أعرب الرئيس الأمريكي "باراك اوباما" عن "سخطه" حيال وضع "الإفلاس الجزئي" الحالي الذي تشهده حكومته في أعقاب ما اعتبره "تشدد" الجمهوريين في محادثات الميزانية للعام المالي الجديد. وفي مقابلة مع قناة "سي ان بي سي" التلفزيونية، قال الرئيس الأمريكي "منذ بدء رئاستي، بذلت جهدا كبيرا من اجل العمل مع الجمهوريين"، مضيفا "انا ساخط لأن هذه الازمة غير ضرورية علي الإطلاق". وجدد أوباما موقفه من انه لن يتفاوض مع خصومه الجمهوريين علي رفع سقف الدين وهو امر ضروري بالنسبة لوزارة الخزانة قبل 17 أكتوبر الذي يوافق موعد استحقاق ديون عامة، قد يسفر إخفاق واشنطن عن دفعها الي خفض التصنيف الائتماني للبلاد ومن ثم تداعيات خطيرة للاقتصاد العالمي. وأوضح أنه في حال لم يعط الكونجرس موافقته علي رفع سقف الدين - فإن الولاياتالمتحدة لن تتمكن من سداد ديونها اعتبارا من هذا التاريخ وسيكون وضعا غير مسبوق. وأكد "اذا اعتدنا ان نسمح لحزب ان يعمد الي الابتزاز (السياسي) فعندها لن يكون بامكان اي رئيس يأتي من بعدي ان يحكم بشكل فعال". وأصر اوباما الذي التقي زعماء الحزبين في الكونجرس، علي مواقفه مؤكدا انه لن يفاوض طالما ان النواب لم يصوتوا علي قانون ميزانية يخلو من العراقيل التي ضعوها في وقت سابق أمام الإصلاحات في الرعاية الصحية. وكان رئيس مجلس النواب "جون بينر" أكد من جانبه أن المفاوضات التي استمرت ل90 دقيقة مع الرئيس أوباما فشلت، متهما الرئيس بعد اجتماعهم في البيت الأبيض بأنه "لا يريد التفاوض". جاء هذا بعدما تبني مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون إجراءات لفتح بعض خدمات الدولة الفيدرالية في مشروع قانون هو الخامس منذ دخول الحكومة حالة الشلل الجزئي وهو نص يتوقع ان يرفضه مجلس الشيوخ او ان يرفضه البيت الأبيض اذا مرره الكونجرس. من جانبه أكد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ "هاري ريد" انه "لا تراجع عن مشروع الرعاية الصحية" المعروف ب"أوباما كير" وهو أبرز انجازات الرئيس في فترته الأولي ويعد جوهر الخلاف السياسي في واشنطن. ومع إظهار أرقام الاستطلاعات ان معظم اللوم يلقيه الرأي العام علي جانب الجمهوريين، قال مسئولون سابقون ان اللحظة الحالية تعد فرصة "استراتيجية" للديمقراطيين للنيل من مكانة الجمهوريين في المجتمع. ودخل شلل الادارات الحكومية امس يومه الثالث دون ان تلوح في الأفق أي بارقة امل تؤشر الي قرب التوصل الي حل ينهي الانقسام الحاد في واشنطن.