في واقعة التحرش التي وقعت وسط القاهرة خلال احتفالات عيد الأضحى الماضي انتفض عرق الشرف والشهامة لدى الدكتور محمد البرادعي ووجه صاروخًا عبر الإنترنت – مكانه المفضل بعد النمسا – للشعب المصري يصفه فيه بأنه "شعب همجي"، ولو انتقده أحد على تلك العبارة سيرد بأنه يقصد "المتحرشين".. هذا الموقف يدل على أن الرجل يرفض التحرش فما بلك بالاغتصاب؟! ولئن سرى ذلك على البرادعى فإنه أوجب عند حمدين صباحي الذي يؤكد أن مبادئ حركته تنبع من قيم ديننا الحنيف.. هكذا قالها وهو "محموء أوي" في مؤتمر جبهته الصحفي الذي عقدته الاثنين (28/ 1/ 2013م) وكان بجواره البرادعي وعمرو موسى وسيد البدوي زوج الراقصة المناضلة سما المصري التي تهل على الشعب المصري بطلعتها كل أسبوع وهي تقود إحدى المظاهرات. لكن المفزع في الأمر أن البرادعي وصباحي وبقية القادة تجاهلوا حفلة التحرش والاغتصاب الوحشية التي طالت ثلاثة وعشرين فتاة مصرية على أرض ميدان التحرير وخلال احتفال الجبهة بالذكرى الثانية للثورة.. الخبر جاء من المجلس القومي للمرأة وعلى لسان الأستاذة شيرين نجيب المحامية بالمجلس القومي للمرأة والتي قالت: "إن تظاهرات ميدان التحرير التي شهدتها البلاد خلال فعاليات الذكرى الثانية للثورة، أسفرت عن 18 حالة اغتصاب لفتيات خرجن عشية أحداث إحياء ذكرى الثانية لثورة 25 يناير، حسب ما أكدته سجلات مستشفى السلام الدولي". وقالت المحامية، في تصريحات لبوابة الأهرام: "إنها زارت الفتاة التي تبلغ من العمر 19عامًا وهى تحت الرعاية الطبية بمستشفى السلام الدولي.. حيث فوجئت بحالتها الصحية السيئة جراء إعياء شديد إثر ما تعرضت له من انتهاكات جسدية واغتصاب جماعي وحشي. فقد تبين خلال الاطلاع على حالتها أنها تعرضت لتقطيع في جسدها بآلة حادة في أماكن متفرقة من جسدها النحيل.. وأن من قام بنقل الفتاة إلى المستشفى، سيدة وجدت مصادفة في مكان الحادث، و تبرعت للمستشفى بمبلغ 5000 جنيه". فيما ذكر موقع "إيلاف" الإلكتروني أنه تم توثيق 23 حالة اعتداء على فتيات من هذا النوع ونقل الموقع عن الدكتورة ماجدة عدلي مدير مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف أن الاعتداءات من هذا النوع تتم بطريقة ممهنجة! ألم يسمع البرادعي الذي يتقطع حزنًا لأن الدستور المصري لم يسمح بإقامة معبد بوذي في مصر بتلك الحوادث المروعة؟.. ألم يسمع بها حمدين صباحي وعمر وموسي وسيد البدوي؟! إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم المعروف أن قادة الإنقاذ هم الداعون لتلك المظاهرات في ميدان والمفترض أنهم مسئولون سياسيًا عما يقع من عدوان من أي من أولئك المتظاهرين ضد آخرين يشاركونهم.. هم المسئولون سياسيًا كزعماء عن تأمين مداخل ومخارج الميدان وتحصينه من اختراق أي بلطجية أو مجرمين أو مندسين كما يفعل الإسلاميون ذلك بنجاح في مليونياتهم، إذ لم نسمع بحالة تحرش واحدة في مليونية نظمها الإسلاميون. وأسأل الدكتور البرادعي والسيد حمدين صباحي والسيد عمرو موسي إن كنتم لا تستطيعون تأمين مظاهرة من ارتكاب مثل تلك الجرائم الوحشية .. فهل تستطيعون حماية دولة فضلا عن إدارتها ؟! جعكعاتكم لا تتوقف باسم شعب مصر زورا وبهتانا وكلها تتجه صوب هدف واحد هو خطف الحكم من الرئيس الشرعي المنتخب انتخابا حرا ونزيها ! وأسأل الدكتور محمد البرادعي والسيد حمدين صباحي لو كان ما جرى قد وقع –لا قدر الله– على ابنتك ماذا يكون موقفك؟ وكيف يكون شعورك خاصة أنه من المفترض أن كل النساء اللاتي يشاركن في تلك المظاهرات التي دعوتم لها في منزلة بناتكم؟ أم أنكم من طبقة وبنات الناس من طبقة أدنى؟! أنا لن أسال الدكتور سيد البدوي عن موقفه من تلك الحادثة البشعة فالرجل لم يستطع حماية نفسه وهو يشق طريقه داخل ميدان التحرير من صفعة على قفاه مازال لهيبها مستعرًا وستظل تلك الصفعة تاريخية بامتياز، لكني أسأله: ماذا لو كانت تلك الحادثة وقعت –لا قدر الله– على زوجتك الراقصة سما المصري خاصة أنها مغرمة هذه الأيام بالحرص على المشاركة في التظاهرات بل وتبرزها وسائل وهي تقود بعضها؟.. ماذا لو خطفها الخاطفون وفعلوا بها –لا قدر الله– ما فعلوه بال 23 فتاة.. هل كنت ستصمت أو يهدأ لك بال أم أنك مطمئن إلى أن المناضلة "سما" كفيلة بحماية نفسها، وبالتالي فطالما الخطف بعيد عن زوجتك فليس هناك ما يهمك؟! أين المسئولية الأخلاقية عن بنات الناس في مظاهرة أنتم الداعون لها يا من لا تكفون عن مطالبة الرئيس بتحمل المسئولية السياسية عن الدماء التي تراق بأيدي البلطجية والمجرمين الذين تضفون عليهم شرعية بغطائكم السياسي المشئوم؟! أين المسئولية الأخلاقية يا رئيس أعرق حزب في مصر.. ألا تستحق تلك الحادثة مانشيت عريض في صحيفة حزبك أو على قنواتك الفضائية التي لا تفوتها "دبة النملة" لكي تتوقف أمامها؟ ألا تستحق تلك الجرائم رسالة قصيرة من رسائلك على التويتر يا برادعي.. ألا تستحق تلك الجرائم تصريحًا تليفزيونيًا مجانيًا - أي لوجه الله- يا صباحي؟ وسؤالي للقيادات النسائية البارزة من السياسيات والفنانات الشريفات اللاتي يشاركن في تظاهرات الإنقاذ: ألم يصلكن الخبر.. ألم تغل الدماء في عروقكن غضبًا لبنات جنسكن وانتصارًا لحقوق المرأة؟! نعم لقد عبرت الدكتورة كريمة الحفناوي نجم كل المظاهرات تقريبًا وبررت ل" برنامج 90 دقيقة " ما جرى بأن سببه الكبت؟!.. ولا عزاء للسيدات بعد ذلك! أما الآلة الإعلامية في مصر فقد عميت تمامًا عما جرى اللهم بعض البرامج وبعض المقالات مثل مقال الأستاذ وائل قنديل في الشروق.. أما إعلام العار فلا حس ولا خبر! أعود لقادة جبهة الإنقاذ فأقول: إن تجاهلكم لتلك الحادثة وعدم إدانتها في مؤتمراتكم الصحفية عار سيظل يلاحقكم كما أن عدم تكليف خاطركم بزيارة الضحايا في المستشفي كرسالة – علي الأقل – لبقية الفتيات اللاتي يشاركن في التظاهرات تأييدًا لكم بأنهن في بؤرة اهتمامكم ولكن هيهات أن تفعلوا.. فأنتم تجار سياسة وتجار بشر وستفشلون!