عبدالحليم حافظ كل ما غناه الي لبني عبدالعزيز في الوسادة الخالية، كان قليلا عليها. السينما القديمة، بالابيض والاسود، لماذا كل هذا الحنين اليها الان؟ هل هي الرغبة في الضحك بلا مرارة في الحلق؟ أم انه الشوق لرؤية القاهرة كما كانت منذ خمسين او ستين او سبعين عاما؟ ايام كانت الاشجار علي جانبي الطريق، والبجع الابيض يسبح في البحيرة الرائقة بجزيرة الشاي، ايام كنا نتأمل كيف يقف ابوقردان علي قمم اشجار الكافور، معطيا الانطباع بانه مستغرق في التفكير، ايام كانت ضفائر البنات في الجامعة تتحدي نسائم الشتاء وتهتف باسم مصر، ولم تكن هناك جرائم اغتصاب او تحرش.. اترك الحكم لضميرك. التحالف اللاوطني لزعم الشرعية بدون تعليق. سأظل مدينا لاساتذتي الكبار هنا او في الخارج حيث درست بكنز لا يقدر بثمن. انه الحيرة، وقد علمني هؤلاء ان الكائن البشري اذا توقف عن التفكير انحدر دون ان يشعر الي السلالات الادني، وان اليقين المتوارث القائم علي السمع والطاعة يقتل عند صاحبه الرغبة في البحث عن الحقيقة، وان العلم يبدأ بالاسئلة، لا بالاجابات السابقة التجهيز، علموني ان الانسان حين يتلبسه الشعور بأنه يملك بمفرده الحقيقة المطلقة، فإنه من الواضح ان اعراض العته او الهوس او محدودية العقل قد بدأت تظهر عليه، وان العدوانية المتشنجة التي تستولي علي البعض كلما اكتشفوا ان هناك اشخاصا مختلفين، انما هي من الحالات التي تستوجب التردد بأسرع ما يمكن علي عيادات الامراض النفسو عصبية.