قررت أننى لن ألعبها سياسية هذه المرة..قررت أنى لن أتحدث عما يتحدث عنه العامة فى تلك الأيام..لن أتحدث عن انتخابات مزورة أو قتلة أو بلطجية..لن أندب الديموقراطية ولن أندهش من اكتساح الحزب الواحد..لن أردد هذا السخف الذى يعزفه الناس على ربابة ألسنتهم فى كل مكان..والأهم أننى لن أكتب عن موضة المرشح ابن المرشح..لا أفهم ما الذى يثير الناس فى فكرة أن يتوفى عضو مجلس شعب فيُنتخب ابنه..(كله بالانتخاب يا جماعة..كله بالانتخاب)..أليست هذه حقا فكرة سخيفة يتدولها الناس..ألست على حق فى ألا أكتب عنها مطلقا. لم أفهم كذلك كيف ترك الناس واجبهم القومى فى الانتخاب وانصرفوا – عجبا- إلى أشياء لا معنى لها..مثلا كيف يذهب الناس إلى مقر الانتخاب ويقومون - بدلا من الإدلاء بأصواتهم- بتصوير كواليس العمل الانتخابى خلسة..لقد أتيت لتدلى بصوتك لا كى تصور الناس وهى (تعمل) أو تلتقط صورا لأحداث يسميها المتزمتون أحداث عنف بينما هى لا تتعدى حد الحماس والحمية الذى نراها كل يوم..هذا تشويه متعمد لصورة مصر فأسمحوا لى أنا لن أكتب عن هذا السخف أيضا. لن أكتب أيضا عما يتردد أن أكتساح الحزب الواحد..العجيب أن البعض لا يرضيه هذا..يقولون أنه لا معنى لمجلس الشعب مادام ممثلى الشعب كلهم من نفس التيار..كلهم يقولون نعم وكلهم يقولون لا..منذ متى صار التناغم والاتفاق عيبا..هل صار التناحر والصراع ميزة..الآن هذا مجلس بلا صياح وبلا عراك..بلا أحذية وبلا فضائح..مجلس هادئ متناغم متحضر..أن أرفض أن أكتب عن هذا أيضا..لن أكون أبدا نصيرا للشغب..قلمى الطاهر لن ينغمس أبدا فى هذا...!! الذى أثار حفيظتى أكثر كان حماس أحد الزملاء..قال لى أن أكتب عن الناس..لماذا يقبل الفقراء والجهلة على الانتخاب بينما لا يلعب المثقفون وصفوة المجتمع فيها دورا يذكر..لماذا صاروا يتجنبونها حفاظا على كرامتهم أو قناعة منهم بفقر جدوتها..هل ما يقوله كلاما يُعقل؟..هل صار إحجام المثقفين إتهاما للانتخاب وهل صار وعى البسطاء بدورهم الانتخابى تهمة..بل هذا على النقيض دليل تحضر..لا تقل لى أنهم يتقاضون مالا ولا تقل لى أنهم مجبرون على ذلك فى أعمالهم..هذا كلام مضحك..تريدنى أن أكتب عن هذا..هل جننت..لن أكتب عن هذا أبدا. الناس لا تكف عن السخف..لا تكف عن الإحباط..حتى تعليقهم على المرشحين ذاتهم..على أبناء الشعب..البعض لا يروقه الحج (فلان) والمعلم (علان)..لا تروقه الحاجة (فلانة) ولا الست (علانة)..تأخذهم العزة بالإثم فيرون أن معظم المرشحين فى مستوى ثقافة الطالب المتوسط وأنهم لا يرقون إلى مرتبة تمثيل الصفوة..الجامعيين والمثقفين..لكننى رفضت أن أكتب عن ذلك لأنى رأيت فيه الكثير من الغرور..هذا عرض وطلب..ويجب أن يكون ممثل الشعب كالسواد الأعظم من الشعب..لو كان الشعب جاهلا فليكن هو جاهل..لو كان الشعب عنيفا فليكن هو عنيفا..لو كان الشعب فقيرا.........فليكن هو غنيا بعض الشئ لكى يحقق له طموحهم..هذا هو المرشح الأمثل..هل أكون غريب الأطوار حين أرفض أن أكتب عن هذا أيضا..بالقطع لا..... فى الحقيقة أنا راض تماما ولا أجد شيئا معينا لأكتب عنه..حمدا لله على نعمته..... لو عندكم أى أقتراح عن شئ – غير أحمق – أكتب عنه برجاء أخبرونى ولا تترددوا......!!!!!