في السنوات الأخيرة نجحت إيران وتركيا في بسط نفوذهما علي منطقتنا العربية واصبحتا اليوم هما من تقرران مصيرنا سواء سوريا أو العراق بجانب القوي العظمي التقليدية أمريكا وروسيا. عائد من الكويت حيث حضرت اجتماع مجلس أمناء مجلس العلاقات العربية والدولية في دورته السادسة.. تمت فيه مناقشة وضعنا العربي المشزري.. وقد رأس الاجتماع السيد محمد جاسم الصقر رئيس مجلس الأمناء وحضره رموز العالم العربي من السياسيين الدكتور اياد علاوي -الأمير تركي الفيصل - السيد طاهر المصري -السيد عمرو موسي - السيد محمد بن عيسي -الدكتور نبيل فهمي - الدكتور فؤاد سنيورة - الشيخ محمد صباح السالم الصباح - السيد إبراهيم دبدوب -الدكتور مصطفي البرغوثي -السفير محمد الصلال - الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل - الدكتور غانم النجار -السيد عبد الرحمن الراشد -المستشار ماجد جمال الدين - السيد عبد الرحمن محمد شلقم. وإليكم ملخص لاهم نقاط الحوار من وجهة نظري: ان القوي المتحكمة الآن في وطننا العربي هي إيران وتركيا فهي التي تدير الصراع في سورياوالعراق واليمن وليبيا.. وأصبحوا قوي عظمي جديدة مع أمريكا وروسيا... أما نحن العرب فأصبحنا ألعوبة في ايديهم.. فالبرلمان التركي وافق علي دخول الجيش التركي إلي شمال العراق ناهيك عن سوريا.. دون أدني اعتبار للسيادة! وإيران تستخدم حزب الله في حروبها في سوريا واليمن والعراق وأبقت انتخاب رئيس في لبنان رهنا بقبول مرشحها عون.. لدرجة ان سعد الحريري الذي خسر الدعم السعودي ولم يلق دعما عربيا.. لا يجد أمامه الآن إلا قبول الأمر الواقع وقبول عون.... لتكمل إيران مخططها وتصبح الآمر الناهي في لبنان! فالعراق مفتت بمليشيات مسلحة وغياب لجيش وطني ولا توجد خريطة طريق لتوحيد القوي السياسية ونبذ الطائفية حتي بعد حرب تحرير الموصل المرتقبة من داعش! أما ليبيا فبانتظار توحيد القوي المسلحة في الغرب بمصراته وطرابلس مع قوات حفتر الذي مازال يرفض الانضواء تحت حكومةً السراج المعترف بها دوليا! أما فلسطين فهي ما بين فشل المصالحة والخلاف علي السلطة وهي تحت الاحتلال.. فقد نجح نتنياهو في إفشال كل المبادرات واستكمال مشاريع الاستيطان واجهاض مشروع الدولتين! تصاعد التدخل الإيراني في مناطق عدة من العالم العربي مدفوعا بسياسة تصدير الثورة المبنية علي طموحات عنصرية فارسية اكدتها تصريحات بعض كبار المسئولين الإيرانيين بشأن نفوذ إيران في أربع عواصم عربية او في إعادة بناء الدولة الفارسية وعاصمتها بغداد ،، الخ. ويضاف إلي ذلك ممارسات التدخل الإيراني الفجة في الشئون الداخلية في عدد من الدول العربية ومنها الخليجية من خلال تشجيع الطائفية السياسية واستثارة التعصب والعصبيات الطائفية والمذهبية بما يستولد تعصبا وتطرفا وعنفا مقابلا بما في ذلك الامعان في استخدام أدوات بعث الفتنة بين السنة والشيعة وزيادة حدتها وهي الفتنة التي أصبحت تهدد الإسلام ووحدته وتضعف من موقفه امام اعدائه وكارهيه، وتسهم في تمزيق المجتمعات العربية طائفيا ومذهبيا وتبرر دعم سياسات التدخل في الشئون الداخلية العربية، الامر الذي أخل بالتوازن الاستراتيجي في المنطقة لصالح التدخل الخارجي ومهد الطريق لصفقات مشبوهة من شأنها ان تؤثر سلبا في مستقبل المنطقة واستقرارها ورخائها» الحل هو: اعادة الاعتبار للقضية العربية الأساس من خلال التركيز علي ضرورة التوصل إلي حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية مما يعيد الكرامة المفقودة للعرب ويزيل أحد اهم بؤر التوتر والاحتقان والشعور بالظلم والمهانة وذلك بالالتزام بالمبادرة العربية الصادرة عن مؤتمر القمة العربية الذي عقد في بيروت في 2002 وعلي أساس حل الدولتين والعودة إلي حدود 1967، مما يستوجب العمل علي وحدة الفصائل الفلسطينية وانضوائها تحت الشرعية الفلسطينية كشرط اولي وحاسم في تحقيق هذا الهدف. العمل علي تطوير موقف عربي واضح وثابت يستعيد التوازن الاستراتيجي في المنطقة وذلك من خلال تطوير إرادة عربية واحدة بشأن القضايا والمشكلات التي تتعرض لها المنطقة العربية وذلك بديلا عن تعدد الارادات المتناثرة والمتعارضة. لابد من نهو حرب اليمن بانتصار حاسم للعرب فهي حرب بين العرب وإيران دون مواربة حتي يمكن بعد ذلك تبني موقف واضح ومبادر في آن واحد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية قائم علي الادراك بألا مصلحة للفريقين العربي والإيراني في زيادة حدة الخصومة والعداء بينهما والتي لن تعود الا بالدمار والخراب علي الفريقين. ان المصلحة المشتركة تقتضي ان يكون هناك سعي لإنشاء علاقات صحيحة بين الدول العربية وبين الدولة الإيرانية تكون مبنية علي الاحترام المتبادل.