الاطفال وحدهم من يدفعون ضريبة الطلاق والانفصال بين الابوين يدفعونه من أعمارهم الصغيرة، مما يجعلهم عرضة للانحراف، وضياع مستقبلهم..والأكثر من ذلك عندما يخطط الزوجان للانتقام من بعضهما البعض مستغلين أطفالهم، بمنع الزيارة، وحرمانهم من الاستقرار النفسي وأصابتهم بالاحباط والاكتئاب واليأس بسبب التشتت بين الاب والام، وهذا ما تؤكده الارقام بالفعل عند تنفيذ أحكام محكمة الأسرة في دعاوي النفقة والحضانة والرؤية. هل فشل مكاتب تسوية المنازعات الاسرية فى حل المشاكل وديا، وأسباب أمتناع المحكوم عليهم عن تنفيذ الاحكام الصادرة ضدهم، وعوامل وأسباب بطء التقاضى، والعواقب النفسية والاجتماعية لعدم تنفيذ الاحكام على المحكوم لصالحهم خاصة أحكام النفقة والرؤية, أحيانا تستخدم الزوجة بعض الحيل كنوع من أنواع الضغط على الطرف الآخر منها عدم وجود الطفل فى البيت أو ذهابه الى نادى رياضى أو جعل ميعاد الرؤية فى نهاية الاسبوع فيجد الزوج نفسه حائرًا؛ لان المحاكم ومكاتب المحضريين القضائيين مغلقة يوم الاجازة وما عليه إلا الانتظار لبداية الاسبوع, وأغلبية الزوجات يلجأن لمثل هذة الافعال والحجج التى لامبرر لها أنتقاما من الطليق ليس أكثر من ذلك، وهو ما يجعلهن عرضة لعقوبة الحبس وهذا فى حد ذاته كارثة بكل المقاييس لان المتأذى الاول والاخير هو الطفل الذين لايكترثون بمشاعره التى ستتحول حتما الى بغض وكراهية وحقد على ابويه.. وهذا ما اشار إليه بحث مهم صادر من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تم تحت إشراف الدكتورة فادية ابو شهبة الخبيرة بالمركز، صدمتنا حين ذكرت في البداية، "أن هناك 600 ألف طفل ضحايا النزاع بين الأزواج بسبب الطلاق، وأن هناك50 طلبا قانونيا بسبب المشكلات التى تحدث بين الازواج بعد الطلاق وتتعلق بالاطفال منها 5% خاصة بحكم الرؤية". أطفال الطلاق! عن الاثار النفسية والاجتماعية التى يعانى منها هؤلاء الاطفال نتيجة الانفصال بين الابوين فكانت أغلبها مدمرة نفسيا للطفل خاصة ممن هم أقل من عشرة أعوام، وأن أكثر الفئات المتضررة من الناحية الاجتماعية والنفسية هم النساء والاطفال لان بعض الازواج عديمي الضمير يطردون زوجاتهم من البيت الى الشارع، ويعنفوهن قبل الطلاق وفى حال تحصلوا على حق الحضانة وتزوجوا مرة أخرى يحرمون الزوجة الاولى من رؤية أطفالها، والغريب أن بعض الاطفال يتعرض للتعنيف وحتى القتل بسبب تلك النزاعات التى تحدث بين الازواج خاصة بعد الطلاق، الى جانب بعض الامراض التى تصل فى بعض الاحيان الى المستعصية منها القلق والغضب الزائد والتبول اللاأرادى والانحراف وأرتكاب الجرائم خاصة بعد أفتقادهم الشعور بالدفء والحنان والامان الذى كان فى كنف الاسرة ويتولد بداخلهم شعور بالحقد على أسر الاخرين، وهذا ما يسبب المشاكل والشجار بين أبناء الطلاق وأصدقائهم ممن يتمتعون بحياة أسرية هادئة الامر الذى يدفعهم نحو سلوكيات غير مرغوبة..وأشار البحث أن هناك حالات كثيرة من الاطفال يشعرون أنهم السبب الرئيسي للطلاق لذلك يرفضون العيش مع أحد الوالدين ويفضلون العيش مع الجد أو الجدة الامر الذى يحدث مشاعر سلبية وخطيرة للغاية..وأنتهى البحث بعدد من التوصيات الهامة أهمها التربية على الوازع الدينى، وأهتمام الآباء وأحتوائهم لابنائهم كحصن للتعرض للطلاق أو وقوع الانفصال، وأهم شيئ أذا أستحالة الحياة الزوجية لابد أن أيكون قرار الانفصال مدروسًا بين الطرفين حتى لايقع الضرر الأكبر على الأطفال.