نفسي عند خروجي من بيتي في الصباح.. ألا تهاجمني أكياس البلاستيك المتسخة والخاصة بالحلوي والمشتروات وألا أتعثر في زجاجات الأدوية والمياه الغازية المحطمة علي الرصيف، ونفسي أيضا ألاقي الحفر والمطبات اللي تكسر أجدعها سيارة في الشارع، اختفت بعد عمليات تصليح الأعطال، ونفسي كمان أركب ميكروباص له درجتين للصعود علشان ركبتي الموجوعة، وياريت السواق يبقي ابن حلال يخفض صوت سماعات الإستريو ويبدل المواويل الشعبية بصوت جميل يرتل القرآن، وكمان ياريت ما يسابق غيره ويقود بسرعة جنان علشان كل واحد رزقه مكتوب، ده معاه في السيارة أرواح يمكن أن تزهق علي الطريق، ونفسي الركاب تبطل كدب وبلاش تقول أمامي خمس دقايق وأكون في الشغل، وكمان بلاش الكلام بصوت عالي في الخصوصيات والتفاصيل المحرجة اللي المفروض ماتتقلش في وسائل النقل العام، ونفسي كل شواطئ الترع وأسوار المدراس ومواقف السيارات اللي بتقابلني في الطريق ماتتحولش لمقالب قمامة ودورات مياه مفتوحة علشان بلدنا الغالية ماتستحقش نعمل فيها كده، ونفسي كمان الناس اللي بتركب مترو الأنفاق تأخذ بالها وهي بتجري زي التيران في الدخول والخروج وعند صعود وهبوط السلالم تقول يعني هيلحقوا الديوان، ده احنا في الزوغان نأخذ البريمو في التقدير العام، وياريت بوابات تذاكر الخروج من المترو تشتغل وبلاش الزنقة ياهووو، ونفسي كمان أسانسير الجورنال يطلع وينزل قوام، وكمان نفسي أدخل المكتب ألاقي التكييف مش شغال علشان الحجرة بتبقي ثلج تمام، وأيضا أجد الستائر الغامقة مرفوعة ويدخل عندنا نور الصباح، ونفسي أقرأ الفاتحة وأشيل التراب من علي مكتبي وأقعد لأكتب علي الورق الدشت زي زمان، وألاقي التليفونات بترن واللي بيقول لي تحقيقك الأسبوع ده كان عال.