محمد علي سعيد 48 سنة من قرية بني شقير غرب مركز منفلوط، شمال محافظة أسيوط كان شاهداً على أسوا حدث في تاريخ الأخوة الاشقاء في العصر الحديث، قام شخص بتقييد شقيقه بالسلاسل الحديديه، وحبسه في غرفة مساحتها لا تتجاوز خمسة أمتار مقيداً طوال 9 سنوات، أهدرت فيها كل معاني أدميته، وتحول فيها إلى شبه إنسان، لم يكن السبب مرضي بل كان السبب منع شقيقه من الحصول على ميراثه من والده 10 قراريط أرض زراعية. البداية كانت منذ 2009 عندما اختلف الأشقاء على الميراث تشاجر محمد وأشقائه، بسبب توزيع أرض الميراث، فاتصل شقيقه بمستشفي الأمراض النفسية بالخانكة والتي استلمته وبعد 7 أشهر جاء مندوب من المستشفى وسلمه لأشقائه ولكنهم رفضوا استقباله، فتركه المندوب وانصرف، واختلف أشقاء محمد وخافوا من انتقامه إذا ما فاق لنفسه وكان يتمتع بقوة وصحة وانتهى الأمر بالتراضي. وبعد عدة أشهر طالب أشقاؤه بميراثه لرغبته فى الزواج، وفى عام 2010 تكرر الأمر وقام أشقاؤه بإيداعه مستشفى الصحة النفسية بأسيوط، للمرة الثانية وما هى إلا أيام واتصل قسم شرطة منفلوط باشقاء محمد ليتسلمه أحدهم ولكنهم رفضوا، وأخبرهم الطبيب أنه سليم تماما من الناحية العقلية بنسبة 94% وأن ما حدث معه مجرد حالة نفسية لشعوره بالظلم، وبعد عدة أيام من وجوده بينهم حدثت بينهم مشاجرة كبيرة وتعرض خلالها للضرب المبرح، من قبل أشقائه، وتم تقييده ووضعه داخل غرفة ظل بها السنوات التسع، يعاني ويصرخ وتسمع الناس آهاته ولكن دون مجيب والكل يعلم أنه مريض نفسي. محمود ابن شقيقته الطفل الصغير الذي كان دائماً يدخل عليه غرفته مؤنساً لوحدته جاء في ليلة وسجل فيديو من 18 ثانية بعد أن مزق قلبه آهات خاله وتأوهاته التي لا تنتهي، وكان الصبي ذكياً بما يكفي فقد أخبر والدته أن لديه الحل لانهاء معاناة خاله التي تشعره بقساوة القلوب فقام بطلب رقم شكاوي المحافظة وارسل الفيديو على "الواتس أب" والذي كان طوق نجاة للمريض الذي عاني من ضمور العضلات والكثير. بلاغ للمحافظ إستجاب اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط فى لفتة انسانية لاستغاثة المواطن محمد على سعيد المقيم بقرية بنى شقير التابعة لمركز منفلوط والذى ظل لمدة 9 سنوات محتجزاً داخل منزله ويمنع عنه أشقاؤه الطبيب وظل مقيداً بغرفة حتى أوشك على الموت بضمور العضلات وقلة التغذية وفى حالة مرضية سيئة ولا يستطيع الذهاب الى المستشفى . وقال محافظ أسيوط انه فور تلقيه الاستغاثة أصدر تعليماته بتوجيه رئيس مركز منفلوط عبد الرؤوف النمر وفريق من مديرية الصحة لزيارة المدعو محمد على سعيد بمنزله للاطمئنان على حالته الصحية والتأكد من صحة الاستغاثة. وعلى الفور تم تشكيل لجنة مكونة من عبد الرؤوف محمد احمد النمر رئيس مركز ومدينة منفلوط واللجنة الطبية المكونة من كل من الدكتور اسلام كرم مدير مستشفى منفلوط المركزى و الدكتور محمد عبد الرحيم عبد الهادى اخصائى العصبية والنفسية والدكتور لطيف لطفى دبس اخصائى جراحة عامة وتم الانتقال الى منزل المذكور وبالكشف الطبى عليه تبين اصابته بتجمع دموي فى فروة الرأس وجرح بالجانب الايمن و تيبس شديد فى مفاصل والاطراف السفلية وتورم بالمفاصل والقدمين و قصور بشرايين الساقين والقدمين واشتباه غرغرينا بالقدمين وكسر ويحتاج الى عمل اشعة على شرايين القدمين والساقين والمفاصل وضعف عام بالجسم ونقص بالوزن، وقررت اللجنة بعد توقيع الكشف الطبى على المذكور انه يحتاج الى نقله لمستشفى اسيوط الجامعى لاستكمال الفحوصات ولتلقى العلاج، على الفور تم ارسال سيارة اسعاف مجهزة لنقل المذكور الى المستشفى لاستكمال الفحوصات وتلقى العلاج اللازم واتخاذ ما يلزم من اجراءات قانونية . وأصدر المحافظ تعليماته بتقديم كافة الدعم والرعاية الصحية للمواطن "محمد على سعيد" صاحب الاستغاثة ومتابعة حالته الصحية حتى تعافيه وخروجه من المستشفى.