بعد عدد من أعمال الأكشن التى تراوح مستواها بين المقبول والمتواضع قرر أخيرًا أحمد السقا أن يقوم باستراحة مُحارب من أفلام الأكشن، ترك الجرى والقفز وإطلاق الرصاص و«تنشنة» الأعصاب، وقرر تقديم كوميديا خفيفة يجسد فيها شخصية طبيب أمراض نسائية مشهور متخصص فى عمليات الحقن المجهرى التى يلجأ إليها الأزواج بعد تأخر الإنجاب، ولأن الأكشن يجرى فى دم السقا، فنراه يجرى ويقفز فوق الكراسى والمكاتب فى مشاهد الفيلم بلا مبرر إلا تفريغ طاقة الأكشن داخله، أو إلهاء المشاهد عن متابعة التمثيل المفترض فى المشهد. الإطار الخارجى لفيلم (بابا) الذى كتبته زينب عزيز وأخرجه على إدريس هو الكوميديا الرومانسية، لكن تفاصيل الموضوع الجنسى تفرض نفسها على الأحداث، ورغم أن الفيلم يركز على مشكلة زوجية، فإنه ينحرف عن تناول تداعيات المشكلة إلى الإغراق فى كم هائل من الإفيهات الجنسية التى تدور حول السائل المنوى أو العينة التى يقدمها الزوج للطبيب ليقوم بحقنها فى الزوجة فى موعد ملائم للإنجاب. الفيلم لا يحتوى على أى مشاهد عارية لكنه ملىء بالإفيهات والإسقاطات التى تتعلق بالحصول على عينة السائل المنوى، تكرر إفّيه مساعدة الزوجة زوجها على الإثارة للحصول على العينة، فعلتها المنتقبة زوجة خالد سرحان الشاب الملتحى المتشدد بالرقص والملابس المكشوفة، وتكررت بصورة مختلفة مع زوجة الشاب المسيحى إدوارد، وكذلك مع الشيخ البدوى لطفى لبيب زوج الأربعة الذى يستعين بصور إباحية على لابتوب لنفس الغرض، وأصبح تكرار الإفيه سخيفا مع الطبيب نفسه وزوجته درة لاحقًا، فلجوء زوجة جميلة بعد فترة قصيرة من الزواج للإنجاب بعملية، لأن الزوج لا يجد وقتًا للعلاقة الحميمة غير منطقى. القصة فى حد ذاتها تبدأ بصورة تقليدية عن قصة حب بين الطبيب ومهندسة الديكور تحدث بعد أول لقاء، وعلى طريقة أفلام السينما القديمة يتم تلخيص قصة الحب بمجموعة لقطات خارجية للبطل وحبيبته وسط الطبيعة تصاحبها موسيقى لطيفة، لا يستغل السيناريو هذه المرحلة بمشاهد ترسخ قصة الحب المزعومة، أو بحوار رومانسى نتوقعه من كاتبة مثل زينب عزيز. تتطور الأحداث بصورة رتيبة وغير مميزة، ويُجهَد الفيلم بمواقف مفتعلة وحوار فقير للغاية، ولا يجد المخرج على إدريس ما يمكن أن يضيفه إخراجيا. مشهد زواج السقا ودرة طويل بلا داعٍ، ولا يكسر ملله سوى قيام البطل بتوليد إحدى المدعوات، وهو مشهد لا يضيف أى دراما أو كوميديا. يسير السيناريو بتثاقل ويعود الطبيب إلى الانشغال بعمله ويبدأ إحساس الزوجة بالفراغ لأنها حسب كلامها لا تجد ما تفعله طوال اليوم بعد متابعة سطحية للعمال، وهو أمر غير منطقى، لأن من تعمل بالديكور يفترض متابعتها للعمل بشكل لا يترك لها وقت فراغ تقريبا، لكن نتجاوز هذا لنصل إلى حبكة القصة الرئيسية وهى إصرار الزوجة على الإنجاب عن طريق الحقن المجهرى، رغم عدم مرور فترة طويلة على زواجها، وبعد رفض الزوج وإحراجه يعود ويتراجع، لكن العملية تفشل وتزداد الخلافات بين الزوجين لتصل إلى الانفصال. فى ظل فقر السيناريو الذى كتبته زينب عزيز، لا يحتوى الفيلم على أى أحداث مثيرة. شخصيات ثانوية مثل صلاح عبد الله وإيمان السيد حاولا إضافة لمسات مرحة على دورهما، سليمان عيد يظهر فى صورة مقتبسة من دور الجرسون الذى قدمه الضيف أحمد فى فيلم «مراتى مدير عام». لم تتقدم أحداث الفيلم كثيرًا، ولهذا تمت إضافة الخط الدرامى إلى شخصية صديقة الزوج السابقة نيكول سابا التى يكتشف البطل أن له ابنًا منها، ثم يعود السيناريو ليؤكد لنا أن الحكاية مجرد مقلب من الصديقة يشارك فيه الطفل، وفى النهاية على المشاهد تحمل مقلب مشاهدة السقا بلا أكشن وبلا فيلم كوميدى مميز.