أخبار مصر اليوم: سحب منخفضة على السواحل الشمالية والوجه البحري.. وزير العمل يصدر قرارًا لتنظيم تشغيل ذوي الهمم بالمنشآت.. إغلاق موقع إلكتروني مزور لبيع تذاكر المتحف المصري الكبير    واعظات الأوقاف يقدمن دعما نفسيا ودعويا ضمن فعاليات شهر التطوع    استمرار حملات إزالة التعديات على الأراضي الزراعية بكرداسة    زيلينسكي: بعض وثائق التسوية السلمية جاهزة وقضايا حساسة تتطلب مزيدا من العمل    ضياء رشوان: نتنياهو يحاول اختزال المرحلة الثانية من اتفاق غزة في نزع سلاح حماس وتغيير مهام قوة السلام    جيش الاحتلال: قتلنا شخصين اقتربا من الخط الأصفر في جنوب قطاع غزة    أمم إفريقيا - طالبي: آمل أن يستغل الركراكي قدراتي.. وعلينا أن نتعامل مع الضغط بإيجابية    مدرب مالي يكشف حقيقة تسرب الخوف في نفوس لاعبيه قبل مواجهة المغرب بأمم أفريقيا    بعد انتشال 8 جثامين و18 مصابا، انتهاء عمليات البحث عن ضحايا أسفل عقار إمبابة المنهار    جلا هشام: شخصية ناعومي في مسلسل ميد تيرم من أقرب الأدوار إلى قلبي    في وصمة عار ثقافية .. بلدوزر الجيش يحوّل مقبرة أمير الشعراء أحمد شوقي إلى أطلال    ياسمينا العبد: تفاجأت بتمثيل زياد ظاظا في ميد تيرم.. فنان بمعنى الكلمة    كجوك: طرح 3 استراتيجيات متوسطة المدى للدين والسياسات الضريبية والمالية العامة نهاية الشهر الجاري    مستشار شيخ الأزهر للوافدين: نُخرّج أطباء يحملون ضمير الأزهر قبل شهادة الطب    مصر تحصد 20 ميدالية جديدة بالبطولة العربية لرفع الأثقال في قطر    البابا ليو الرابع عشر يتضامن مع غزة في يوم عيد الميلاد    بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في حادث انقلاب سيارة جامبو بصحراوي البحيرة    دهس طفل تحت عجلات ميكروباص فوق كوبري الفيوم.. والسائق في قبضة الأمن    أوكرانيا تعلن استهداف أكبر منشأة روسية لمعالجة الغاز في أورينبورج    بدعوة حكيمى.. مبابى يصل الرباط مع عائلته لمساندة المغرب أمام مالى    تصعيد الصراع العسكري والإنساني.. آخر تطورات الأوضاع في السودان    مناسبة لأجواء الكريسماس، طريقة عمل كيك البرتقال بالخلاط بدون بيض    أخبار كفر الشيخ اليوم.. إعلان نتائج انتخابات مجلس النواب رسميًا    ضياء رشوان: نتنياهو يريد تجنب الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة    تراجع جماعي لمؤشرات البورصة بختام تعاملات اليوم الخميس    هي تلبس غوايش وأنا ألبس الكلبش| انفعال محامي بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات    «مؤسسة محمد جلال الخيرية» تكرم أكثر من 200 حافظة وحافظ للقرآن الكريم    تعيين محمد حلمي البنا عضوًا بمجلس أمناء الشيخ زايد    جراحة دقيقة بمستشفى الفيوم العام تنقذ حياة رضيع عمره 9 أيام    أخصائي يُحذر: نمط الحياة الكارثي وراء إصابة الشباب بشيخوخة العظام المبكرة    جمارك السلوم تحبط محاولة لتهريب كمية من البذور الزراعية الموقوف تصديرها    خبير: صناعة التعهيد خلقت فرص عمل كبيرة للشباب وجذبت استثمارات أجنبية لمصر    كيف نُصلِح الخلافات الزوجية بين الصم والبكم؟.. أمين الفتوى يجيب    ختام مبهج ل «الأقصر للتحطيب»    خبير تشريعات: جولة الإعادة أكدت صعود المستقلين وبروز ملامح البرلمان الجديد    بعد عام من الانفصال.. طلاق شريف سلامة وداليا مصطفى    برلمانية: الاستحقاق البرلماني الأخير يعكس تطورًا في إدارة العملية الانتخابية    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    إزالة مقبرة أحمد شوقي.. ماذا كُتب على شاهد قبر أمير الشعراء؟    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    جامعة بدر تستضيف النسخة 52 من المؤتمر الدولي لرابطة العلماء المصريين بأمريكا وكندا    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    البابا تواضروس يهنئ بطريرك الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    التفاصيل الكاملة لافتتاح المركز النموذجي بالغرفة التجارية بالقليوبية    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    كرة طائرة - بمشاركة 4 فرق.. الكشف عن جدول نهائي دوري المرتبط للسيدات    سيول وثلوج بدءاً من الغد.. منخفض جوى فى طريقه إلى لبنان    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    وزيرا «التضامن» و«العمل» يقرران مضاعفة المساعدات لأسر حادثتي الفيوم ووادي النطرون    لليوم الثاني.. سفارة مصر بإيران تواصل فتح لجان التصويت بجولة الإعادة للدوائر ال19 الملغاة    الزمالك يواجه سموحة الليلة في اختبار جديد بكأس عاصمة مصر.. صراع الصدارة وحسابات التأهل    صراع النقاط الثلاث يشعل مواجهة بيراميدز والإسماعيلي في كأس عاصمة مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. على السمان رئيس لجنة حوار الأديان "بدراوى" استقال من «الوطنى» لأنه اتفق مع «مبارك» على التنحى ففوجئ بتفويض «سليمان»
نشر في كلمتنا يوم 28 - 02 - 2011

قال الدكتور على السمان، رئيس لجنة حوار الأديان فى المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن الدكتور حسام بدراوى استقال من منصبه كأمين عام للحزب الوطنى بعد أيام قليلة من تعيينه، لأنه اتفق مع الرئيس السابق حسنى مبارك على التنحى عن منصبه، لكنه فوجئ به يفوض نائبه الوزير عمر سليمان بصلاحياته، مشيرا إلى أنه لو حدث التنحى بدلاً من التفويض لنزلت الجماهير إلى الشارع تطالب مبارك بالبقاء، متهماً جمال مبارك، وأنس الفقى، بأنهما أعدا خطاب التفويض استناداً إلى ما سماه خلفيات وأجندات خاصة لا علاقة لها بدرامية الموقف، مؤكداً أنه ليس من المعقول تسليم مستقبل مصر لأحمد عز، الذى كان يخوض أولى تجاربه السياسية.
وأضاف «السمان» فى حواره مع أنه كان يؤيد استمرار مبارك فى منصبه حتى نهاية ولايته، لإيمانه بأن وجوده كان سيعجل من عملية الإصلاح، معلنا عن تمسكه بما قاله فى حوار سابق حول أن القاعدة العريضة التى تضم الفقراء يرون أن مبارك يهتم بالبعد الاجتماعى، معتبراً أن ما حدث فى 25 يناير الماضى، «انتفاضة شباب» قام بها سكان المدن، وليس ثورة، لافتاً إلى أنه لو كان فى مصر وقتها كان سيذهب إلى ميدان التحرير كصحفى وليس كثائر، مشيراً إلى أنه يفضل الاكتفاء بتعديل الدستور، فى الوقت الحالى ويشدد على انتخاب رئيس الجمهورية أولاً ثم تغيير الدستور ثم إجراء انتخابات برلمانية وفق الدستور الجديد، وإلى نص الحوار:
■ بصراحة هل كنت ممن سعدوا بثورة شباب 25 يناير، وتنحى الرئيس مبارك عن الحكم أم لا؟
- أولا أفضل تعبير «انتفاضة الشباب»، وذلك لكونها تلقائية، وتعتمد على موقع «فيس بوك» وغيره من سبل الاتصالات الحديثة، أما الثورة فتحتاج إلى وقت زمنى فى الإعداد والتنظيم، وتتطلب وجود قيادات، عموما أنا لم أسعد بسيناريو تنحى الرئيس، لأنه جاء نتيجة تناقضين، الأول أن كل خطوة من سيناريو التنحى منذ 25 يناير حتى إعلان التنحى كانت دائما متأخرة زمنياً، والثانى: هو أن أجندة مطالب الشباب كانت تتطور بسرعة هائلة، وكنت غير سعيد بخطاب تفويض السلطات للسيد عمر سليمان فيما يتعلق بأسلوبه وانتقاء كلماته، لاسيما بعد أن سمعت أن كلاً من جمال مبارك، الأمين العام المساعد السابق للحزب الوطنى، وأنس الفقى، وزير الإعلام السابق، هما اللذان أعدا الخطاب بخلفيات وأجندات خاصة لا علاقة لها بدرامية الموقف، بل من يدرى لو أن خطاب التنحى فى نفس اليوم حل محل خطاب تفويض السلطات، كما كان متفقاً عليه مع الدكتور حسام بدراوى، لكان هناك احتمال أن جزءا مهماً من شرائح الشعب نزل إلى الشوارع مطالباً الرئيس بالبقاء حتى سبتمبر المقبل مع عدم الترشح لفترة جديدة، تماما مثلما حدث فى 7 يونيو 1967 مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بعد نكسة وهزيمة مريرة ومهينة انتهت باحتلال كل سيناء.
■ قلت «ما كان متفقا عليه مع الدكتور حسام بدراوى» أى اتفاق تقصد، وهل اتفق الرئيس مبارك مع الدكتور حسام بدراوى على ضرورة التنحى؟
- حسبما وصل إلىَّ من معلومات أن الدكتور حسام بدراوى قابل الرئيس مبارك، واقترح عليه التنحى، إلا أنه فوجئ بخطاب تكليف السيد عمر سليمان بصلاحيات رئيس الجمهورية، ولهذا السبب قدم حسام بدراوى استقالته من أمانة الحزب الوطنى، لأن ما تم لم يكن ما هو متفق عليه.
■ بصراحة.. لو لم تكن فى جولة أوروبية فى نفس توقيت الثورة هل كنت ستنزل إلى ميدان التحرير؟
- كصحفى أسمع وأرى وأحلل.. نعم.
■ ولكن ليس كثائر على النظام؟
- أكذب لو قلت سأنزل كثائر.
■ فى حوار سابق معك قلت إننا لو سألنا القاعدة العريضة من الناس سنجد أنهم يريدون استمرار مبارك فى الحكم، فهل مازلت عند قناعاتك الآن؟
- لدى الواقعية لأقول إن انتفاضة الشباب هى انتفاضة سكان المدن وليس الريف، الذى كان وما زال يمثل قاعدة عريضة من الشعب، وأن جزءا من فقراء مصر كان لديهم إحساس بأن مبارك كان يهتم بالبعد الاجتماعى وما زال يذكر اليوم الذى تصدى فيه مبارك ليوسف بطرس غالى، وزير المالية السابق، يوم عيد العمال، مطالبا بزيادة المكافآت وتم ذلك، ولكن كان الوزراء يغيرون جزءاً من التوجه الاجتماعى بعد ذلك، ولكن كل هؤلاء من القاعدة العريضة أعتقد أنهم كانوا سعيدين بأن الرئيس لن يترشح لفترة قادمة، لأنه على كل الأحوال إن 30 عاما أجل طويل جدا.
■ وهل كنت شخصيا مع فكرة بقاء الرئيس حتى سبتمبر المقبل؟
- نعم وذلك فى بداية الأمور، لكن بعد أن تعقدت الأمور، وظهر رد الفعل العنيف تجاه خطاب تكليف عمر سليمان، شعرت بأن البلاد تذهب نحو مخاطر حقيقية، وأن على الرئيس التنحى الفورى، وسبب تمسكى بفكرة وجوده حتى سبتمبر المقبل كان لأننى أؤمن بأن وجوده سيعجل من عملية الإصلاح.
■ ولكن البعض كان يرى أن أى إصلاح فى وجوده لن يأتى بالنتائج المرجوة؟
- أنا كنت مؤمناً بأنه سيصلح ما أخطأه إيمانا منه بأن الدور قد انتهى.
■ هل تؤيد ما يقال حول أن تزوير انتخابات مجلس الشعب الماضية كان القشة التى قصمت ظهر البعير؟
- نعم دون شك الانتخابات الأخيرة كانت مهزلة حقيقية ومهانة لشعب مصر، فلم يتحدث أحد معى حتى المنتمون للأغلبية إلا وكرر لى عبارة: «هذه مسرحية مستحيلة البدايات والنهايات»، بل يشهد الله أن أحد المحافظين المحترمين فى الصعيد قد صارح السيدة سوزان مبارك بشعور الإحباط، الذى انتابه لأسلوب التعامل مع الانتخابات، والمعروف أن هذا المحافظ المحترم كان محل احترام القيادات العليا السياسية منها والعسكرية، فلم يكن يعقل أن يسلم مصير ومستقبل مصر السياسى إلى شاب كان يمارس أول تجربة سياسية له على المستوى القومى، وأقصد أحمد عز، أمين التنظيم السابق فى الحزب الوطنى، وأن يكون هو المتصرف الوحيد فيها، وأن تدفع مصر كلها ثمن الفاتورة، أنا على ثقة بأن النائب العام وقضاء مصر النزيه سيقتصون لحقوق مصر السياسية وسمعتها، التى أهدرت على يد أحمد عز، الذى صدق الجهاز الإدارى فى الدولة كله أنه يملك ويحكم، ولا راد لقضائه، ولديه حصانة ابن رئيس الدولة، مع قلة الخبرة والعناد المريض وخوف كثير من القيادات ليقولوا لهذا الشاب الطموح بجنون قف من أنت، إن ما أهدره أحمد عز بالجريمة السياسية فى الانتخابات هو فى رأيى أهم وأخطر من موضوع الحديد واحتكاره له.
■ لماذا تلقى باللوم الأكبر على أحمد عز وتتجاهل من أعطوه هذه الصلاحيات؟
- ألقى باللوم الأكبر على أحمد عز باعتباره كان مهندس الهزيمة الكبرى لمأساة ومهزلة الانتخابات الأخيرة، ولكن ليس سراً على أحد أن «عز» كان الذراع اليمنى ورجل جمال مبارك، فمسؤولية الاختيار تقع على جمال مبارك، الذى أعطاه هذه الصلاحيات فى غفلة من الزمن، وغياب روح مسؤولية الحكومة فى التصدى لاحتكاره إدارة الانتخابات بالأسلوب الذى يراه.
■ ومن مكن جمال مبارك من هذه الصلاحيات واختيار أعوان يرتعون فى البلد وكأنه عزبة خاصة؟
- المسألة لا تحتاج إلى عبقرية، فهو ابن رئيس الجمهورية، والنظام بأكمله قَبِل أن يجعل من لجنة السياسات نقطة محورية فى إدارة شؤون البلاد، وأصبح الانتماء إلى لجنة السياسات يمثل فى حد ذاته بداية الحصول على النفوذ.
■ ما رأيك فى التعديلات الدستورية؟
- ممتازة.. ولكن أفضل مراجعة الأولويات بأن نبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية أولاً، وذلك سيمهد إلى استقرار البلاد، ومن ثم يدعو الرئيس الجديد فور، توليه، إلى جمعية تأسيسية منتخبة تضع الدستور الجديد، مع ضمان مشاركة جميع فئات المجتمع، حيث يتم على أساسه انتخاب المجالس المحلية ومجلسى الشعب والشورى لضمان قوة هذه المجالس وديمقراطيتها فى المستقبل.
خاصة أن أى محاولة لإجراء انتخابات برلمانية الآن وسط الانفلات الأمنى فى الشارع المصرى قد تأتى بنتائج عكسية وقد تنتهى بتكتلات تؤدى إلى سوء اختيار الرئيس.
■ إلى إى الأنظمة تميل البرلمانى أى الرئاسى فى حكم مصر؟
- نظام برلمانى أى أن البرلمان هو سيد الموقف بالنسبة لكل السلطة التنفيذية، وهنا أقول بصراحة إن البرلمان يملك فعلا إمكانية إقالة الوزارة حينما يسحب الثقة، ولكن من الأفضل ألا يكون من سلطة البرلمان سحب الثقة من رئيس الدولة، ولابد من البحث عن معادلة للتوازن بين سلطة البرلمان وسلطة الرئيس، ليكون نظاما رئاسيا برلمانيا فى آن واحد.
■ ما رأيك فى طلبات بعض الثوار بتشكيل حكومة ائتلافية، وهل مصر مستعدة لتجربة من هذا النوع فى المستقبل أم أنها ستفتح باباً للخلاف بين القوى السياسية المختلفة؟
- لا أعتقد أن حكومة ائتلافية مع الخلافات الفكرية والعقائدية تكون على استعداد لمواجهة الموقف المطلوب فى مرحلة الانتقال، وأعتقد أن الأمثل أن تكون حكومة تكنوقراط، وأفضّل فيما يخصنى أن يبقى الفريق أحمد شفيق، رئيساً للوزراء، لأنه رجل تقنى، وحصل على ثقة غالبية الناس بأسلوبه الهادئ، إضافة إلى أنه من الضرورى أن يمثل عنصراً لاستمرارية ما بدأ فى مصر من مشروعات لن نهدمها بحجة أنها تقررت فى الماضى.
■ رغم أن الموقف حسم بإدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة للبلاد لفترة انتقالية، فإن البعض مازال يطالب بمجلس رئاسى مدنى به عضو من المؤسسة العسكرية يدير البلاد فى هذه المرحلة على ألا يترشح أحد أعضاء هذا المجلس للرئاسة فيما بعد، فما رأيك؟
- أفضل أن تبقى الأمور على ما هى عليه بالنسبة لمسؤولية الجيش عن إدارة شؤون الدولة أثناء المرحلة الانتقالية، وهذا ما سهل مثلاً عملية اتخاذ القرارات التى وردت فى البيان الخامس للقوات المسلحة الذى أكد احترام الاتفاقيات الدولية والذى كان من شأنه إغلاق الباب بالسرعة المطلوبة على كل المناورات الدولية التى عبرت بمبالغة عن قلقها بشأن اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، وكذلك قرارات حل مجلسى الشعب والشورى، وتعطيل الدستور التى كانت فى حاجة إلى حسم قيادى، وليس نقاشاً فى مجلس رئاسى مدنى، أما بالنسبة للمجلس الرئاسى المدنى فلا أفضل أن يسمى «رئاسى» ولكن أن يكون هناك مجلس مدنى من عقلاء وخبراء مصر يستعين به المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى القرارات التى يتخذها.
■ وما مقترحاتك للخروج من المأزق الحالى؟
- الحل يكمن فى الديمقراطية الحقيقية التى هى توأم الحرية. لن أدخل فى تفاصيل القانون الدستورى، فإن ما سيتم من إصلاح دستورى بمعرفة علماء مصر سيكون حتماً بمثابة «ثورة تصحيح» تسمح بتحديد مدة بقاء الرئيس فى منصبه بما لا يتعدى مدتين، وإتاحة الفرص للترشح، وعودة دور القضاء للإشراف على الانتخابات، وأن يأتى مجلسا شعب وشورى جديدان لا علاقة لهما بتجار المخدرات وممارسى السلطة والبلطجة والمال، هذا على الجانب السياسى، أما على الجانب الشعبى فمطلوب صحوة ورغبة صادقة لحماية المجتمع، فقد حدث انهيار فى حياتنا اليومية وتسيب فى حماية المال العام، والأراضى، والمواطن، مع تزايد حدة «أساليب العنف والبلطجة» بأنواع مختلفة، إضافة إلى فوضى المرور التى جعلت من الشارع المصرى مسرحاً مأساوياً تصطدم فيه المركبات المختلفة ليسقط الضحايا بأعداد تزايدت حتى اعتدنا عليها، وكانت وسيلة التهدئة الأولى من جانب الحكومة هى تغيير وزير النقل بدلاً من علاج المشكلة من جذورها، ولا ننسى أننا نريد ضبطاً وربطاً يحمى أراضى الدولة، وأراضى الضعفاء من وضع اليد ممن لديهم النفوذ للاستيلاء على أراضى الدولة بالقوة فى غيبة من القانون لتتكون ثروات بأرقام فلكية لم تسجلها ذاكرتنا فى تاريخ مصر، كما نريد ضبطاً وربطاً داخل إمبراطورية الحكم المحلى التى مارس كثير من رجالها ثقافة الفساد، وثورة تصحيح داخل المدرسة والجامعة لنتوقف عن تخريج الجهل، وانعدام الثقافة، والبطالة من مؤسساتنا التعليمية.
ونريد أن يعود إلى «مصر المرأة» وجهها الحضارى فى عهد النهضة أيام صفية زغلول، وهدى شعراوى، وسيزا نبراوى، هؤلاء السيدات الفضليات اللاتى قدن ثورة تحرير المرأة، وأن يغيب من حياتنا النقاب المستورد من دول الجوار ليس لأسباب دينية لن أناقش صحتها، ولكن دفاعاً عن أمن المواطن والمجتمع حينما يصعب مضاهاة الوجه تحت النقاب مع الصورة الموجودة على بطاقة تحقيق الشخصية، نريد أن نحرر وجه مصر من مخاطر عصور الإظلام، وأن ندرّس تاريخ جيش مصر للشباب وكيف أنه يبنى ويعمر منذ محمد على باشا الكبير، وحتى أيامنا هذه بطرق أعطت لمصر وجها آخر بجانب عشرات المشروعات الأخرى الخدمية.
■ هناك من يرى أن الأفضل لرجال الأعمال فى المستقبل هو أن يظلوا رجال أعمال، فى حين يطلب البعض الآخر أن يتولى رجال الأعمال مسؤولية اجتماعية تجاه البلد.. فإلى أيهما تميل؟
- أولاً نريد توازناً بين الأهمية القصوى لتشجيع الاستثمارات والحاجة الملحة لحماية البعد الاجتماعى لصالح الفقراء ومحدودى الدخل، وليت أصحاب الثروات الذين عودوا آذاننا على أرقام جديدة تتحدث فقط عن المليارات ونسيت لغة الملايين- أخذوا من الغرب أمثلة راقية فى خدمة المجتمع وتعليمه وتثقيفه، فنرى المبالغ الضخمة التى وضعها روكفلر وفورد فى أمريكا، وفى مصر توجد مؤسسة محترمة هى مؤسسة «ساويرس».
■ أخيراً هل هناك إجراءات عاجلة يجب القيام بها فى الوقت الراهن؟
- أولاً: لابد من محاكمة سريعة وعاجلة للمسؤولين عن قتل شهداء 28 يناير، وعن سوء معاملة الصحفيين الأجانب التى تسببت فى زيادة الحملة الشرسة من كل بقعة فى الخارج ضد النظام المصرى، ثانياً: أطالب شباب مصر بأن يتحولوا إلى قوة دافعة للوعى السياسى وحركة العمل والتنمية، ثالثاً: أقترح أن يقام فى ميدان التحرير نصب تذكارى يحج إليه شعب مصر يوم 28 يناير من كل عام تحية للشهداء،
رابعاً: أطالب الوطنيين من أبناء هذه الأمة بأن يكتبوا وثيقة ويوجهوها إلى الرئيس الإيرانى، وحزب الله، والقيادات الأمريكية والأوروبية تؤكد أن مصر ستظل دائماً رغم كل الخلافات فى الرأى بين أبنائها تؤمن بمبدأ هو جزء من تاريخها «لن نقبل وصاية من أحد، قرارنا بيدنا تفرضه إرادتنا الحرة»، وأخيراً ضرورة إجراء مصالحة بين الشرعية الشعبية وقانونية النظام العام، وأن يعظم كل منا لغة العقل وألا يطلق العنان للمشاعر والعواطف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.