انخفضت الأسهم العالمية بشكل حاد بعد أن قررت الصين رفع الرسوم الجمركية على بعض السلع الأمريكية انتقامًا على تنفيذ رفع التعريفات الأمريكية على السلع الصينية بقيمة 200 مليار دولار من 10% إلى 25%، وذلك مع اشتداد الحرب التجارية الجارية بين أكبر اقتصادات العالم. واتهم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الصينين بالتراجع عن تعهداتها وتغيير القوانين التي كانت ضمن شروط الاتفاقية. ووفقًا لرويترز قامت الصين بشكل منهجى بتحرير مسودة الاتفاقية التجارية المكونة من 150 صفحة، مما يعكس الطلب الأمريكي الرئيسى بأن تلتزم الصين بتغيير قوانينها من أجل اكمال الاتفاقية. وعلى الرغم من تصاعد التوترات التجارية بشكل غير مسبوق رفض الرئيس ترامب قطع المحادثات، حيث زار نائب رئيس الوزراء الصينى "ليو هو" واشنطن من أجل استمرار المباحثات. كانت ردود فعل أسواق التداول أونلاين للأسهم شديدة، فعقب التصريحات الصينية انخفض مؤشر داو جونز الصناعى بنسبة 2.4% أي بقيمة 617.38 نقطة ليصل إلى 25324.99 نقطة، ليسجل أسوأ جلسة له منذ 3 كانون الثانى/ يناير، كما هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.4% ليصل عند 2811.87 نقطة ليسجل أسوأ تراجع يومى منذ بداية كانون الثانى/ يناير، وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 3.4% مسجلًا أكبر خسارة يومية هذا العام ليصل عند 7647.02 نقطة. وهبطت المؤشرات إلى أدنى مستوياتها بعد أن قال الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إنه سيفرض تعريفة جمركية أخرى على البضائع الصينية بقيمة 325 مليار دولار. ومن المقرر أن تدخل التعريفات الجمركية التي فرضتها الصين على واردات الولاياتالمتحدة بقيمة 60 مليار دولار حيز التنفيذ الفعلى في 1 حزيران/ يونيو المقبل، وتشمل السلع المستهدفة مجموعة واسعة من المنتجات الزراعية، يأتي ذلك بعد قيام ترامب برفع التعريفات الجمركية على الواردات الصينية، وقد ذكرت الصين في بيان لها أن القرار الأمريكي يعرض مصالح البلدين للخطر ولا يلبى التوقعات العامة للمجتمع الدولى. وقد صرح وزير الخزانة الأمريكي "ستيفن منوشين" بأن البلدين لا يزالان في مرحلة المفاوضات، وقال ترامب إن الولاياتالمتحدة في وضع رائع في المفاوضات، مشيرًا إلى قوة الاقتصاد الأمريكي. إن العلاقة التي تربط بين الأسهم ومحادثات التجارة الصينية واضحة ومزدوجة، فالعديد من الشركات الأمريكية الكبيرة والمتوسطة الحجم تصنع أو تتجمع في الصين، ويقوم العديد منها بتوزيع وبيع هذه المنتجات في الولاياتالمتحدة، وبالتالي فإن التعريفة الجمركية ستضرب بقوة مبيعات الشركة. ثانيًا، إن الخلاف المطول بين أكبر اقتصادين في العالم مع فرض الولاياتالمتحدةوالصين لرسوم منافسة وتصاعدية، يمكن أن يؤدى إلى تراجع النمو الاقتصادى العالمى وقد توقع صندوق النقد الدولى في التقرير الأحدث لعام 2019 انخفاض النمو عند 3.3% متراجعًا عن تقرير تشرين الأول/ أكتوبر الذى توقع النمو الاقتصادى عند 3.7%، وبالتالي سيكون للحرب التجارية الحادة تداعيات عالمية وكساد محتمل. ولا تزال المخاوف تتزايد بشأن نشوب حرب تجارية شاملة، خاصة وأن الباب لا يزال مفتوحًا أمام فرض تعريفة جمركية على بقية السلع الصينية التي من شأنها أن تصل لشريحة واسعة من المستهلكين والشركات، وإذا كانت واشنطن في طريقها لإجراء خطوات لتقييد هواوى فإن ذلك سيجلب الانتقام إلى الشركات الأمريكية من قبل الصينين، وستتوسع المعركة الاستراتيجية حول التكنولوجيا في الحرب التجارية. من شبه المؤكد أن هذا سوف يستفز الانتقام الصينى من خلال مقاطعة البضائع الأمريكية أو تخفيض قيمة العملة، أو زيادة التدقيق واللوائح على الشركات الأمريكية العاملة هناك، يمكن أن تمتد إلى الجغرافيا السياسية من خلال الصراع في بحر الصين الجنوبى والنزاعات حول النفط الايرانى أو كوريا الشمالية.