تجسدت جميع مظاهر الإهمال وغياب الضّمير والرقابة داخل أروقة أحد أكبر المستشفيات الخاصة في حي رشدي بمحافظة الإسكندرية ، والضحية سيدة في مقتبل العمر أصيبت بعاهة مستديمة. دخلت السيدة "أ.م" المستشفى يوم 13أكتوبر 2016 في حالة صحية جيدة لعمل ولادة قيصرية ، وبرفقتها جميع الأشاعات والتحاليل المطلوبة ، وتم إبلاغ الأطباء من خلال التقارير الطبية أن لديها حساسية شديدة لعدد من العقاقير الطبية. خرجت الضحية من غرفة العمليات وهي تعاني من قيء متواصل وآلام حادة في البطن ، ممَّا كان يستدعي وضعها تحت الملاحظة مع توفير رعاية خاصة ، وهو مّا لم يحدث ، حتى الواحدة من ظهر اليوم التالي ، وبينما تستعد لمغادرة المستشفى شعرت بإعياء شديد ، وتم استدعاء طاقم المستشفى ، وقاموا بإعطائها وابلا من الملينات والبوتاسيوم والحقن الشرجية دون جدوى حتى تضخمت بطنها بصورة كبيرة مع فشل محاولات الإخراج. وفي صباح يَوم 15 أكتوبر تم استدعاء الطبيب الّذي أجرى عملية الولادة ، وطبيب التخدير ، الذين قررا أن الحالة تحتاج لطبيب جراحة ، وتم استدعاء الجراح الذي كان تشخيصه أ د المريضة تعاني من انسداد بالقولون ، وتم نقل المريضة للعناية المركزة وعمل الأشعات والفحوصات التي أسفرت عن احتياج المريضة لدخول غرفة العمليات مرة أخرى خوفا من انفجار القولون. وفتح باب غرفة العمليات للمرة الثانية أمام المريضة يوم الإثنين 17 أكتوبر ، وتم عمل جراحة لاستئصال الجزء الصاعد من القولون ، وجزء من القولون المستعرض ، حيث أوضح طبيب الجراحة أن القولون توقف تماما عن الحركة ، ثم عاد مرة أخرى للحركة بعد موت أجزاء ، وإصابة أجزاء آخرى بالشلل ، مما اقتضى استئصال الأجزاء الميتة قبل تسببها في غرغرينة ، قد تؤدي لانفجار القولون. مرت خمسة أيام أخرى حتى حدثت عملية الإخراج بنجاح مساء السبت 22 أكتوبر ، بعدها سمع أهل المريضة مفاجأة جديدة تعد الأكثر سوء منذ دخولهم المستشفى وهي أن ابنتهم يتم تجهيزها لدخول غرفة العمليات للمرة الثالثة ، لاستئصال الجزء المتبقي من القولون مع عمل فتح جراحي للإخراج ، مما يعد عاهة مستديمة ستصاحبها في ما تبقى من عمرها. قامت أسرة المريضة بتحرير محضر محضر بالواقعة ضد المستشفى في قسم شرطة سيدي جابر برقم 12343 إداري ، يتهمون فيه إدارة المستشفى الإهمال الشديد في حالة ابنتهم ، مؤكدين أن هذه الحالة ليست الأولى التي تصاب بمثل هذه الأعراض ، حيث أنهم علموا من مصادر داخل المستشفى أن ابنتهم هي الحالة السابعة ، وهناك 6 حالات مشابهة حدثت في المستشفى خلال 40 يوما ، مما يؤكد وجود ميكروب أو خطأ طبي متكرر يهدد حياة المرضى.