الداعية مسلسل جرىء يؤرخ لرجال الدين فى مصر، ويرفع النقاب عن حكم الإخوان المتوحش.. أحمد مجدى من الوجوه الشابة الواعدة فى مجال التمثيل، بدأ أول أعماله كممثل مع والده المخرج الكبير مجدى أحمد على، ثم تألق عاما بعد عام فى دراما رمضان، حيث سبق أن شارك فى مسلسل «سر علنى» فى رمضان الماضى، أما هذا العام فقد قدم دورا شديد التميز فى مسلسل «الداعية»، حيث يجسد شخصية «عليش»، الشاب الفقير الذى يحلم بأن يغير من نفسه وظروفه ليتمكن من الارتباط بمن يحب، ويدخل فى صراع مع واحد من كبار المعلمين. «اليوم السابع» التقت الفنان الشاب فى حوار حول دوره المميز ومشروعاته المستقبلية. كيف استقبلت سيناريو «الداعية» عندما عرض عليك، خاصة أن العمل يكشف تجار الدين فى وقت كان الإخوان فيه يحكمون مصر؟ - سيناريو الداعية من أهم السيناريوهات التى قرأتها، خصوصا أنه يرفع النقاب عن حكم الإخوان المتوحش، ورغبتهم فى السيطرة على المواطنين ومفاصل الدولة، والداعية عمل مهم جداً، يظهر ذلك منذ الحلقات العشر الأولى، واستطاع الكاتب مدحت العدل تقديم نماذج متباينة لرجال الدين، بعضهم وسطى معتدل، والآخر متطرف، وهناك من يلعبون على كل الحبال باسم الدين ليحققوا أكبر قدر من المكاسب، والمسلسل عمل تاريخى يوثق تطور رجال الدين فى مصر، إضافة إلى توثيقه العديد من الأحداث التى شهدتها مصر بعد ثورة 25 يناير، وصولا إلى حكم الإخوان. شخصيتك الحقيقية بعيدة جدا عن شخصية «عليش» التى قدمتها، فكيف استعددت للدور؟ - بالفعل شخصية «عليش» بعيدة كل البعد عنى، لذلك فالتجربة كلها مختلفة، كما أن مفردات الشخصية غريبة عنى وعن عالمى، لذلك قررت أن أقبل التحدى وأعبر عن نفسى، وقررت أن أعمل مع الشخصية بمنطق التماهى، واعتبارها تجربة شخصية يجب أن أخوضها وأصنع من خلالها نموذجا مختلفا لهؤلاء البسطاء الذين تجبرهم ظروفهم على البلطجة مرة، أو النصب مرات أخرى، وساعدنى مدرب التنويم المغناطيسى طه حسونة فى توصيل مشاعر «عليش» الغاضبة، وقدمت الشخصية بطريقة أقرب إلى الأدب ونسجت تفاصيلها. كيف كان التعامل مع المخرج محمد جمال العدل الذى يقدم أولى تجاربه الدرامية؟ - أولا أنا ومحمد العدل أصدقاء جداً، والمؤلف مدحت العدل «كاتب ورق حلو أوى»، كما أن عائلة العدل عائلة فنية ولها باع طويل فى السينما والتليفزيون.. فى أول يوم لقاء اختفت جميع مخاوفى لأن «محمد» مخرج ذكى، وهذه هى التجربة الثانية لى مع «العدل»، بعد مسلسل «سر علنى» العام الماضى. أشاد بعض النقاد بالعمل وآخرون تحفظوا على بعض المناطق الدرامية فى المسلسل؟ - الداعية عمل يكشف رجال الدين والمتأسلمين، ويرفع الغطاء عن الشخصية السلفية الرجعية التى لا تؤمن بالحب، ويكشف المؤلف من خلال الحلقات الأولى زيف تجار الدين بما يتوافق مع مصالحهم الشخصية، أما شخصية «يوسف» فترمز للكاريزما، وهى وراء نجاح الداعية، لأنه قادر على جذب الجمهور وحب الناس، والحب والجمال والحرية أقوى بكثير من تصدير الحقد والكراهية، أما شخصية «نسمة» فهى روح العمل من خلال الإعلاء من قيمة الموسيقى والفن، وكفانا تخلفا ورجعية، و«الداعية» عمل محترم يستحق التقدير لأنه تم تصويره فى أيام صعبة جداً فى حياة المصريين. ما أصعب المشاهد فى شخصية «عليش»؟ - أصعب مشهد كان فى الحلقة الأخيرة وهناك أيضا «مشهد القطار» حيث قمت بالاعتداء على «نعمة» مركزا على الجزء الحيوانى فى الشخصية، وإحساسى بالذنب بعد ذلك وهى نقلة صعبة جداً فى المشاعر، وساعدنى مخرج العمل على ضبط إيقاع المشهد، وتلك النقلة فى المشاعر.