* لماذا ننسي رموزنا.. ولا نتذكرهم إلا بعد الوفاة و الرحيل؟!! هذا السؤال يجرنا إلي تكريم الرجل ا لرائع حسن حمدي.. ولماذا وكيف تم تكريمه؟!! للحق لم تكن مبادرة تكريم حسن حمدي صناعة مصرية.. رغم أن كل إنجازاته كانت لمصر دون غيرها.. ولكن جاء التكريم من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم. وكان التكريم هو آخر ظهور لعيسي حياتو قبل أن يرحل ويسقط ويترك الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إلي الأبد!! المصيبة الكبري أن التكريم الأفريقي لحسن حمدي جاء عن انجازات وزير الدفاع الكروي عن عمله وإنجازاته وتاريخه مع النادي الأهلي كأفضل رئيس في الأندية الأفريقية. موجع ومؤسف هذا الموقف المخجل لنا كمصريين حتي أنني أسأل نفسي.. ألا من العيب علينا أن نتغاضي عن تكريم تلك الشخصية ولم نفكر فيها وإلا بعد أن يتم اختيارها كنموذج مصري رائع للتكريم من الاتحاد الأفريقي؟!! ولماذا نحاول دائما هدم النماذج المشرفة لمصر ونقلل من قيمتها في وقت يشيد بها العالم كله؟!! حسن حمدي لمن لا يعرفه من الجيل الجديد.. هو أيقونة أهلاوية تتحدث عن تاريخ طويل ونجاح متواصل حتي قيل إنه شخصية لا تعرف الفشل!! عرف النجاح منذ أن كان لاعبا. أصبح وزيرا للدفاع في الأهلي والمنتخب. فقائدا للفريقين. تميز بالأخلاق وقلة الكلام وحسن الاستماع فجذب الجميع لشخصيته القيادية التي رشحته لتولي العديد من المناصب.. بدأها بالعمل مديرا للكرة في الأهلي ثم تدرج في مناصب مجلس الإدارة من العضوية إلي أمانة الصندوق ثم نائبا لصالح سليم وأخيرا رئيسا للأهلي ليشهد النادي في وجوده طفرة إنشائية ويتصدر سجلات الاتحاد الافريقي والعالم في عدد البطولات التي حققها.. هذا هو حسن حمدي الرياضي دمث الخلق.. الناجح إداريا وتنظيميا. صنع أجيالا عديدة في الإدارة الرياضية.. حتي جمع ألقابا يصعب علي غيره تحقيقها. من هنا كان تكريمه من الاتحاد الأفريقي. ولكن للأسف الشديد لم يكرم الرجل في بلده من قبل وكأننا ننكر عليه ما قدمه من تاريخ مشرف للرياضة والإدارة الرياضية من خلال الأهلي أكبر الأندية في الشرق الأوسط. هذا النموذج الرائع نراه كثيرا وفي حالات عديدة في مصر.. ولكن للأسف تعودنا علي إنكار الجميل والتغاضي عن تكريم أصحاب الانجازات مثل حسن حمدي. ولولا أن الاتحاد الافريقي بادر بتكريم الرجل ما تذكرناه أبدا مثله مثل العشرات الذين يتألقون ثم يرحلون ولا نتحدث عن انجازاتهم إلا بعد رحيلهم.. ولكن حسن حمدي كسر هذا الحاجز بتكريمه أفريقيا ليعرض نفسه رغم اعتزاله العمل الرياضي واكتفائه بما قدمه للأهلي ومصر ليترك الفرصة لجيل جديد من صناعة الرجل نفسه خاصة في الأهلي. إلي متي سنظل نتجاهل رموزنا الرياضية؟! ولماذا لم تكرم الدولة المتفوقين رياضيا مثلما كان يحدث من قبل عندما كانت تقيم الدولة عيدا للرياضة يكرم فيه الأبطال والرموز؟! سيظل حسن حمدي علامة للجودة الرياضية حتي وإن تجاهلناه.. فهو أكبر بكثير من كل من يتجاهله أو يرفض تكريمه.. لأن إنجازاته تسبقه وستتبعه لتتحدث عنه بكل فخر!!