سيطرت على الجماهير الإنجليزية ثورة عارمة من الغضب الشديد فور علمهم بعدم إمكانية مشاهدة مباراة منتخب بلادهم المقررة أمام نظيره الأوكراني في تصفيات كأس العالم، عبر شاشات التليفزيون وذلك بعدما حصل أحد المواقع على حق إذاعه المباراة حصرياً عبر شبكة الإنترنت وبمقابل مادي. و يخرج المنتخب الإنجليزي لمواجهة نظيره الأوكراني السبت المقبل في تصفيات قاراة أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم الذي سيقام العام القادم في جنوب أفريقيا. و ستضطر الجماهير الإنجليزية الدخول إلى موقع شبكة "كينتارو" السويسرية ودفع خمسة جنيه إسترليني من أجل مشاهدة المباراة في حين سيتم دفع 12 جنيه إسترليني في حال تم التأخير بالدخول للموقع الذي قام بشراء حقوق بث المباراة من الإتحاد الأوكراني لكرة القدم. و أوضحت صحيفة "تايمز اون لاين" البريطانية ان قناة "اي تي في" تمتلك حقوق بث مباريات المنتخب الإنجليزي ولكنها وجدت ان تغطية المباريات عبر التلفاز لاتحقق العائد المطلوب ولذلك رفضت العديد من عروض الشبكات الشهيرة لنقل المباراة كان أبرزها شبكة "بي بي سي". و رفضت شبكة "سكاي سبورتس" الشهيرة الإعلان عما إذا كانت قد تقدمت هي الأخرى بعرض للحصول على حق بث المباراة من عدمه، فيما أكدت "اي اس بي ان" انها رفضت المقابل المادي الذي طلبته القناة مقابل منحها حق البث، مشيرة إلى أنه مبالغ فيه للغاية. و نقلت صحيفة "تايمز" ردود أفعال الجماهير الإنجليزية، حيث وصف مارك بيريمان أحد المشجعين برابطة المشجعين الإنجليزية الرسمية هذا الأمر قائلاً : " حقاً إنها كارثة تسببت في ثورة غضب عارمة". و اضاف : " اعتقد ان مشاهدة المباراة من حق الجميع وأنا اطالب الفيفا والإتحاد الأوروبي بأن تشترط على البلدان كلها إذاعة المباريات على القنوات الأرضية سواء كانت داخل البلاد أو خارجها". و من جانبه قال ادريان بيفينجتون مدير إتصالات الإتحاد الإنجليزي : " اعتقد ان شاشات التليفريون ستكون أفضل بالنسبة للجميع " . فيما دافع فيليب جروتي الرئيس التنفيذي للشبكة عن الخطوة التي اتخذتها قائلاً : " هذا هو مستقبل البث الرياضي المتميز، واتوقع دخول مليون زائر لمشاهدة المباراة". و قد شاركت صحيفة "جادريان" في هذه الحملة ونشرت مقالاً بعنوان "تجربة كينتارو أهم من مباراة إنجلترا" حيث إنتقدت خلالها السياسة التي اتبعتها الشبكة السويسرية مشيراً إلى انها استندت لهذا الأمر بعدما وجدت ان الكثير من المشاهدين يتجهون الأن لمتابعة المباريات عبر الإنترنت عن طريق مواقع شهيرة مثل "اي بلاير" و "اليوتيوب"، ولكنهم لم يلتفتوا إلى حقيقة ان المشاهد مازال يؤمن بان متابعة الأحداث عبر شاشات التلفاز الكبيرة أكثر إمتاعاً بالنسبة له. و افادت بأن السبب الرئيسي في إنسحاب الإذاعات الكبرى مثل ال "بي بي سي" و "سكاي سبورتس" هو المبلغ الضخم الذي طلبته قناة "اي تي في" الذي يتخطى الثلاثة ملايين جنيه إسترليني فيما كانت العروض المقدمة من الشبكتين تتراوح ما بين مليون أو إثنين على الأكثر.