هو من الشخصيات التي تشرف مصر دائما في الخارج وواجهة محترمة يتحدث عنها الجميع بالشكل الذي يليق بمصر منذ أن بدأ عمله في كرة القدم وهو لم يمر بمرحلة فشل واحدة. دائما ما يتواجد من أجل صنع القرار سواء مسئولا أو لا.. يقع عليه عبء كبير دائما في الأزمات لأنه صاحب العلاقات القوية والممتدة قاريا ودوليا.. نحن نتحدث عن هاني أبو ريده عضو المكتب التنفيذي بالإتحادين الأفريقي والدولي والذي يستعد لخوض انتخابات الجبلاية القادمة والجلوس علي كرسي الرئاسة .. الكورة والملاعب التقت أبو ريجه خلال معسكر الفراعنة في مدينة كادونا النيجيرية علي هامش مواجهة المنتخب الوطني الأخيرة في تصفيات كأس الأمم الأفريقية وتحدثت معه في العديد من الأمور المهمة والتحديات التي تواجه المنتخب بصفته مشرفا عليه وكذلك خطته للإنتخابات وإدارة الكرة المصرية في المستقبل في حالة نجاحه.. فكان الحوار التالي.. پ * نبدأ من المنتخب ومواجهتي نيجيريا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية ورؤيتك لمواجهة العودة في برج العرب؟ نحن في مرحلة هامة جدا.. نواجه فيها الفريق الذي ينافسنا بشكل صريح وأساسي في المجموعة علي التأهل وهو من القوي الكبيرة في القارة صاحبة الخبرات بالبطولات ولديه كم هائل من اللاعبين المحترفين في الخارج. ومواجهة العودة ستكون أكثر أهمية نسعي فيها لتحقيق الفوز الذي يقربنا من التأهل لبطولة الأمم الأفريقية وهذه ستكون بدايتنا لإستعادة الكرة المصرية من جديد أفريقيا قبل التفكير في مونديال روسيا القادم. * ماذا ينقص منتخبنا في الفترة الحالية للعودة لطريق البطولات؟ لابد أولا أن نؤكد علي أن الجهاز الفني الحالي للمنتخب علي أعلي مستوي ويضم عناصر تمتلك الكفاءة الحقيقية والقدرة علي العمل والإبداع وهيكتور كوبر المدير الفني الأرجنتيني أول مدب عالمي من الفئة الأولي يعمل في مصر وعلينا أن نقف خلفه وندفعه ونساعده في مهمته دون أن يتصيد البعض له الأخطاء ويضع له السكين في ظهره وهو يعمل بمنتهي الجد. والجهاز اجتهد مع عدد كبير من اللاعبين حتي تم تصفيتهم إلي 32 لاعب هم القوام الأساسي الذي يتم الإختيار منه لكل مباراة. وفي وجهة نظري النجاح يتوقف بشكل أساسي وفي المقام الأول علي اللاعبين فحالة اللاعب في يوم المباراة يحدد بشكل كبير مستوي أداءه والنتيجة في النهاية. لهذا كان حديثي مع اللاعبين أن عليهم أن "يأكلوا النجيلة " حتي تعود مصر لبطولة الأمم الأفريقية. عليهم أن يضعوا في اعتبارهم 90 مليون ينتظرون منهم النجاح والوصول. * الكل لاحظ سوء مستوي الإقامة في كادونا وكذلك الاستقبال المتواضع لبعثة الفراعنة.. هل كان للاعبين شكاوي معينة وهل أثر ذلك علي استعداداهم لمباراة الذهاب؟ بالفعل. الوضع كان في غاية السوء في فندق الإقامة في كادونا وعلينا أن نعترف أن الأمور كانت من الممكن أن تكون أفضل إذا كانت المباراة في أبوجا أو لاجوس لكن اختيارهم لكادونا نوع من أنواع التفاؤل. وهذا مشروع وكنا نلجأ إليه في بعض الفترات في المباريات الصعبة فكان المنتخب يلعبها علي ستاد بورسعيد المدينة البعيدة عن العاصمة وأجواء الجماهير حماسية وملعب ضيق قليلا وكنا ننجح في تحقيق النتيجة التي نريدها في النهاية وهم أيضا يفكرون بهذه الطريقة ولا يسعنا الإعتراض طالما أن الملعب الذي أختاروه قانوني ومدرج ضمن الملاعب في الإتحاد الأفريقي. والحقيقة لاعبونا تعاملوا بإحترافية شديدة مع الموقف علي الرغم من المستوي الذي يعيشون فيه سواء في معسكرات مصر أو بالنسبة للاعبين المحترفين في أوروبا فلم ترد أي شكوي من الإقامة والكل تعامل مع الموقف بإحترافية. * لماذا لا تكون المعاملة بالمثل في القاهرة في مباراة العودة؟ لأننا في النهاية .. مصر .. أكبر دولة في القارة والأعين موجهة لها دائما ومهما كانت معاناتنا ولاعبينا في بلدان القارة السمراء يجب علينا أن تكون المعاملة في مصر علي أعلي مستوي والمنتخب والبعثة النيجيرية ستلقي كل الترحيب والإستضافة في مصر. * ننتقل للحديث عن قائمتك في انتخابات الجبلاية المقبلة.. هل انتهيت من قائمتك؟ حتي الأن لم أنته من الإختيار بشكل كامل وهناك مناقشة مستمرة حول القائمة لإختيار أفضل العناصر القادرة علي تحقيق الطموحات وإحداث نقلة في إدارة الكرة المصرية. * هل وافق حازم إمام علي الإنضمام لقائمتك؟ حازم يعتبر ابني وعلاقتي به رائعة واتمني تواجده في القائمة لكنه حتي الأن لم يحسم الأمر بشكل نهائي * البعض يتحدث عن صفقة ما تم إبرامها مع سمير زاهر حتي لا يخوض انتخابات الجبلاية ضدك.. ما حقيقة الأمر؟ غير صحيح بالمرة لا توجد أية صفقات مع زاهر أو غيره والملعب مفتوح لأي شخصية ترغب في خوض الإنتخابات فهدفنا في النهاية هو مصلحة الكرة المصرية. * لكن هناك من يسرب معلومة بأنك اتفقت مع زاهر علي تولي رئاسة رابطة الأندية المحترفة؟ كما قلت لم أبرم صفقات مع أحد ورابطة الأندية رئيسها سيكون بالإنتخاب وليس بالتعيين حتي يكون لي أو لغيري قدرة علي وضع شخص معين في هذا المكان وهذا النظام عادل جدا ومن سيحظي بثقة الأندية سيكون موجودا علي رأس الرابطة أو اللجنة بغض النظر عن مسماها. * هل لديك أي تخوف من أن تسحب رابطة الأندية المحترفة البساط من تحت أقدام الجبلاية بإدارة المسابقات وغيرها؟ مستحيل أن يحدث هذا لأن لجنة الأندية أو الرابطة منبثقة عن الجبلاية وستظل تحت عباءة الجبلاية. وسيظل اتحاد الكرة هو الأب الشرعي للمنظومة الكروية في مصر. * بعض المنافسين يقولون أنك بحكم منصبك بالفيفا لا تتواجد في مصر كثيرا وهذا ينذر بفشل اداري للإتحاد في حالة نجاحك؟ كلام لا أساس له وفارغ. لأن زمن جلوس رئيس الإتحاد في مكتبه يوميا وبشكل مستمر للإدارة انتهي اليوم رئيس الفيفا ومجلسه يضع خطط واستراتيجيات ويسير عليها الجميع ليس من المفترض أن يقضي عمره في المكتب يدير منه الإتحاد. والنجاح ليس بالتواجد والحضور والغياب وكأننا في مدرسة وإنما في النتائج والخطط قريبة وبعيدة المدي ولدينا العديد من الملفات المهمة التي سيتم تناولها في الفترة القادمة. * مع كل تغيير وزاري يكون هناك حديث عن توليك هذه الحقيبة.. ويتردد أنك ترفض؟ بالفعل. الوزارة تُعرض عليّ منذ عام 2007 وأرفضها لأني "مش موظف " وسبق أن تحدث معي مسئول سابق في الدولة أيام مبارك من أجل تولي وزارة الشباب والرياضة ورفضت فأنا لم أسع أبدا للحصول علي منصب والوزير الحالي خالد عبد العزيز مجتهد ونشيط ويدير بشكل جيد واحترافي. * علي الرغم من أن مصر رائدة دائما في كرة القدم تحديدا لكن في الفترة الأخيرة الدول الخليجية وصلت لمستوي احترافي مقارب لدوريات أوروبا.. متي نصل للمستوي العالمي من الإحتراف؟ لدينا كل القدرات. لكن ينقصنا الكثير أولا لوائح تساعد علي ذلك ثانيا نظام احترافي في كل شيئ نحن نحتاج إلي جدول مستقر لبطولة الدوري يمكننا علي أساسه معرفة موعد حتي ولو كانت بعد سنة وملعبها وتوقيتها وبدون هذا لن نتمكن من تقديم مسابقة محترفة. ونعذر الدولة في الفترة الحالية لأننا مررنا بظروف صعبة خلال السنوات الأخيرة وحتي الأن نعاني من غياب الجماهير عن المدرجات لكننا في المستقبل القريب سيكون لدينا بطولة دوري محترفة وتسويقها سيكون بأرقام عالمية. * بالحديث عن الإستثمار في كرة القدم.. هل تري أننا وصلنا لمعدلات جيدة؟ لدينا الأفضل بكثير ويمكننا تقديم بطولة أعلي وتحقق عوائد أكبر بكثير تضاهي الدوريات الأوروبية والسعودية تحديدا بشرط تحقيق الجوانب التي تحدثت عنها في السؤال السابق وكذلك علي المنظومة بالكامل التعامل مع المستثمر في الرياضة بأفضل شكل فلابد أن نرفع له القبعة كدولة دون تطفيشه لأن أي مستثمر يتعاون معنا يمثل دفعة كبيرة للأمام وشاهدنا الدور الذي قامت به شركة بريزنتيشن راعي الجبلاية في توفير الطائرة الخاصة للمنتخب إلي نيجيريا وتحمل البنك الراعي أيضا 85 ألف دولار من القيمة. * أخيرا.. كيف تري الرئيس الجديد للفيفا.. ولماذا ضاع هذا المنصب الهام من العرب؟ جياني انفانتينو الرئيس الجديد للإتحاد الدولي لكرة القدم شخصية علي درجة كبيرة من الفهم والإحترافية وقد تحدثت معه أكثر من مرة وهو يعرف مصر جيدا ولديه طموحات واسعة في تحقيق طفرات كبيرة للعبة علي المستوي العالمي واتمني له التوفيق. وبالنسبة لضياع المنصب من العرب فالسبب واضح وهو عدم التعاون بين المرشحين العرب الشيخ سلمان بن ابراهيم والأمير علي بن الحسين ووجود خلافات لا علاقة لها بكرة القدم وكانت هذه هي النتيجة رغم أن الكونجرس الأخير كان فرصة لن تعوض لأن يكون رئيس الفيفا شخصية عربية ومسلمة.