الحقيقة أنني لا أعرف نتيجة مباراة مصر وغانا في ثاني مباريات تصفيات كأس العالم التي إقيمت أمس الأحد في برج العرب. لأنني ببساطة إضررت لكتابة المقال قبل المباراة لظروف طباعية خاصة بالجريدة. وإن كنت أتمني أن تكون النتيجة مرضية لطموحات المصريين لكنني سوف أتغاضي عن هذه النتيجة لأنها في النهاية تساوي 3 نقاط فقط لاغير بالرغم من أهميتها. أما ما إستوقفني وجعلني أضع يدي علي قلبي توجسا وخوفا هو البث المباشر لكل صغيرة وكبيرة في معسكر المنتخب الذي من المفترض أن يكون مغلقا قبل هذه المباراة المصيرية. وهذا خطأ كبير أتمني ألا يكون أثر علي نتيجة المباراة. بالطبع لن أستطيع اللوم علي قناة أون سبورت. القناة التي إشترت حقوق إذاعة المباراة الحصرية علي محاولة ملء ساعات الهواء المخصصة للإحتفاء بهذه الحقوق لأن هذا حقها تماما. لكن ما أقوله أن ممارسة هذا الحق لا يجب أن يكون علي حساب مصلحة الفريق. إملئ هواء كما تريد لكن إبتعد عن اللاعبين ولا تشتت إنتباههم. الحقيقة شعرت بالأسي عندما قارنت هذا الوضع بالطوق الحديدي الذي كان يفرضه الكابتن محمود الجوهري علي لاعبيه قبل المباريات الهامة ولا يسمح بأي تشويش علي تركيز اللاعبين عن طريق الإعلام أو الضغط الجماهيري. كان الإقتراب من المعسكر أشبه بالإقتراب من ثكنة عسكرية معلق عليها لافتة ممنوع الإقتراب والتصوير. عزلة جبرية لا يجد اللاعب بدا من التركيز فقط في المباراة وعدم الإنشغال بأي شئ غيرها لأنه لن يري كاميرا ترقبه من بعيد في التدريبات أو ميكروفون يطارده عند خروجه من غرفته متلهفا علي كلمة أو همسة علي لسانه. وهو ما يحدث الآن للأسف في معسكر برج العرب. أعتقد أن مدرب المنتخب الغاني قد إستفاد كثيرا بتلك العين السحرية المصوبة تجاه المعسكر شبه المغلق لمنتخبنا. حتي لو لم تكن إستفادة تتعلق بالفنيات أو خطط اللعب فيكفيه ما تحقق من ضغط نفسي علي اللاعبين يسحب من رصيد تركيزهم في المباراة. نتيجة مباراة غانا مهما كانت ليست نهاية المطاف. فالفوز بها لن يضمن لنا الصعود لكأس العالم وخسارتها لن تكون نهاية الحلم. وكفانا أفورة وتكرار لنفس الخطأ الساذج المكرر وهو حالة الشحن القومي بما يعطي إيحاء أن مباراة كرة قدم هي نهاية العالم. نكون بعدها أو لا نكون. في تصوري أن هناك عامل مهم في نجاح كوبر في مهمته حتي قبل مباراة أمس. وهو أنه ولحسن حظه لا يلقي ترحيبا وحماسا من جانب الكثيرين الذين كانوا ولا يزالوا منتظرين الإخفاقة الأولي له ليهجموا بالساطور علي رقبته. وهذا الفتور أعطاه الفرصة ليعمل في صمت وهدوء طوال فتره تصفيات كأس الأمم التي نجح في تخطيها بنجاح علي حساب منتخب نيجريا المخضرم.. وما رأيته في تغطية المعسكر (المفتوح) للمنتخب جعلني أتمني لو إستمرت حالة الفتور مع كوبر ليستمر النجاح. قولوا يارب .