واقعة غريبة المتهم الرئيسي فيها هو الفقر ، فالمجني عليه ظل يحلم بالزواج من الفتاة الوحيدة التي أحبها ولكن الفقر وقف حائلا بينه وحلمه، وعندما طلب من والده مساعدته كما يفعل كل الآباء مع أبنائهم كان رد الأب وابلا من الطلقات النارية التي اخترقت قلب الابن وقتلته وقتلت حلمه. تفاصيل الجريمة البشعة في السطور التالية سيد شاب في بداية العقد الثالث من العمر، من أسرة بمنطقة مصر القديمة الأسبوع الماضي أصبحت قصته حديث أهالي الحي الشعبي بأكمله بسبب الجريمة البشعة التي تعرض لها، بدأت قصته عندما حصل على دبلوم الصنايع وبدأ يبحث عن فرصة عمل وعندما أسودت الدنيا في وجهه في القاهرة قرر أن يسافر إلى الإسكندرية للعمل مع أحد أصدقائه، وبالفعل غادر سيد منزله بعد أن ودع أسرته واستقر في مينا البصل بالإسكندرية وهناك بدأ يعمل في أحد المصانع وكانت حياته تسير بشكل عادي حتى جاء اليوم الذى قلب حياته رأسًا على عقب، ففي يوم ما أثناء عودته من عمله وقعت عيناه على فتاة تسير في أحد الشوارع ، اقترب منها وطلب أن يتعرف عليها. فأخبرته بأن اسمها غادة وأنها من أسرة فقيرة ووالدها متوفي، نشأت بينهما علاقة عاطفية وكان سيد يحبها بجنون وبمرور الأيام بدأ يفكر في الزواج منها وطلب من والده أن يساعده ولكن الأب كان يضرب بكلامه عرض الحائط وطلب منه أن ينتظر قليلًا حتى يستطيع تأمين مستقبله، مر على ذلك 3 سنوات وبدأت غادة تضغط عليه حتى يتقدم لها وقرر أن يعود إلى القاهرة ويضغط على والده لمساعدته في الزواج، وأطلق سيد لسيقانه العنان متجهًا إلى القاهرة وعندما وصل طلب من زوجة والده أن تتصل به، دقائق قليلة وحضر الأب وأخبره سيد بأنه يريد الزواج وطلب منه مساعدته ماديًا، نهره والده وطلب منه أن يعتمد على نفسه، هنا تدخل ابليس وبدأ يرسم خطته للإيقاع بينهما، أحضر الأب بندقية آلية وأطلق النار على نجله الذي سقط وسط بركة من الدماء ثم فر هاربًا. مشاجرة عائلية تلقى المقدم إيهاب الصعيدي رئيس مباحث قسم شرطة مصر القديمة إشارة من شرطة النجدة بحدوث مشاجرة وإطلاق أعيرة نارية ومتوفي بالعقار الكائن بخارطة الشيخ مبارك دائرة القسم، وبالانتقال عثر على جثة المدعو سيد أحمد عامل ومقيم مينا البصل بالإسكندرية مصاب بطلقات نارية بمختلف أنحاء الجسم، وبالفحص تبين وجود خلافات سابقة بين المجني عليه ووالده المدعو أحمد الغيطاني تاجر ومقيم خارطة الشيخ مبارك لرفض الأخير مساعدة المجني عليه ماديًا للزواج. وبتاريخ يوم الحادث توجه المجني عليه لمنزل والده وطلب من زوجته الاتصال به وفور حضوره أطلق أعيرة نارية تجاه المجني عليه من سلاح ناري بندقية آلية محدثًا إصابته التي أودت بحياته، وتأيدت الواقعة بشهادة كل من نادية الزغابي، ربة منزل زوجة المتهم، وصابرين عبد المطلب، ربة منزل زوجة شقيق المتوفي. فريق بحث وبإخطار اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث ضم اللواءين أشرف الجندي ومحمود أبو عمرة نائبي المدير العام واللواء نبيل سليم مدير المباحث الجنائية والعميد محمد شرقاوي رئيس مباحث قطاع الجنوب للقبض على المتهم. وبإعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التي يتردد عليها المتهم تمكن المقدم إيهاب الصعيدي رئيس المباحث والرائدان محمود حامد وأحمد سعيد راغب والنقيبان إبراهيم كرم ورفيق ونس ضباط مباحث القسم من ضبطه وبحوزته السلاح ناري المستخدم في ارتكاب الواقعة وعدد 24 طلقة من ذات العيار وبمواجهته أمام العقيد دكتور حمدي النهري مفتش المباحث اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه. تحرر عن ذلك المحضر اللازم وأحاله اللواء عزت زهران حكمدار العاصمة واللواء طارق علام نائب مدير أمن القاهرة لقطاع الجنوب إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق وتشريح جثة المجني عليه لتحديد أسباب الوفاة واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة. أخبار الحوادث التقت بالمتهم أمام سرايا النيابة وتحدثنا معه حيث قال" اسمي أحمد بشتغل تاجر في مصر القديمة ، بدأت حكايتي لما مراتي ماتت وقررت اني اتجوز واحدة تانية علشان تاخد بالها مني، وفعلا اتجوزت واحدة وكان اولادي مش عاجبهم حالي، معايا ابني سيد كان تعبان من العيشة هنا في مصر وقالي انا هسافر اسكندرية مع واحد صاحبي اشتغل هناك، يتنهد المتهم ثم يواصل حديثه سافر سيد هناك وقعد 3 سنين وقالى انه اتعرف على بنت وعاوز يتجوزها بس انا مكنش معايا فلوس وكل مرة كان يكلمني في الموضوع ده كنت بهرب منه لحد ما لقيته جاي البيت ولقيت مراتي بتقولي الحق ابنك سيد موجود ورافع عليا "كتر" وعاوزك تيجي حالا، يضيف المتهم في حديثه جريت على البيت وقعدت اتكلم معاه ودبت بيننا خناقة محستش بنفسي غير وانا بطلع البندقية الآلي اللى كنت مشتريها أيام الثورة وضربته بالنار لحد ما وقع سايح في دمه، وبعدين هربت من البيت وبعد ساعة لقيت المباحث قدامي في الشارع وقبضوا عليا وانا ماسك البندقية. وفي نهاية حديثه أكد المتهم بأنه في أشد الندم على ما فعله في حق ابنه وأنه على استعداد لتحمل أي عقوبة جنائية وطلب من ابنه أن يسامحه