الإبداع يبدأ بفكرة وحماس وتعب وشقاء،وهكذا يمكن اختصار تجربة اثنين من الشباب المصري الواعي الذي رفض الجلوس علي المقاهي في انتظار فرصة عمل أو الشكوي من ضعف الراتب،الأول اسمه ماجد عبد الرازق،موظف بوزارة الزراعة والثاني هو محمد مصطفي ويعمل موظف موارد بشرية بشركة خاصة،لا يتجاوز عمرهما ال 30 عاما وجاءتهما الفكرة وتحمسا لها ونفذاها دون أن يهتما بتلك النظرة الدونية التي يوجهها الناس لباعة الشارع،وعرضا تجارتهما من أنواع الحلوي الفاخرة علي عربة تسير علي ثلاث عجلات،ومنها كان الاسم الذي اطلقاه علي المشروع »ثري ويلز»،ولم يمض وقت طويل حتي أصبحت عربتهما معروفة للكثير من الزبائن من أهالي المهندسين وشارع جامعة الدولة العربية. بداية الفكرة ظهرت من المعاناة التي عاشها ماجد حينما بحث داخل جيوبه عن أموال لشراء قطعة حلوي من النوع الفاخر،ولم يجد في جيبه ما يكفي،وسأل نفسه : ولماذا لا يتم تصنيع هذه الحلويات وبنفس الجودة ولكن بسعر يناسب الجميع؟ وبحث عن شريك وممول خاصة أن المشروع يتطلب رأس مال كاف في البداية،وبالفعل اتفق ماجد مع صديقه محمد علي خوض هذه المغامرة،وانضم لهما صديق ثالث لكنه تركهما بعد أول كبوة خسروا فيها ألف جنيه وترك زميليه يواجهان التحدي،وبالفعل لجآ إلي الصديقات لتصنيع المنتجات في منازلهن،حيث وفرا لهن المواد الخام ويتولين إعداد قائمة متنوعة من الحلويات بين الكاب كيك والتشيز كيك والكنافة وتشوكلت فادج ومافنز وتيراميسو ويتم بيعها بأسعار تتراوح بين 15 و20 جنيها رغم جودتها وألوانها وشكلها الملفت وطعمها الرائع. ويلفت محمد إلي أن من أكبر المشكلات التي قابلتهما هي بلطجية الشوارع الذين يفرضون »فردة» أو »إتاوة» علي كل بائعي الشوارع كما حدث معهما في شارع شهاب بالمهندسين،حيث طلب منهم أحد البلطجية 1200 جنيه للسماح لهما بالعمل في هذا الشارع،وقررا بعدها التوجه لشارع جامعة الدول العربية وبعد أن تمكنا من الخلاص من دفع الإتاوة،فوجئآ برجال الشرطة يمنعوهما من الوقوف في الشارع والاختباء في الشوارع الجانبية أثناء مرور الدوريات الأمنية. ويؤكد الشابان الرائعان ماجد ومحمد أن أسرتيهما رفضا في البداية فكرة المشروع باعتباره يسئ لمظهر العائلة الاجتماعي،ولكن هذه النظرة اختفت بعد النجاح الذي حققه المشروع وشجعوهما علي الاستمرار فيه واستكمال الطريق، وتمني ماجد ومحمد أن يكتمل حلمهما ويتحول المشروع لمحل أو مطعم شهير مثل الذين بدأوا حياتهم بعربات متجولة.