل 73 مليون نسمة. وتوالت الاعتداءات والهجمات على الشرطة والجيش والعمليات العسكرية والاعتقالات التي شملت عددا من انصار حزب العمال الكردستاني. وشن الجيش في اواخر تشرين الاول/اكتوبر عملية واسعة النطاق في شرق البلاد وشمال العراق حيث يتحصن متمردو حزب العمال الكردستاني. لكن عددا كبيرا من الخبراء يعتبرون ان هذه العمليات العسكرية التركية تهدف في المقام الاول الى تهدئة جزء من الرأي العام الذي يطالب بالتشدد ضد المتمردين، لكنها لا تمكن من القضاء على التمرد الكردي.