تختلف زيجات كل شعب وذلك حسب الأعراف والديانات، لكن تحمل في طياتها أوراقا مؤلمة، وذلك حسب فبسفة كل قران ، يتم عقده بين زوجين ، لينتهي بهما الأمر في محكمة الآلام. صراع الأفكار من كلا الطرفيين واختلاف في التنظيرات، والآراء ولوم، وعتاب وصراخ يفتك بهما حتى تسقط معاناتهم طريحة فراش الإحتضار ، كل واحد منهم يعتنق كوجيتو خاص به لدفاع عن عتابه ، وتصرفاته التي تندمل مع الكلمات. فانصراف الزوجين عن مائدة النقاش يجعل من وشاح الود ، والحوار يغمض عيناه لينتحر في ظلمات الشجار والعراك. وحميمية حبها تستقيل وتعتزل في أرشيف الغبار ، الذي يعكر صفو زواجهم بالمرارة والآهات ، وبن العذاب يحتسون فنجانه بالليل والنهار ، لكي تصبح نظراتهم الحميمية ذائبة كالثلوج في جبال الصراعات. وسط قضبان الآهات ، تحترق فلسفة الزواج ، لكن قارب النجدة يطفو على أيامهم إذ استغاتوا بدقائق حبهم ، وجلسات حوارهم سينقذون في بر النجاة وسيزيلون امواج العتاب.