أدي الزعيم المسيحي ميشيل عون (81 عاما) القسم الدستوري رئيسًا للبنان أمس، متعهدا بمحاربة الإرهاب ومنع امتداد »الحرائق الإقليمية» إلي لبنان، في حين شهدت أنحاء البلاد أجواء احتفالية. جاء ذلك عقب حصول عون علي الأكثرية المطلقة من أصوات أعضاء مجلس النواب بعد عامين ونصف من خلو المنصب.. وفاز عون بالجولة الرابعة من التصويت بعد ما نال 83 صوتا من أصل 127، بينما عثر علي 36 ورقة بيضاء، وسبع أوراق ملغاة. وحصل »عون» الرئيس الثالث عشر للبنان منذ الاستقلال علي 84 صوتا في الجولة الاولي أي أقل من ثلثي الاصوات، في حين ينص الدستور علي أن الفوز من الجولة الاولي يتطلب الحصول علي ثلثي الاصوات، بينما يكتفي بالأكثرية المطلقة في الدورات التالية.. وجرت جولة ثانية لم تحتسب لأنه تم العثور في صندوق الاقتراع علي 128 ورقة بينما يفترض أن يكون العدد 127 بعد استقالة أحد النواب منذ أشهر. وتكرر الأمر في دورة ثالثة ولم تحتسب. وبعد إغلاق جلسة الانتخاب، قال رئيس مجلس النواب »نبيه بري» في كلمة توجه بها للرئيس الجديد »انتخابكم يجب أن يكون بداية وليس نهاية وهذا المجلس علي استعداد لمد اليد لإعلاء لبنان».. ويحظي عون منذ بداية السباق بدعم حليفه »حزب الله»، لكنه لم يتمكن من ضمان الأكثرية المطلوبة لانتخابه الا بعد إعلان خصمين أساسيين تأييده، وهما رئيس حزب القوات اللبنانية »سمير جعجع» الذي يتقاسم معه شعبية الشارع المسيحي، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري أبرز زعماء الطائفة السنية. كما انضم إلي المؤيدين اخيرا الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.. وحقق فوز عون حلما مزمنا لأنصاره في البلد الصغير المتعدد الطوائف، بدأ مع انتقاله من قيادة الجيش إلي رئاسة حكومة موقتة في نهاية الثمانينات، وصولا إلي تزعمه أكبر كتلة نيابية مسيحية منذ عام 2005. وجاء انتخاب عون ثمرة توافق شمل معظم الاطراف السياسية في البلد، وهو ما لم يكن متوقعا حتي قبل اسابيع، بعدما استمر الشغور في منصب الرئاسة جراء الانقسامات السياسية الحادة في لبنان. وينحدر عون من أسرة متواضعة في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت وهو أب لثلاث بنات ولديه عشرة احفاد.وينظر مناصرو »الجنرال» إليه بوصفه أيقونة في نضاله العسكري والسياسي ويجدون فيه »الرئيس القوي» القادر علي »تحقيق المعجزات»،