لكي تعرفوا حجم المصيبة التي نحن فيها والتي تتواكب استشهاد 20 أو 22 من الشباب قبل حضور مباراة الزمالك وانبي .. كنت اتابع المشاهد الكارثية في الجريمة التي وقعت يوم الاحد الماضي وانا استحضر ما قاله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم عن علامات الساعة . نعم ما شهدناه في هذا اليوم الاسود هو من علامات الساعة .. هذا ليس كلامي ..إنه ما انبأنا به الذي لا ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّي يَأْتِيَ عَلَي النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ) . صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم ..نعم ما حدث يؤكد أن القيامة قد اقتربت .. هل رأيتم اناس يقتلون بعضهم علي ابواب ملعب لكرة القدم . إذن نحن امام مصير البشرية المحتوم والمرتقب فلنرتقب يوم القيامة .. أي إنسانية وأي اخلاق وأي ضمير يسمح بأن يقتل الانسان أخاه الانسان من اجل مباراة لكرة القدم !! من جعل الناس تدهس بعضها .. ولا يعرف في هذه الهوجة من قتل من ؟! ما الذي حدث لكي يجعل الانسان يضع أخاه تحت قدميه ؟! هل كانت الفوضي والرعب أحد في القلوب إلي حد أن يدهس الأخ اخاه .. رحمتك يا رب . نحن نؤمن بقضاء الله تعالي وقدره وكل نفس لها اجلها .. لايمكن أن تزيد علي موعدها ثانية ولا تنقص من عمرها ثانية .. ولكن من الذي كان سببا في اغتيال ارواح شابة واثارة الذعر والرعب في قلوب الملايين ؟ نحن لا نستطيع ان نصدر احكاما بدعوي الحزن الشديد والذي يصل إلي حد الغضب والانتقام من اي شخص أو اي جهة . نحن نريد حق الشهداء من الجاني الحقيقي وليس من الذين نكرههم فقد قال الله تعالي : وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَي أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَي. بصراحة شديدة .. لابد أن ننسي تماما ان تحضر الجماهير مباريات الدوري ..طالما انه لا يوجد من يستطيع الحفاظ علي ارواح الناس ..وطالما ان في القلوب غلا وحقدا من اكاذيب ترسخت علي مدي سنوات وخلقت حب الانتقام التي يغذيها الاعلام وبعض الجهات التي لها مصلحة في المتاجرة بدم المصريين وطالما ان هناك كيانات تستهدف اثارة الفوضي وطالما ان المجرمين لايتم القصاص منهم بالسرعة التي تمتص احزان اهالي الشهداء ويمرحون في الشوارع والطرقات يفجرون ويقتلون.. في ظل حالة الحرب التي تعيشها مصر منذ 4 سنوات منذ تسلط الارهابيين علي الشعب المصري بدعوي الثورية والذين استخدمتهم الصهيونية لاسقاط مصر . المهم الآن ان نعمل علي حماية ارواح الجماهير من المصريين بصرف النظر عن ألوانهم وانتماءاتهم في المناسبات المقبلة .. فلا يجب ان يتم التغاضي عن ضمانات حماية الملاعب وان تطبق الشروط علي الجميع ولا يكون احد فوق المحاسبة في اي فوضي يثيرها لأن ثمنها ارواح مصريين . نعم اقتربت الساعة .. اللهم نجنا من هولها واغفر لنا يوم ان نلقاك وارحم شهدائنا في كل مكان .