شارك العمال فى أنحاء أوروبا اليوم الأربعاء، فى تجمعات بالشوارع بمناسبة عيد العمال احتجاجا على تدابير التقشف وأزمة ديون اليورو. ففى فرنسا، شارك آلاف العمال الفرنسيين فى مسيرات اليوم، بمناسبة عيد العمال للاحتجاج على الإجراءات التقشفية التى تبنتها الحكومة وطالبوا فرنسا وأوروبا بتعديل المسار. تأتى هذه المظاهرات قبيل الذكرى الأولى لانتخاب الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، التى تحل فى 6 مايو. وبعد تولى الزعيم الاشتراكى السلطة بعام أصاب الكثيرين الإحباط بسبب فشله فى وقف التدهور الاقتصادى السريع للبلاد والفوز بإجماع فى أوروبا لخطط تفضل المزيد من النمو. وفى خطاب مفتوح إلى هولاند الأسبوع الماضى، أعاد تيرى ليباون زعيم الاتحاد العام للعمل، أكبر حركة نقابية فى البلاد، إلى الأذهان شعار الحملة الانتخابية ل هولاند "التغيير الآن" مشيرا إلى أنه "بالنسبة للعمال لم يتغير شىء إلى الأفضل". وفى مدينة مرسيليا الواقعة جنوبى البلاد، شارك ما بين ثلاثة آلاف إلى عشرة آلاف متظاهر، بحسب التقديرات، فى مسيرة ليقولوا "لا للتقشف، سواء كان من اليسار أو اليمين"، كما شارك العمال فى مظاهرات فى مدن تولوز وليون وعدة مدن أخرى، وكانت أكبر مسيرة أقيمت فى وقت متأخر من بعد ظهر اليوم الأربعاء، فى العاصمة باريس. ولكن الانقسامات داخل الحركة النقابية تسببت فى انخفاض حضورهم الجماهيرى فى كثير من الأماكن. وفى اليونان التى لا تزال تعانى من صدمة الركود الشديد فى ضوء اقتراب البلاد من حافة الإفلاس، تجمع حوالى خمسة آلاف فى أثينا للاحتجاج على تدابير التقشف الحكومية حيث أدى إضراب لمدة 24 ساعة إلى إرباك وسائل النقل العام فى أنحاء البلاد. وفى تركيا، أصيب 16 شخصا على الأقل واعتقل 20 آخرين، بينما اشتبكت الشرطة مع محتجين فى وسط إسطنبول حيث منعت السلطات تنظيم مسيرات عمالية فى عيد العمال. وقال شهود عيان: إن الشرطة استخدمت خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين، والذين رد بعضهم برشق الشرطة بالحجارة بالقرب من ميدان تقسيم فى إسطنبول. وفى بلغاريا، قال رئيس الحزب الاشتراكى سيرجى ستانيشيف أمام آلاف المؤيدين فى صوفيا: إن حكومة يمين الوسط التى استقالت فى شباط/فبراير الماضى تتحمل عبء حالة "اليأس والبؤس" فى البلاد. وتشهد الدولة الشيوعية السابقة فى البلقان، إجراء انتخابات مبكرة فى يوم 12 مايو الجارى. وفى ألمانيا، اندلعت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين أثناء احتجاجات ضد مظاهرة نظمها أنصار الحزب القومى اليمينى المتطرف فى برلين اليوم الأربعاء، والذى يوافق عيد العمال. واضطرت الشرطة لاستخدام مضخات المياه ورذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين الذين احتشدوا فى حى شونيفايده المعروف بأنه قلعة من قلاع النازيين الجدد فى برلين. وطوقت قوات الأمن مكان المظاهرة فى المنطقة المحيطة بمحطة شونيفايده للقطارات، وحاولت بحزم الفصل بين المجموعات المعارضة للمظاهرة التى نظمها النازيون الجدد ولكن المتظاهرين اليساريين حاولوا من وقت لآخر الوصول للمسيرة اليمينية. وبحسب الشرطة، فإن عدد أنصار الحزب القومى اليمينى المتطرف فى المظاهرة التى جابت أرجاء حى شونيفايده بلغ 480 شخصا مقابل نحو ألفى شخص من المعترضين على هذه المظاهرة. وذكرت مبادرة "أول مايو بلا نازيين" التى نظمت المظاهرة المضادة لليمينيين، أن عدد المشاركين فى المظاهرة المضادة زاد عن ذلك بكثير. وقالت الشرطة: إن حوالى 7000 شرطى من عدة ولايات ألمانية شاركوا اليوم فى محاولة منع وقوع اشتباكات بسبب المظاهرات.