الدورى الجديد يطرق الأبواب، ويبدو أن الكرة المصرية ستتغير وتتبدل طبقاً للمعطيات الجديدة، وتطور الفكر الإدارى المتحجر، الذى طالما نادينا بتغييره من زمن طويل!! شكل الدورى الجديد يوحى بمفاجآت، وأوجاع، وآلام، وانتصارات غريبة وسقطات مسيئة للكبار!! عفواً على هذا الكلام الذى قد يكون موجعاً للبعض، لكن تعالوا نحسبها بهدوء.. من زمن طويل أعلن الفيفا ضرورة تطبيق نظام الاحتراف الكروى الكامل لكل أفرعه فى العالم.. أى للاتحادات المحلية.. فى الدول العربية بدأ التطبيق، ونجح هناك ورفع المستوى.. لكننا فى مصر تعودنا على التلكؤ والتخاذل والتراجع، ربما لعدم وجود صاحب قرار قوى فى اتحاد الكرة.. وربما لوجود أندية هى فى الواقع أكبر من اتحاد الكرة نفسه، وهى التى تدير وتخطط كما تريد حتى ولو على حساب الكرة المصرية!! .. وفى كل موسم تصدر التصريحات النارية العنترية عن دراسة تطبيق الاحتراف الكامل، وإجبار الأندية على الدخول فى تلك المظلة الاحترافية.. ولكن كله كلام للاستهلاك. .. من هنا سبقتنا كل الدول العربية، طبقوا النظام ونجحوا فيه وتحسنت مستوياتهم الفنية بعد حالة الانفتاح، والاستعانة بلاعبين أجانب ومدربين أكفاء ليسوا من نوعية كوبر المتخاذل الجبان هجومياً.. بينما نحن مازلنا محلك سر.. فلا احتراف ولا نجوم أجانب من مرتفعى المستوى، ولا يوجد المدرب الذى يحمل اسماً كبيراً فى دنيا التدريب.. ولذلك لا يزال اتحاد الكرة يبحث وينقف، ثم يتراجع ويتخاذل فى البحث والإعلان عن مدرب جديد للمنتخب رغم أن التصفيات الأفريقية على الأبواب لكأس الأمم!! هكذا هو الحال المتردى فى دنيا الإدارة الرياضية الكروية.. فلا نتحرك إلا بعد أن تقع الفأس فى الرأس كما يقولون فى الأمثال، وبعد أن يكون المنتخب على وشك الدخول فى الارتباطات.. الهدف من كل هذا التخاذل هو الاستعانة بمدرب معين تم الاتفاق معه حراً ثم يتم ركنه دون إعلان حتى يتعاقد المدربون الجيدون مع منتخبات وأندية ويمر الوقت وتقترب مواعيد المباريات، فلا نجد سوى الاسم المتفق معه سراً.. ربما لوجود سبوبة فى العقد، وربما لمعرفة أحد من الاتحاد المصرى به، وربما أيضاً لأنه مدرب رخيص على قدنا!! المهم أن الموسم الجديد فى مصر سيشهد سخونة لم نتعودها من قبل.. لأن هناك من سينافس الأهلى والزمالك.. أقصد فريق بيراميدز الذى يملك أموالاً تسد عين الشمس ويبعثرها لشراء أفضل اللاعبين وأغلاهم، وبسرعة وإغراءات لا تقاوم من اللاعبين، هذا الفريق الذى تم تشكيله وشراء اسمه التجارى للطرف السعودى، وقف الجميع أمامه بعد مشاكل ترك آل الشيخ مع الأهلى.. لكن وللحق أنا أرى شخصياً أن هذا الفريق سينعش الكرة المصرية بنجومه ولاعبيه وجهازه التدريبى والإدارى الذى يعرف كل شىء عن الأهلى والزمالك ومفاتيح الفوز عليهما. نعم الخريطة ستتغير هذا الموسم، هناك إلى جانب بيراميدز فريق سموحة الذى تم تحضيره جيداً، والإسماعيلى ثم المصرى الذى أصبح حصاناً جامحاً بإمكانات متواضعة، ولكن بفكر التوءم حسام وإبراهيم حسن، أراه من أقوى المواسم الكروية فى تاريخ الدورى المصرى، وأشم من بعيد رائحة بطل جديد للدورى يكسر سم الأهلي، وعين الزمالك.. وهكذا هى الدوريات المحترمة فى العالم التى لا تعرف من هو البطل حتى آخر أسبوع فى المنافسة، وكل موسم تسمع عن بطل جديد ونجوم جدد!!.. الفضل سيرجع لفريق بيراميدز، الذى تم زرعه فى الدورى المصرى لتخريبه وإفساده.. لكن رُب ضارة نافعة، ليته يفوز ليولد لدينا فريق جديد وبطل جديد وجماهير جديدة ومنافسة شريفة. جمال هليل