لم تمر بداية العام الدراسي علي مركز قفط بمحافظة قنا دون أن تبعث برسالة مأساوية الي المسئولين الذين تركوا المركز يئن بالشكوي بعد أن حرمته الأقدار من وجود عضو برلماني يتحدث باسمه ويدافع عنه. هذه الرسالة التي كتبت بدموع أطفال أبرياء وجروحهم تقطر دما ساقهم القدر إلي المدرسة الرسمية الوحيدة للغات بالكلاحين التي تبعد عن المركز عدة كيلو مترات، لم تكتمل فرحة الاطفال الابرياء ببلوغهم السن المدرسية فكادوا ان يكونوا ضحايا الاهمال وتشبث المسئولين بالكراسي فالذي بني المدرسة لم يمهد لها طريقا تسلكه المركبات وتركهم يسلكون طريقا قديما يعاني منه الاحياء في الوصول الي أعمالهم والاموات الي حيث مدافنهم طريق فردي غير ممهد ذو منحني خطير لا يري فيه الذاهب خيال القادم، فمازلنا نعمل بعقلية »البناء حينما تقع الكارثة»، ففي غفلة من الزمن كان الطريق هو المتهم بعد أن غافل الاطفال وهم علي متن السيارة الميكروباص التي يستأجرها أولياء الامور لتوصيلهم الي المدرسة حينما اصطدم بسيارة أخري توفي سائقها في الحال واصيب الاطفال بجروح وكسور مختلفة ومنهم من في حالة حرجة استدعت نقله الي أسيوط للعلاج ومازال صراخ الباقين مستمرا تأثرا بتلك الجروح والكسور الي جانب غروب اشراقة وجههم ووأد فرحتهم بسبب طريق مشين لا لوم فيه علي السائقين. ففي لحظة غيبوبة بني المسئولون المدرسة. وحينما استفاقوا وجدوا أنهم قد أخطأوا وأن هؤلاء الاطفال لا يستحقون التعليم فأهملوا الطريق الذي حاول الاطفال اجتياز حواجزه والقفز علي مطباته من أجل الوصول لهدفهم، ومن المفارقات ان يكون من بين الاطفال المصابين عدد من احفاد مؤسس اول مدرسة في قرية قفط انذاك وعضو مجلس النواب الاسبق المرحوم محمود حسان الذي لم ينتظر من الحكومة ان تبني المدرسة، اما مواطنو المركز فلم يطلبوا من المسئولين سوي الاهتمام بتشييد الطريق حتي لا تتكرر تلك المأساة مرة أخري ومعها يتحتم تشييد مسئولين آخرين عن المحافظة.