الشائعة ليست بالتأكيد وليدة اليوم، بل كنا نسمعها على مدى ال15 عاما الماضية، وهى أن مبارك تزوج الفنانة إيمان الطوخى، وكانوا يضيفون «ولديه ابن منها».. كانت إيمان قد اعتزلت الفن فى مطلع التسعينيات بعد أن حققت نجاحا لافتا فى أعمالها الفنية الأخيرة، وواكب ذلك مشاركتها فى المسلسل الجماهيرى الأهم «رأفت الهجان»، ولعبت بتألق وإبداع دور اليهودية الحسناء إستر بولانسكى، كما أنها كانت تدعى دائما خلال تلك السنوات للغناء فى حفلات أكتوبر بحضور الرئيس المخلوع، والمعروف أن مبارك كان يشارك دائما فى اختيار مطربى أكتوبر حتى لو كانوا من ترشيح صفوت الشريف أو آخرين، فإنهم فى العادة ينبغى أن يحصلوا على موافقته، وربما لهذا السبب مثلا تجد أن مطربا مثل محمد ثروت كان هو جوكر حفلات أكتوبر فى بداية حكم مبارك، وبعد ذلك تم استبعاده بناء على رغبة الرئيس المخلوع.. الاستبعاد وأيضا الاستدعاء بناء على رغبته.. تردد أن مبارك لم يكتف بدعوتها للغناء فى حفلات أكتوبر، فى نفس هذا السياق هو الذى طلب من المخرج يحيى العلمى والكاتب صالح مرسى استمرار دورها فى الجزء الثالث من حلقات «رأفت الهجان»، بعد أن كان مقررا اختفاؤها.. هذه الرواية ترددت قبل أكثر من عشرين عاما، وأى إجابة كان من الممكن أن تسمعها من الراحلين العلمى ومرسى لم تكن تعبر عن الحقيقة، فلن يذكر وليس من صالحه أو حتى استطاعته أن يقول أحدهما مثلا إن مبارك طلب أو الرئاسة أو حتى وزير الإعلام.. إنه الغموض الذى عادة يسيطر على مثل هذه المواقف.. الفنانون الذين التقوا الرئيس المخلوع قبل شهرين من إزاحته عن الحكم هل كان ترشيحهم قرار أشرف زكى نقيب الممثلين وقتها، أو فاروق حسنى وزير الثقافة، أم هى رغبة مبارك فى رؤية أسماء محددة فى منزله والجلوس إليهم؟ المؤكد أنها رغبته، الشىء الوحيد الذى أعتقد أن مبارك لم يكن يتدخل فيه هو الصورة الختامية التى يتم التقاطها فى نهاية الاجتماع. إنها بالتأكيد تعبر عن صراعات أو توافقات النجوم.. لعلهم الآن يتمنون أن لا تنشر هذه الصور التى شاهدنا فيها أطول نجمة فى مصر وهى تفوق «مبارك» طولا بنحو 50 سنتيمترا تبدو فى الصورة أقصر منه بنفس عدد السنتيمترات!! مبارك لم يكن بعيدا تماما عن الحياة الفنية، فالمؤكد أنه هو الذى طلب من صفوت الشريف أن يتبنى آمال ماهر، وبعد ذلك طلب من أنس الفقى أن يتبنى ريهام عبد الحكيم، ولكن لم يعرف عنه بعيدا عن ذلك أى اهتمام بالفن.. كان عبد الناصر سمّيعا من الطراز الأول وكان يفضل أم كلثوم وعندما اختلفت مع عبد الحليم وأصرت على أن لا يغنى معها فى حفلات ثورة 23 يوليو انحاز إلى أم كلثوم. أنور السادات أيضا كان من عشاق الموسيقار بليغ حمدى، فكان يستمع إليه وهو جالس على الأرض وكان صديقا لكل من فايز حلاوة وصلاح منصور، وهو الذى قدم للساحة المطربة إفراج الحصرى الشهيرة ب«ياسمين الخيام» بعد أن أعجبت بصوتها جيهان السادات!! لماذا لم تكذب إيمان الطوخى الشائعة التى ربطتها بمبارك إلا فقط قبل أيام قلائل على صفحات جريدة «الفجر» فى حوار لها مع الزميل هانى سامى، وسبق لنفس الجريدة أن نفت علاقتها بمبارك قبل بضعة أشهر، وقالت إن زكريا عزمى هو الذى كان يطاردها فقررت الاعتزال!! تظل الأسباب التى تسوقها إيمان مبررة اعتزالها غير مقنعة مثل ضعف الأعمال الفنية ورداءة الوسط الفنى.. كلها أسباب كانت موجودة قبل أن تبدأ مشوارها الفنى واستمرت وسوف تظل تشكل الملامح الرئيسية للحياة الفنية.. إيمان بدأت رحلتها كمطربة فى نهاية السبعينيات، فهى ابنة المنشد الدينى محمد الطوخى وقدمت أغانى رصينة من تلحين شيخ الملحنين الراحل أحمد صدقى، ولكنها تحررت من الأسلوب التقليدى وغنت بأسلوب عصرى «النظرة الأولى» تلحين محمد ضياء الدين، الذى ارتبطت معه بخطوبة قصيرة وشاركت فى بطولة فيلم «دماء على الأسفلت» للمخرج الراحل عاطف الطيب، وتقدمت فيه خطوات بعيدة ثم اعتزلت فى ظروف غامضة، ورغم نفيها إشاعة مبارك ومطاردة سوزان لها، فإن غموض الاعتزال والاختفاء يحيل كل إجابات إيمان إلى علامات استفهام!! المصدر: جريده التحرير