حمدي رزق يكتب: هل يلزمه الفراش لمرضه أم يلزم الفراش لغرضه؟

الطبيب أو الآسى من درس مهنة الطب ومارسها. وهو يعاين المرضى ويشخص لهم المرض ويصرف لهم وصفة يكتب فيها الدواء. والطبيب بعد تخرجه يمارس الطب العام. وإذا استمر فى دراسته يتخصص فى مجال معين فى الطب. وكثير من هذه التخصصات تتحدد فى نطاق معين من أجهزة الجسم، مثل العظام والأمراض الباطنة وأمراض المسالك البولية والتناسلية وأنف وأذن وحنجرة والأعصاب وكثير من التفرعات الأخرى. وهناك تخصص بالمرأة وما يتعلق بأمراض النساء والولادة أو الأطفال أو حتى الأجنة. كما أنه بإمكانه التخصص بالجراحة العامة وبتخصصاتها وتفرعاتها. من مشاهير الأطباء الثقات الجراحين السير مجدى يعقوب والسير مايكل دبغى (من ويكيبيديا – الموسوعة الحرة).
حمدا لله أن السير مجدى يعقوب يعيش بيننا ونذر نفسه وعلمه وماله وما يملك لعلاج قلوب الأطفال فى أسوان، وحمدا لله أن النابغة الدكتور محمد غنيم يعيش بيننا ويخدم مرضاه بما أفاء الله عليه من علم وصحة، وحمدا لله أن الدكتور محمد أبوالغار لا يزال بيننا ثائرا على الظلم والفساد من الحرم الجامعى لعموم البلاد، خادما القضية المصرية بكل ما يملك من وقت وجهد من المدرج حتى التحرير، ثلاثتهم قادرون بعون الله على تشكيل كنسولتو طبى على أعلى مستوى، قادر على قطع الشك باليقين فى تشخيص الحالة الصحية لمبارك، ووضع النقاط فوق الحروف فى حالته المستقرة حينا، المتدهورة أحيانا، فى حالة مبارك ينقصنا الأطباء الثقات، من نثق فى علمهم وقبلها نثق فى نزاهتهم الطبية والوطنية، هم مصدر ثقة لو تعلمون.
سئمنا من تقارير وزارة الصحة المتذبذبة، وتقارير مستشفى شرم الشيخ المتلعثمة، وهرطقات فريد الديب اللاهية بأعصاب الأمة، صرنا حيارى لا نعرف حقيقة مرض الرجل، هل يلزمه الفراش لمرضه أم يلزم الفراش لغرضه، أصبحنا حائرين لا نعرف كنه هذا المرض الذى يقعده، تقارير تقربه من حافة القبر، وتقارير تقربه من حافة سجن طرة، وتقارير بين بين، تقارير تثير من الشك والريبة ما يبلبل الشارع، تقارير لا تقطع شكا بل تثير شكوكا، تقارير ما أنزل الله بها من سلطان لا تخفف احتقانا بل تلهب الجرح المفتوح باتساع ميدان التحرير، تقارير طبية ماكرة، مراوغة، تنقصها الثقة التى يوفرها فقط مثل هؤلاء الأطباء الثقات.
بلى ولكن ليطمئن قلبى، لابد أن يشكل النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود فورا وبلا أدنى تأخير لجنة من أطباء ثقات، يثق فيهم الشارع، ويعتد بأمانتهم العلمية، ويأتمنهم الضمير الجمعى على حالة مبارك الصحية، لجنة تضم يعقوب وغنيم وأبوالغار (مع حفظ الألقاب وهم أهل لها)، ثلاثتهم يمثلون الضمير المصرى، كنسولتو من أطباء ثقات، نثق فيهم وفى علمهم، يفحصون الحالة، ويقومون عليها تشخيصا، وينتهون إلى بيان الحالة، سلبا أو إيجابا، مقبول بيانهم مقدما، يقولون قول الفصل، يطلعون على الشارع المرتبك بما يطمئن الأفئدة، ويقطع الشك باليقين، قولهم قول الفصل، هذا هو القول الذى كنتم فيه تستفتيان، قولهم ليس بعده قول، وبيانهم ليس بعده بيان، قولة حق فى وجه كل معتد على الحقيقة أثيم.
ثلاثتهم فوق النيابة، وفوق شرم الشيخ، وفوق وزارة الصحة، فوق كل ذى علم عليم، هكذا يعلمنا القرآن الكريم، كلمة ثلاثتهم تعلو ولا يعلى عليها، تسمو فوق الصغائر التى تتناوب الحالة المرضية للرئيس المخلوع، تقطع الألسنة التى تلوك سيرة النائب العام والمجلس العسكرى ووزارة الصحة، تقطع لسان محامى مبارك الذى دأب على الفتوى الطبية باعتباره طبيب مبارك المعالج وليس محاميه المدافع.
ليس على المريض حرج أن يحاكم فى سريره، فقط تقول اللجنة المعتبرة إنه مريض، إنه غير قادر، يتهدده خطر داهم لو تحرك من مكانه، من مستشفاه، من مكمنه، ولكن استمرار حالة اللا يقين تلك خطر داهم، شك دائم، قلق عارم، اختزال استقرار البلد فى عدم استقرار صحة مبارك، كثير جدا أن كل أزمة قلبية يصطنعها محامى مبارك تنتج عنها أزمة سياسية طاحنة، هناك إحساس عارم بأن مبارك لن يحاكم، أن مبارك يتمارض، أن هناك من يمكنه من التمارض، اقطعوا الشك باليقين يرحمكم الله، نثق فى أطبائنا الثقات، فليتولوا الأمر، وإلى الله تؤول عاقبة الأمور. hamdy_rizk36@yahoo.com